عالجت، أمس، محكمة الجنايات بمجلس قضاء البليدة قضية محاولة القتل العمدي مع سبق الإصرار والترصد وجنحة الضرب والجرح العمدي بالسلاح الأبيض، وهي التهم التي واجهها المسمى (ق.مختار)، 38 سنة، فيما لم تكن الضحية سوى خطيبته السابقة. تلقت عناصر الدرك الوطني بالناظور مكالمة هاتفية بتاريخ 8 أكتوبر 2009 من مفرزة الحرس البلدي بسيدي موسى تفيد تعرض المسماة نعيمة لاعتداء من قبل الجاني، الذي أقدم على طعنها بواسطة سلاح أبيض عبارة عن سكين على مستوى البطن. وبالاستماع إلى الضحية، أكدت أنها كانت ليلة الحادثة عائدة رفقة أفراد عائلتها من زفاف خالتها حيث قرر الجميع العودة مشيا في وقت متأخر للمنزل العائلي بالنظر إلى قرب المسافة الفاصلة بين المسكنين، إلا أنهم تفاجأوا وهم بأحد الأزقة الضيقة والمظلمة بشخص يتهجم عليهم وكان يقصدها هي بالذات، حيث قام بدفع والدتها قبل أن يمسك الضحية من كتفها الأيسر ويطعنها على الجنب الأيمن، وشرع في تسديد الضربة الثانية قبل أن يستفيق خالها من هول الصدمة ويسارع إلى إنقاذها من قبضته، لا سيما أن الجميع تعرف عليه، إذ لم يكن سوى خطيبها السابق. وفي الوقت الذي بقي الخال في مواجهة المعتدي، فرت الفتاة نحو المحال التجارية المجاورة، وهناك وجدت أشخاصا قاموا بنجدتها ووالدتها وأشقاءها الصغار الذين ذهلوا وهم يرون أختهم تنزف بغزارة، خاصة وأن الجرح امتد إلى رئتها وكبدها، ولم تنج من الموت إلا بأعجوبة. وعن سبب الاعتداء الذي طالها، أكدت الضحية لمصالح الأمن أن الجاني كان خطيبها لمدة 6 سنوات كاملة، قبل أن تفسخ العلاقة بينهما بسبب تصرفاته الغريبة، وكونه صار من المدمنين على المشروبات الكحولية، مؤكدة أنه قام بتهديد والدها وبأنه سيقتل كل من يتقدم لخطبتها، إلا أنه لم يهددها هي مباشرة. من جهته، قال الخال إنه تعرض إلى جرح على مستوى يده من قبل المسمى ”مختار” لما كان يدافع عن ابنة أخته. المتهم أنكر كل ما نسب إليه، مدعيا أن الخال هو ما بادر إلى الهجوم عليه بعد أن حاول ليلتها التقرب من الضحية ليسألها عن سر فسخ علاقتهما ومدى صحة خبر ارتباطها بشخص غيره، ليضيف أن إصابة الفتاة نعيمة كانت جراء محاولتها فك النزاع بينه وبين خالها. وعن عدم تعرضه لأي إصابة كونه كان المستهدف - على حسب روايته -ادعى أنه تمكّن من السيطرة على غريمه والإفلات من قبضته. هيئة المحكمة، وبعد غلق باب المرافعات عادت لتدين الجاني بخمس سنوات سجنا نافذا.