قدّم 25 عضوا في مجلس النواب الأمريكي مشروع قانون يندد بالاضطهاد وسوء المعاملة التي تتعرض لها أقلية الروهينغا المسلمة في ميانمار. ودعا عدد من النواب الذي تقدموا بالمشروع -في مؤتمر صحفي عُقد على عتبات الكونغرس- الرئيس باراك أوباما إلى الضغط على حكومة ميانمار لاحترام حقوق الإنسان وعدم التزام الصمت حيال ما وصفوها بعملية التطهير العرقي والتهجير التي يتعرض لها الروهينغا. ودعوا الحكومة الأمريكية إلى طلب محاسبة المسؤولين عن عمليات الاضطهاد تلك. وقال العضو الجمهوري بمجلس النواب دانا روباكر إن أقلية الروهينغا المسلمة تتعرض للقتل والتعذيب، وتحدث عن محاولات لإبعاد أفراد تلك الأقلية من البلاد (في إطار عملية تطهير عرقي كي يتسنى للبوذيين السيطرة على البلاد، وذلك على غرار ما حدث في البوسنة حيث تعرض المسلمون للقتل والتطهير العرقي على يد المسيحيين). وتعهد روباكر بعدم السكوت عن هذه (التصرفات الشنيعة)، وأكد الوقوف إلى جانب حماية حقوق الإنسان وإلى جانب المسلمين الذين يتعرضون للاضطهاد في ميانمار مثلهم مثل المسيحيين الذين يتعرضون بدورهم للاضطهاد هناك، على حد تعبيره. يشار إلى أن منطقة راخين (أراكان) بغرب ميانمار تشهد أعمال عنف عرقية بين البوذيين والمسلمين منذ العام 2012، مما أدى إلى مقتل العشرات وتشريد المئات من المسلمين الروهينغا. وتعد حكومة ميانمار الروهينغا المسلمين أجانب، وترفض منحهم الجنسية، كما تعترض في الوقت نفسه على عبارة (روهينغا) وتطلق عليهم اسم (بنغال) قدموا من بنغلاديش المجاورة، وهم لا يتمتعون بأي حقوق لأنهم لا يحملون الجنسية. وتعد الأممالمتحدة الروهينغا إحدى الأقليات الأكثر اضطهادا في العالم، وأصدرت في وقت سابق قرارا يدعو حكومة ميانمار إلى منح الروهينغا فرصة الحصول على الجنسية ووقف أعمال العنف التي يتعرضون لها. ويعيش القسم الأكبر من 800 ألف من الروهينغا في ميانمار -التي يبلغ عدد سكانها 60 مليون نسمة- في ظروف معيشية صعبة، وغالبا في مخيمات للاجئين بولاية راخين. من جانب آخر، طلبت ميانمار من منظمة أطباء بلا حدود (وقف كل أنشطتها في البلاد)، في حين عبرت هذه المنظمة غير الحكومية عن (صدمتها) لهذا القرار الذي سيحرم عشرات آلاف الأشخاص من الرعاية الطبية. ونقلت قناة سكاي نيوز عن المنظمة في بيان قولها إن (منظمة أطباء بلا حدود صدمت بشدة لهذا القرار الأحادي الجانب والمثير للقلق الشديد والمتعلق بمصير عشرات آلاف المرضى الذين نعالجهم حاليا في مختلف أنحاء البلاد). وأضافت أن (هذه الخطوة ستخلف عواقب مدمرة على المرضى المصابين بمرض الإيدز والبالغ عددهم 30 ألفا وأكثر من ثلاثة آلاف مريض مصابين بمرض السل).