إفلاس صارخ على كل الجبهات كشفت الهزيمة المذلة التي تعرض لها الفريق الوطني أمس بملعب بانغي أمام منتخب إفريقيا الوسطى، عن الإفلاس الكبير الذي يعاني منه المنتخب على مختلف المستويات، وهو ما تجلى خلال أطوار هذه المباراة أمام فريق لم يكن قويا بالدرجة التي تمكنه من تسجيل هدفين لولا السلبية التي لعب بها الخضر الذين كانوا ظلا لأنفسهم ولم يكونوا في مستوى السمعة التي سبقتهم إلى إفريقيا الوسطى . حيث بدت التشكيلة بدون روح، وبعيدة كل البعد عن المستوى المرجو بدليل الأخطاء البدائية المرتكبة على مستوى التمركز والاسترجاع والتي وضعت الحارس مبولحي في وضعيات حرجة في عديد المرات لولا شجاعته .الدفاع الذي كان في وقت سابق نقطة قوة الخضر أرتكب أخطاء كثيرة ، وبالأخص في الجهة اليسرى أين كان لاعب السد القطري ندير بلحاج غائبا كلية عن مجريات الأحداث، وكانت الثغرة التي ناور منها رفقاء مابيندي لاختراق الدفاع في أكثر من مرة، رغم المجهود الذي بذله الثنائي بوقرة ومجاني في أول ظهور لهما جنبا إلى جنب في مواجهة رسمية، الدفاع لم يكن لوحده ثقيل الحركة، ومفكك، بل حتى وسط الميدان بحضور لحسن ويبدة هذا الأخير الذي اختلطت عليه الأمور و تاه على غير العادة في الميدان، فلم يكن عونا لزملائه من خلال قيامه بدوره التقليدي في استرجاع الكرات أو في مساعدة الهجوم الذي كان مشلولا -كما جرت العادة- ولم يشكل خطرا على منطقة الحارس لومبو جوفري الذي لم تكن له تدخلات حاسمة خلال أطوار هذه المواجهة، التي عرف أشبال المدرب أكورسي كيف يشلون فيها حركة لاعبي الخضر بفصل الوسط عن الهجوم، في ظل غياب حلقة الوصل بين القاطرتين، وكان هذا حال الخطوط الثلاثة مما أعطى الأفضلية للاعبي إفريقيا الوسطى في السيطرة على وسط الميدان والضغط على منطقة الحارس مبولحي الذي لم تكفيه شجاعته وتدخلاته الحاسمة للوقوف في وجه مد "وحوش " لاعبي إفريقيا الوسطى، وفي مقابل الفرص التي أتيحت لأصحاب الأرض، فإن رفقاء مصباح- الذي لم يخيب في أول خرجة له كأساسي مع الخضر أتيحت لهم بعض الفرص وعلى قلتها كان يمكن لها أن تثمر لو تحلى جبور و عبدون بالرزانة الكافية، ليبقى عسر الخط الأمامي للخضر متواصلا، وحتى هذه الفرص لم تأت نتاج عمل جماعي وإنما من محاولات فردية، قبل أن تعود العناصر الوطنية إلى الاعتماد على الكرات الطويلة في ظل غياب منشط للعب، وكان لغياب زياني و مطمور الأثر البليغ على هندسة لعب الفريق ، ولم يتمكن عبدون الذي دخل أساسيا هو الآخر من تقديم الحد الأدنى المنتظر منه، بل كان في غالب الأحيان عبء على زملائه ، بتمريراته للمنافس، وفرملة المحاولات الهجومية. عبدون الذي كان يبحث عن فرصة لإثبات قدراته، اظهر أمس انه مازال بحاجة إلى ترويض وإلى نضج اكبر حتى يكون أساسيا ،فيما كان كل من غزال و جبور أوفياء لمستواهم، وإن وجد جبور نفسه في الكثير من المرات معزولا وسط دفاع المنافس أمام شح الكرات التي لم تصله في العديد من المرات في ظروف جيدة ، وإن يتحمل وزر الهدف الذي ضيعه في الشوط الثاني .الوجه الذي قدمته العناصر الوطنية في بانغي، التي وإن خاضت المباراة في ظروف صعبة، إلا أن ذلك ليس بالمبرر الذي يفسر حالة الإفلاس في كافة المجلات، لمنتخب كان منذ ثلاثة أشهر خلت احد منشطي العرس العالمي في جنوب إفريقيا .قد يكون من الصعب هضم هزيمة من هذا النوع ،لكن الأهم من كل هذا هو إعادة النظر في كثير من الأمور سواء في التعداد من خلال البحث عن دماء جديدة لإنعاش التشكيلة وترك الوقت الكافي للناخب الجديد عبد الحق بن شيخة -إن بقى في منصبه - حتى يتمكن من العمل في روية وهدوء، لأنه ليس بمقدور أي مدرب أن يقدم ما هو منتظر منه في ظرف أربعة أيام الجنرال خسر معركة بانغي لكن الحرب، لكن معارك عديدة مازلت تنتظره فعلى القائمين على الكرة أخذ العبرة من هزيمة أمس، التي عرت وكشفت عيوب الخضر بالبحث عن الحلول الأنسب لإعادة الروح للخضر.