ما تزال العديد من المشاكل التي ورثتها العائلات من عهد الاستعمار، مطروحة لحد الساعة في قرية برقيس التابعة لبلدية بني زيكي في بوزقان شرق ولاية تيزي وزو، حيث مازالت بعيدة تماما عن الركب التنموي الذي تشهده القرى رغم كونها من بين اكبر القرى في البلدية وحتى في الدائرة. سكان القرية صرحوا خلال تواجدنا فيها، أنهم يعانون كثيرا من تجاهل السلطات لمطالبهم، حيث تتجاهلها جميع المجالس البلدية التي عاقبت على بني زيكي وتكون دائما الوعود المعسولة هي أكثر ما يتلقونه خلال الحملات الانتخابية لكن سياسة إدارة الظهر هو كل ما يحصلون عليه. ومن بين المشاكل التي حصرها السكان في بعض النقاط هي معاناتهم مع الطرقات التي بقيت على طبيعتها في شكل مسالك وحلية وعرة، يصعب حتى على الدواب عبورها شتاءا نظرا لتدهورها الكبير وعدم تزفيتها منذ عقود من الزمن. وما زاد الطين بلة هو انعدام الإنارة العمومية في هذه الطرقات التي يوجد العابرون فيها في خطر محدق خاصة ليلا نظرا للظلام الدامس الذي يميزها، بالإضافة الى المكان المعزول الذي تقع فيه القرية، ما يجعل سكانها يفرضون على أنفسهم حظرا للتجوال كلما أسدل الظلام، لحماية أرواحهم وممتلكاتهم. أما الشباب فهم أكثر الفئات المتضررة في هذه القريةالتي لا توجد فيها ملاعب ولا قاعات للرياضة أو الأنشطة الترفيهية، حيث تعتبر المقاهي الوجهة الوحيدة التي تجمع هؤلاء، خاصة مع انعدام أماكن وفرص للعمل، حيث تعصف البطالة بالشباب غير أنهم يمارسوا أعمالا حرة أغلبها في الفلاحة الجبلية التي لا تغني ولا تسمن من جوع. لذا طالب الشباب بالنظر الى انشغالاتهم كون الفراغ والتهميش الذي يواجهونه يدفع الى ركوب مخاطر الحرقة أو الهجرة الى المدن وحتى الولايات المجاورة بحثا عن فرص عمل. كما اشتكى السكان من نقص الماء الشروب في القرية والذي يواجهون متاعب جد كبيرة في الحصول عليه، إضافة الى الغاز الطبيعي الذي أصبح وجوده جد ضروري في هذه القرية التي تعزلها الثلوج لفترات جد طويلة شتاءا نظرا لموقعها المرتفع.