أكد الرئيس الموريتاني ولد عبد العزيز أن الاضطرابات التي تعرفها منطقة الساحل لا تتعلق بحرب ضد ما يطلق عليه تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، وإنما هي حرب ضد عصابات إجرامية مسلحة لا تتوانى في المتاجرة بالمخدرات والقيام بعمليات تخريبية ضد مؤسسات موريتانية، وقال الرئيس الموريتاني: إننا لا نخوض حربا مفتوحة ضد القاعدة ولا غيرها، لكن الأمر يتعلق بحرب ضد عصابات إجرامية مسلحة تتاجر بالمخدرات وتقوم بنشاطات تخريبية ضد بلادنا· قال الرئيس الموريتاني في تصريح لقناة الجزيرة القطرية على هامش قمة سرت (ليبيا) أن موريتانيا لا تخوض حربا ضد القاعدة وإنما تدافع عن نفسها في مواجهة عصابات الجريمة المنظمة، مشيرا إلى أن إن هذا الأمر لم يعد مقبولا في الجمهورية الإسلامية الموريتانية التي تملك كل الإمكانيات الضرورية واللازمة للدفاع عن نفسها حتى ولو كان ذلك خارج حدودها، كما هو واقع حاليا حيث تجري دوريات خارج حدودها من أجل أمنها وحماية أراضيها· ويبدو أن التصريحات التي أدلى بها الرئيس الموريتاني لم تجد صداها على الصعيد المحلي حيث استنكر محمد ولد مولود رئيس اتحاد قوى التقدم والرئيس الدوري لمنسقية المعارضة الديمقراطية، الحرب التي قال إن نظام الرئيس محمد ولد عبد العزيز يخوضها منفردا ضد ما يسمى تنظيم القاعدة· وقال في كلمة ألقاها أمس في تجمع سياسي بنواكشوط إن دخول موريتانيا في حرب على الجماعات الإرهابية بإستراتيجية لم تخطط لها، بل على أساس أجندة وضعها ساركوزي في إفريقيا مبنية على استعادة فرنسا لمكانتها المتراجعة في المنطقة، أمر مرفوض· وأوضح ولد مولود أن إعلان ساركوزي الحرب على الإرهاب في الساحل لا على فرنسا وأوروبا في عمق أرضها يبرز سعي ساركوزي لتنصيب نفسه، حاكما على المنطقة بدل مساعدة دولها على محاربة الجماعات المسلحة· وأكد رئيس اتحاد قوى التقدم أن جيوش دول الساحل لديها من القوة ما يكفي لمحاربة الجماعات الإرهابية التي هي عبارة عن مجموعات تتنقل في سيارات عابرة للصحراء ولديها أسلحة لدى هذه الدول ما يتفوق عليها، ولذا لا حاجة لتواجد أجنبي لمحاربة التطرف في منطقة الساحل· وقال: من أسباب رفضنا للحرب التي يقوم بها الرئيس ولد عبد العزيز بالوكالة، أن موريتانيا غير مطالبة بسد عجز الدول الأخرى عن تأمين أراضيها، بل عليها تأمين أراضيها الخاصة بها حتى لا تكون مأوى للخارجين عن القانون، وحماية حدودها في وجه كافة أشكال الجريمة المنظمة والدفاع عن سيادتها، دون أن تكون دركيا لفرنسا ولا لغيرها في تنفيذ استراتيجيات لا ترضى عنها دول المنطقة أو لا تتبناها· ويندرج طلب رئيس اتحاد قوى التقدم في موريتانيا في نفس الأطروحة التي تتبناها الجزائر والكثير من دول المنطقة، مفادها أن دول الساحل قادرة وباستطاعتها دحر هذه الجامعات الإجرامية بنفسها، دون تدخل أجنبي من أحد، وقد عملت الجزائر جاهدة للتأكيد على أن دول الجوار في الصحراء الكبرى لها من الإمكانيات والقدرات ما يكفيها للقضاء على الظاهرة دون تدخل قوى أخرى، لها أطماع جيواستراتيجية في المنطقة·