أجمع كلّ الجزائريين على أن هزيمة العار التي تكبّدها الخضر أمام إفريقيا الوسطى يتحمّلها اللاّعبون بالنّظر إلى هشاشة الخطوط الثلاثة، وبدرجة أكثر الخطّ الخلفي الذي ارتكب أخطاء بدائية طوال المباراة، خاصّة المدافع بلحاج الذي تراجع مستواه بشكل كبير، الأمر الذي يوجب وضعه في قائمة اللاّعبين الذين ليست لهم مكانتهم ضمن التشكيلة الوطنية· وهو ما أكّده لنا التقنيون الذين تحدّثنا معهم بشأن هذه المواجهة التي تبقى من أهمّ السلبيات في تاريخ الكرة الجزائرية، لأن الهزيمة جاءت على يد منتخب متواضع جدّا لم يسبق له وأن وصل إلى أدوار متقدّمة في مختلف التصفيات الدولية· *** عبد الحميد كرمالي: "لم أصدّق ما حدث لنا أمام منافس مجهول" الوجه الذي ظهر به المنتخب الوطني في هذه المواجهة يعدّ بمثابة وصمة عار في جبين اللاّعبين، لأنه بصراحة وبغض النّظر عن الفوز الذي حقّقه فمنتخب إفريقيا الوسطى متواضع جدّا، الأمر الذي جعلني أتحسّر كثيرا لأداء اللاّعبين طوال مجريات المباراة· وأضاف كرمالي في اتّصال هاتفي معه قائلا: النتيجة التي انتهت عليها المباراة لا يتحمّلها المدرّب عبد الحقّ بن شيخة، لأن هذا الأخير عمل كلّ ما في وسعه للعودة في النتيجة باستحداثه تغييرات وطريقة اللّعب، إلاّ أن ضعف مستوى غالبية اللاّعبين حال دون الوصول إلى شباك المنافس الذي استغلّ هشاشة دفاع الخضر وتمكّن من صنع الفارق بتسجيل هدفين في وقت حسّاس جدّا وإحداث مفاجأة من العيار الثقيل بأتمّ معنى الكلمة، لأنه لا أحد رشّح هذا المنتخب المتواضع لهزم منتخب مثل إفريقيا والعرب في المونديال الأخير الذي احتضنتها جنوب إفريقيا· وفي ختام حديثه، أكّد النّاخب السابق للمنتخب الوطني عبد الحميد كرمالي: فمن الضروري على المشرفين على تسيير شؤون كرتنا معالجة الأمور السلبية في أقرب الآجال بغرض تعويض ما فاتنا في المقابلتين الفارطتين، لأن أمورنا تعقّدت كثيرا وأصبحنا في وضعية صعبة جدّا لبلوغ التأهّل، لأنه من العار على منتخب بحجم الجزائر شارك في آخر مونديال يجد نفسه في مثل هذه الوضعية بعد الخسارة التي جاءت على يد منتخب كان بالأمس القريب يحلم بمواجهتنا ودّيا، ، مضيفا: لقد حان الوقت لإعادة النّظر في التركيبة البشرية للتشكيلة الوطنية بهدف ضخّ دم جديد للمنتخب الوطني لأن بعض اللاّعبين المحترفين لا يحملون سوى الاسم لأن مستواهم تدنّى بشكل كبير جدّا· *** نصر الدين دريد: "هذه الهزيمة كشفت الحقيقة المرّة" ما حدث في هذه المباراة هو بمثابة تأكيد على أن التشكيلة الوطنية تضمّ عدّة لاعبين مكانتهم باتت غير موجودة حتى ضمن القائمة الاحتياطية، لأن الهزيمة أمام منافس ضعيف وبأداء هزيل جدّا لمنتخبنا يعني تأكيدا أن تأهّلنا إلى المونديال الأخير لا يعني أننا وصلنا إلى مصاف المنتخبات العالمية، بالعكس مشاركتنا في جنوب إفريقيا أخفت النّقائص الكثيرة التي تعاني منها الكرة الجزائرية بسبب انتهاج طريقة غير مدروسة من قبل المعنيين بالأمر· وأضاف الحارس الدولي السابق نصر الدين دريد قائلا: أظنّ أن اللاّعبين لم يطبّقوا تعليمات عبد الحقّ بن شيخة فغالبيتهم كانوا تائهين فوق أرضية الميدان وكانوا بعيدين كلّ البعد عن المستوى الذي كان منتظرا منهم، لا سيّما المدافع نذير بلحاج الذي ظهر ثقيلا وغير مركز تماما· لذا، كان من المفترض على بن شيخة إخراجه وإقحام لاعب آخر أكثر جاهزية لوضع حدّ للضغط الكبير الذي فرضه المنافس في الجهة التي كان متواجدا فيها بلحاج، والتي أثمرت بتسجيل هدفين في لحظات جدّ صعبة للخضر من أجل العودة في النتيجة· وفي ختام تصريحة ل أخبار اليوم، قال دريد: بات من الضروري على المشرفين على تسيير شؤون كرتنا وضع حدّ للمهزلة التي من شأنها أن تجعلنا نجد أنفسنا في خانة المنتخبات الضعيفة على المستوى الإفريقي، لأن ما حدث أوّل أمس يعني الكثير والحديث قياس· *** ناصر مكيداش: "عار كبير أن ننهزم أمام أضعف منتخب إفريقي" المنتخب الوطني هزم نفسه أمام منتخب متواضع جدّا بأداء هزيل طوال مجريات المباراة، لأن اللاّعبين لعبوا بدون