الصدمة كانت قوية والفاجعة كانت أعظم لمّا انقطعت مكالمات الخطيب المحتال والنصّاب مع خطيبته الضحّية الآنسة ك·س البالغة من العمر 37 سنة، والتي تمتهن حرفة الخياطة، حيث اكتشفت أنها وقعت ضحّية احتيال· تعود حيثيات الواقعة إلى تاريخ 28 ماي المنصرم بعد أن تلقّت الضحّية الرّاغبة في بناء عشّ الزّوجية مكالمة هاتفية من شخص مجهول قدّم نفسه على أنه يدعى م·ج ويقارب سنّه ال 50 سنة، حسب زعمه، وينحدر من الشرق الجزائري ويعمل طبيبا عامّا في مستشفى مصطفى باشا بالعاصمة، وهو نفس ما يردّده على فرائسه العوانس اللاّئي يوهمهن بتفكيره في الزّواج منهنّ ليستولي على أموالهنّ· في حديثه إلى آخر ضحاياه أكّد المحتال أنه يبحث عن امرأة صالحة لتكون شريكة حياته، وأن إحدى فاعلات الخير هي التي منحته رقم هاتفها، وفي المكالمة الثانية ضرب لها موعدا للإلتقاء حتى يتعارفا أكثر، وهو ما حدث بالفعل· حيث توجّهت الضحّية إلى المكان المتّفق عليه والتقت مع الشخص الذي ادّعى أنه طبيب غير متزوّج ويبحث عن ابنة الحلال لبناء عشّ الزّوجية، كما وعدها بأنه سيتقدّم إلى عائلتها ويطلب يدها بعد أيّام معدودة من موعد لقائهما· وفعلا، لم يتأخّر المحتال كثيرا حتى طرق باب عائلة الضحّية والتقى بجميع أفرادها، ومن ثمّ قاموا بإجراءات الخطوبة الرّسمية فعمّت الفرحة والسعادة بيت الضحّية التي بدأت التفكير باكرا في التحضيرات الخاصّة بحفل الزّفاف في وقت كان فيه المحتال يخطّط بدقّة للإيقاع بها في شباكه الشيطانية· حيث اتّصل الشخص الماكر بخطيبته وأكّد لها أن متشوّق لإتمام حفل الزّفاف وقضاء مع رفيقة دربه حياة زوجية سعيدة، فقط يبقى مشكل وحيد من شأنه أن يؤخّر ذلك وهو مشكل السكن، لذا طلب منها أن تمنحه ما تملك من الأموال لاقتناء مسكن جديد باسميهما· الضحّية اقتنعت بالفكرة وقرّرت رفقة خطيبها المزعوم اقتناء مسكن جديد يعيشان فيه ما كتب لهما اللّه من الحياة· وقد رتّب المحتال كلّ الأمور ليضرب موعدا للضحّية التي تنقّلت مع خطيبها على أساس رؤية المسكن الجديد الذي اختار مكانه في إحدى الشوارع الرّاقية بولاية سطيف، لتقوم بعد ذلك الضحّية بجمع كلّ ما تملك من أموال ومجوهرات قدّرت بأزيد من 300 مليون سنتيم ومنحته لخطيبها من أجل الانتهاء من إجراءات شراء المسكن· ومنذ ذلك اليوم لم يظهر للمحتال أيّ أثر، حيث غاب عن الأنظار وانقطعت مكالماته الهاتفية بعد المكالمة الأخيرة التي تلقّتها الضحّية ولم تسمع صوته بعدها وقال فيها: أنا محتال ومهنتي النّصب، وأنت إحدى ضحاياي فافعلي ما شئت· ومن هنا، بدأت معاناة الضحّية التي اسودّت في وجهها الدنيا ولم تجد مخرجا من هذه المكيدة سوى التوجّه إلى مصالح الأمن المختصّة لرفع شكوى ضد المتّهم الذي لايزال إلى يومنا هذا في حالة فرار· وقد علمت أخبار اليوم من مصدر موثوق بأن المحتال المذكور سالفا سبق وأن نصب على فتاة من ولاية الشلف بعد أن أوهما بالزّواج مقدّما لها مهرا مسبقا بقيمة 10 ملايين سنتيم قبل أن يسلبها ما قيمته 25 مليون سنتيم من المال والذهب واختفى دون أن يترك أيّ أثر، عدا رقم الهاتف النقّال الذي كان من بين الخيوط التي اعتمدت عليها الجهات المختصّة للكشف عن الهوية الحقيقية للجاني المدعو ك·ع من مواليد 1953 بولاية خنشلة، في انتظار توقيفه ومحاكمته على أفعاله الشنعاء·