أمام الكاميرا ستختفي الجنسية، وتظهر فقط روح الشخصية التي يقدمها الأبطال، حتى وإن كانت من بلد آخر يبعد عن موطنه الأصلي آلاف الكيلومترات. ولأنها دراما تلفزيونية، فهي عادة ما تشهد العديد من الظواهر، والتي كان آخرها تصدي عدد من الممثلين العرب لشخصيات تاريخية مصرية، من أجل تجسيدها. الفنان السوري جمال سليمان سيظهر بوجه جمال عبد الناصر من خلال مسلسل (صديق العمر)، أما مواطنه قصي خولي فهو على موعد مع الخديوي إسماعيل بمسلسل (كان زمان في المحروسة)، والفنانة التونسية درة سنراها في ثوب برلنتي عبدالحميد، كما تعود اللبنانية نور لدور تاريخي آخر في حقبة الخديوي إسماعيل. الناقد الفني طارق الشناوي، علق على تلك الظاهرة في تصريحاته لموقع قناة (العربية)، مؤكداً أنه لا توجد مشكلة في ذلك، هذا بالإضافة إلى عدم وجود سبق إصرار على هذه الظاهرة، مستشهداً بتقديم السوري تيم حسن لشخصية الملك فاروق من قبل، وكان حينها أكثر من فنان مصري قد اعتذر عن الدور. وهو الحال أيضا في مسلسل (حدائق الشيطان) حينما اعتذر كثيرون، فكان الحل الأخير هو جمال سليمان الذي أجاد دور الشخصية الصعيدية الذي قدمها، مشيراً إلى أن موازين الأمور تغيرت، وصناع العمل عادة ما يكون أمامهم العديد من الحسابات قبل اختيار من سيقوم بتجسيد الشخصية. الفيصل هو تقمص الشخصية واعتبر الشناوي أن المعيار والفيصل الأساسي في الأمر، هو تقمص الشخصية التي سيتم تجسيدها، فلو أن جمال سليمان تغلب على أزمة اللهجة المصرية وقدمها بشكل صحيح، فإنه لن يكون هناك أي اعتبار لكونه سوريا أو مصريا، لأن الجمهور حينها سيرى جمال عبد الناصر. كما أوضح الناقد الفني أن العمر لابد أن يكون له اعتبار في الأمر، ضارباً المثل بمسلسل (أهل الهوى) الذي جسد فيه إيمان البحر درويش، دور سيد درويش، كما قدم فاروق الفيشاوي دور بيرم التونسي، ولكنهما لم يقنعا المشاهد، خاصة وأن كليهما كان مطالباً بتقديم الدور وهما في العشرينيات من العمر، وهو مالم يجيداه، وبالتالي لم تكن جنسيتهما المصرية شفيعة لهما. وهذا هو الأمر الذي يواجه جمال سليمان، حينما يقدم شخصية عبد الناصر وبداية علاقته بعبد الحكيم عامر، وهما في الكلية الحربية، بحسب ما أكده الشناوي، الذي اعتبر أن هناك تحديات كبيرة تواجه النجم السوري.