حرارة إلى درجة أن النتيجة لا تهمّهم، والأدهى من ذلك الطريقة التي تمّ الاعتماد عليها خدمت المنافس الذي وجد ضالّته من الجهة التي كان يلعب فيها المدافع بلحاج· هذا الأخير حسب رأيي الشخصي مكانته غير موجودة ضمن قائمة ال 22 وليس التشكيلة الأساسية، لأن الأداء الهزيل الذي قدّمه أثبت أنه في تراجع مستمرّ منذ حمله ألوان السدّ القطري ويعود ذلك إلى ضعف مستوى البطولة هناك، ممّا يوجب من النّاخب الوطني أن يفكّر في خليفته في المباريات المقبلة، لا سيّما وأننا أصبحنا أمام حتمية انتزاع نقاط كامل المباريات التصفوية لبلوغ التأهّل· وقال ناصر مكيداش في سياق حديثه: دون التقليل من قيمة زميلي بن شيخة فالعارضة الفنّية للمنتخب الوطني باتت بحاجة ماسّة إلى تدعيم بخدمات مدرّب أجنبي في المستوى لاستعادة كامل حظوظنا في التأهّل إلى المواعيد الدولية المقبلة، طبعا مع ضرورة إعادة النّظر في التركيبة البشرية للتعداد، لأن بعض اللاّعبين أصبحوا عاجزين عن الظهور بالمستوى المطلوب مقابل تهميش لاعبين لديهم الإمكانات التي تؤهّلهم لتقديم الإضافة اللاّزمة وفرض أنفسهم ضمن التشكيلة الأساسية دون أيّ صعوبة· وختم مكيداش قائلا: ما حدث أمام منتخب إفريقيا الوسطى يعدّ بمثابة رسالة مباشرة للمعنيين لاتّخاذ كافّة الإجراءات الضرورية لتنقية المحيط الكروي من الدُّخلاء بغرض استعادة سمعة الكرة الجزائرية على المستوى العالمي، لأن تأهّلنا إلى مونديال جنوب إفريقيا لا يعني أننا وصلنا إلى مصاف المنتخبات العالمية، بالعكس أخفى عيوب التسيير العشوائي المنتهج منذ مدّة طويلة· *** ميغل فاموندي: "لم أكن أنتظر ما قدّمه المنتخب الجزائري" قال المدرّب الجديد لشباب بلوزداد الأرجنتيني ميغل فاموندي: إندهشت كثيرا للأداء المتواضع الذي قدّمه المنتخب الجزائري في هذه المواجهة أمام منافس ضعيف من كافّة الجوانب، وليس بالمقارنة مع منتخب شارك في آخر مونديال· واعتبر فاموندي فوز إفريقيا الوسطى مستحقّا بالنّظر إلى هشاشة الخطوط الثلاثة لتشكيلة الخضر عدا الحارس مبولحي الذي أدّى ما عليه وكان وراء تفادي الخضر خسارة أثقل، مضيفا بالقول: من بين عيوب تشكيلة المنتخب الجزائري هو المدافع بلحاج الذي سهّل كثيرا من مأمورية المنافس للوصول إلى الشباك بسبب ارتكابه أخطاء لا يرتكبها حتى لاعبو الفئات الصغرى· وبشأن حظوظنا في التأهّل، قال فاموندي: أظنّ أنه بنفس الطريقة من الصّعب جدّا بلوغ ذلك، لذا يتوجّب إعادة النّظر في بعض الأمور التي لها علاقة مباشرة بالجانب الفنّي والاستنجاد بخدمات لاعبين أكثر جاهزية، لا سيّما على مستوى الدفاع والهجوم، لأن مشكلة الخضر تكمن في عدم وجود قنّاص أهداف بمعنى الكلمة ومدافع قوي لخلافة اللاّعب بلحاج الذي بولفر في الجهة التي يلعب فيها هذا الأخير· *** كمال قاسي السعيد: "خسرنا بأداء شوّه سمعة الكرة الجزائرية" الطريقة التي انهزم بها المنتخب الوطني تستوجب فتح تحقيق لمعرفة الأسباب الحقيقة التي كانت وراء هذه المهزلة، لأن ما حدث في بانغي أمام أضعف منتخب على مستوى الكرة الأرضية شوّه سمعة الكرة الجزائرية بأتمّ معنى الكلمة وأعادنا إلى الصفر بعدما كنّا نطمح إلى استعادة نكهة الانتصارات بعد تعثّر تنزانيا، لكن فوق الميدان وبأرجل لاعبين غير مؤهّلين للدفاع عن الرّاية الوطنية حدث العكس والنتيجة المسجّلة صدمت 40 مليون جزائري· بطبعة الحال النّاخب الجديد بن شيخة لا يتحمّل كامل مسؤولية هذه الخسارة، لكن كان من المفترض عليه التفطّن إلى الأخطاء الفادحة التي ارتكبها المدافع بلحاج الذي أرى أنا شخصيا أن مكانته غير موجودة حتى ضمن القائمة الاحتياطية، والأمر نفسه لبعض اللاّعبين الذين خيّبوا ظنّ الشعب الجزائري، عكس ذلك فالحارس رايس مبولحي قدّم ما عليه وأنقذنا من هزيمة أثقل من هدفين· وختم اللاّعب الدولي السابق كمال قاسي السعيد قائلا: حان الوقت لكشف المستور وإعادة النّظر في العديد من الأمور التي لها علاقة مباشرة بتنظيم وهيكلة المنتخب الوطني، لأن تأهّلنا إلى مونديال جنوب إفريقيا غطى كلّ العيوب.