بن فليس حقّق المطلوب وجيلالي سفيان وحنّون يتقدّمان ولا أثر لبعض المترشّحين اشتعلت (حرب التوقيعات) بين عشرات المرشّحين المفترضين للانتخابات الرئاسية المقرّرة في ال 17 من شهر أفريل القادم، وتبدو مهمّتهم بالغة الصعوبة والتعقيد، فليس من السّهل على شخصيات توصف بالمغمورة والفاقدة للشعبية أن تجمع 60 ألف توقيع، وهو ما زاد من حدّة (الحرب) وفتح الباب أمام المضاربة والطرق المشبوهة في جمع التوقيعات التي أصبح بعضها يباع في سوق النخاسة السياسية. دخلت حملة جمع التوقيعات لدى أغلب المترشّحين البارزين مرحلة الحسم، حيث أجمع أبرز المتسابقون لمنصب رئيس الجمهورية من أحزاب وشخصيات حرّة على أن حملة جمع التوقيعات بلغت المستوى المطلوب وقاربت على الدخول في مرحلة التقييم، فيما أكّد البعض تسجيل تجاوزات في جمع التوقيعات بعد أن أصبحت سياسة المال القذر هي السياسة الأكثر لصيقا بمختلف المواعيد السياسية. عكست نسبة جمع التوقيعات لدى أبرز المترشّحين حقيقة ما تروّجه حملات الدعاية والحشد بعد أن حقّق أغلب المترشّحين المعروفين النسبة المطلوبة أو على الأقل تجاوزت النّصف بعد 20 يوما فقط من سحب الاستمارات، وجاء هذا التقدّم في حملة جمع التوقيعات سواء في صفوف المتخبين أو المواطنين ليبدّد شكوكا بشأن ما يطرح حول قدرة المرشّحين على دخول منافسة قوية تؤكّدها ملايين التوقيعات. في هذا الصدد، أكّد مخاليف عباس مدير التعبئة والتجنيد لدى المرشّح علي بن فليس أن القائمين على الحملة تمكّنوا من تجاوز العدد المطلوب، سواء في صفوف المنتخبين أو المواطنين، وصرّح بأن الشعبية التي يحظى بها علي بن فليس سهّلت كثيرا حملة جمع التوقيعات، حيث التفّ حوله منتخبون ومناضلون من قواعد الأفالان وحتى من مختلف التشكيلات السياسية الذين وقّعوا لفائدة علي بن فليس اقتناعا منهم ببرنامجه، وكشف المتحدّث أنه سيتمّ عقد لقاء تقييمي للحملة بداية الأسبوع المقبل. في حين تحفّظ تعزيبت رمضان عن كشف عدد التوقيعات التي تمّ جمعها لصالح مرشّحة الحزب لويزة حنّون، خاصّة وأن العملية ما تزال سارية، إلاّ أنه أكّد أن حملة الإمضاءات تسير في 48 ولاية وبشكل عادي، خاصّة وأن الحزب يمتلك 700 منتخب على المستوى الوطني، كما أن هناك منتخبين أحرار انضمّوا إلى قائمة الموقّعين لفائدة حنّون، وأضاف أنه ما يزال أمام نهاية الحملة الوقت الكافي، حيث حدّد الحزب 25 من فيفري آخر أجل لاستكمال مرحلة جمع التوقيعات. من جهته، أكّد رئيس حزب الكرامة بن حمّو أنه تمكّن من الوصول إلى حوالي 85 بالمائة من العملية، والتي ركّز فيها على المنتخبين المحلّيين بشكل كبير لأنها أكثر مصداقية، سيّما وأن الحزب له تمثيل في 349 بلدية، وأكّد أنه مرتاح من حملة جمع التوقيعات خاصّة بعد التحاق عدد من منتخبي أحزاب أخرى به. أمّا رئيس حزب جيل جديد جيلالي سفيان فقد تمكّن إلى حد الآن من جمع ما نسبته 50 بالمائة من التوقيعات المطلوبة، أي 30 ألف توقيع عبر مختلف الولايات، وما يزال يعوّل على ما تبقّى من أيّام لجمع التوقيعات المتبقّية، مؤكّدا أن لديه شعبية تمكّنه من جمعها دون أدنى شكّ. ولا يتوقّف الحديت منذ انطلاق الحملة عن سياسة المال القذر، والتي واجهت بالدرجة الأولى المرشّحين الأقل شعبية، حيث تفاجأوا بطلب المقابل من المال من أجل الحصول على التوقيعات ووجدوا أنفسهم عالقين في حملات إقناع المواطنين أو المنتخبين للتوقيع لصالحهم في ظلّ غياب برامج إقناع تمكّنهم من حشد تأييد لصالحهم، وكذا قوة منافسيهم وتمتّعهم بقاعدة شعبية، وهو ما دفع البعض منهم إلى مراجعة خيار الترشّح والانسحاب من غمار المنافسة في ظلّ تواجد شخصيات ثقيلة تمكّنت من فرض نفسها وتمكّنت بسهولة من اجتياز المرحلة الأولى في سباق الرئاسيات.