أظهرت أرقام رسمية أن أكثر من ألف قتيل سقطوا في العراق خلال جانفي الماضي، وهو ما يجعله أكثر الشهور دموية منذ أفريل 2008، بينما أشارت مصادر إلى أن قوات الأمن العراقية تستعدّ لاقتحام مدينة الفلوجة بغية طرد المسلحين الذين يسيطرون عليها منذ شهر. أظهرت أرقام وزارات الصحة والداخلية والدفاع أن 1013 شخصا قتلوا نتيجة العنف، بينهم قرابة ثمانمائة مدني، وأكثر من 120 جنديا، ونحو مائة شرطي، بينما أصيب أكثر من ألفي شخص بجروح، أكثر من 1600 منهم مدنيون. وقتلت قوات الأمن نحو 190 مسلحا، واعتقلت قرابة 460. واستهدفت الهجمات بالأسلحة النارية بشكل أساسي قوى الأمن وموظفين، بينما شملت العبوات المتفجرة مناطق شيعية وسنّية مكتظة بالسكان. وشهدت مناطق مختلفة من العراق أول أمس هجمات متعددة أوقعت مزيدا من القتلى والجرحى، وقتل ما لا يقل عن 12 شخصا في تفجيرات معظمها في العاصمة بغداد. من جانب آخر، قال مسؤولون أمنيون إن الحكومة اتخذت قرارا باقتحام مدينة الفلوجة قبيل صباح اليوم الإثنين، وذلك بهدف طرد المسلحين من المدينة بعد عدم تمكن شيوخ المدينة من استغلال المهلة التي منحها لهم رئيس الوزراء نوري المالكي بغية طرد المسلحين بأنفسهم. وقال مسؤول أمني كبير لرويترز -طلب عدم نشر اسمه- إن محافظ الأنبار وجه (إنذارا أخيرا) للمسلحين ومقاتلي العشائر في الفلوجة، وأشار إلى أن من يرغبون في مغادرة المدينة سيحصلون على ممر آمن ومن يلقون أسلحتهم سيمنحون عفوا، وأوضح أن (الرسالة واضحة.. عرضنا عليهم مغادرة المدينة وأن يكونوا طرفا في مشروع المصالحة الوطنية، لكن إذا كان هناك من يصر على محاربة قواتنا فإنه سيعامل كأحد متشددي الدولة الإسلامية في العراق والشام سواء كان عضوا أو لم يكن). وقال مسؤولون إنه سيجري تكثيف الهجمات الجوية والقصف قبل هجوم بري تشنه وحدات العمليات الخاصة التي ستتولى تطهير أي جيوب للمقاومة. وتوقع ضابط في وحدات العمليات الخاصة بالفلوجة خوض (معركة شرسة في المناطق الجنوبية للمدينة حيث يتحصن المتشددون). وأكد سكان ومسؤولون محليون في الفلوجة أن الاتصالات قطعت في المدينة ومشارفها، وقال الجنود المتمركزون في المنطقة المحيطة بالمدينة لرويترز إنهم تلقوا أوامر بالاستعداد للهجوم. في هذا السياق، قال مبعوث الأممالمتحدة إلى العراق نيكولاي ملادينوف في بيان إن (العمليات الأمنية يجب أن تسير جنبا إلى جنب مع سياسات شاملة تقوم على احترام حقوق الإنسان وسيادة القانون والتنمية الاجتماعية). ويشار إلى أن بعض مناطق محافظة الأنبار -أبرزها الفلوجة وأحياء في مدينة الرمادي- ما زالت تحت سيطرة مسلحين منذ اقتحام قوات الأمن اعتصاما مناهضا للمالكي قبل نحو شهر، وإعلان قادة العشائر تشكيل مجلس عسكري لحماية تلك المناطق، بينما أعلنت الحكومة منذ شهر بدء عمليات في المحافظة لمواجهة مسلحين قالت إنهم تابعون لتنظيم القاعدة. وكانت الأممالمتحدة أفادت بأن أكثر من 140 ألفا فرّوا من المعارك بين الحكومة والمسلحين في منطقة الأنبار، في موجة نزوح وصفت بالأكبر في البلاد منذ خمس سنوات.