خيمت التساؤلات على الإنزال الخارجي في الجزائر تزامنا مع الحملة الانتخابية، ويتعلق الامر بزيارة كل من وزير الخارجية الأمريكي جون كيري وأمير دولة قطر، وقد خلفت الزيارتان وخاصة ما تعلق بجون كيري، تساؤلات كثيرة من حيث التوقيت”غير الملائم”. ويقول القيادي في “جبهة العدالة و التنمية” الاخضر بن خلاف ل«الحياة العربية، أنه “ وصلنا حد الاستقواء بالخارج، السلطة تتهم المعارضة بالتواطؤ مع الخارج لكنها تستقبل أطرافا خارجية من أجل تزكية الانتخابات، ومدير حملة الرئيس المترشح قال إن العظماء يزورون الجزائر بفضل حنكة بوتفليقة، هذه الأمور لم نعهدها منذ الاستقلال، وباستعمال التلفزيون العمومي وصور الرئيس مع ما يسمونهم عظماء لإظهار أن وضع الرئيس الصحي يسمح له بالعهدة الرابعة، وذلك بعد فشلهم في ملء قاعات التجمعات”. وقد غادر وزير الخارجية الامريكية، جون كيري ، الجزائر، وترك وراءه جدلا كبيرا إزاء سبب الزيارة وخلفيتها خاصة أنها جاءت في خضم حملة انتخابية، هناك إجماع على إنها “غير عادية”، وبينما سيق كلام أن الهاجس الأمني، كان المسيطر على المباحثات مع الطرف الجزائري، إلا أن قراءات، أعطت صبغة أخرى عن الزيارة لا تخرج عن الموقف الأمريكي حيال العهدة الرابعة للرئيس بوتفليقة. وخارج التناول السياسي للزيارة، وخلفياتها، اتفقت الجزائر و الولاياتالمتحدة اليوم الخميس بالجزائر خلال الدورة الثانية للحوار الاستراتيجي الجزائري-الأمريكي على تعميق علاقاتهما الاقتصادية و التجارية. حيث أكدت واشنطن في بيان مشترك بين الطرفين عن دعمها “لتنمية قطاع الطاقة في الجزائر سيما في مجال تكنولوجيات الطاقات المتجددة و المحروقات غير الحفرية”.حتى وإن نقل عن كيري قوله أنه يتعين أن تنظم انتخابات حرة ونزيهة في الجزائر، إلا أن اجتهادات، قفزت فوق هذه الدعوة، “الستاندار” بالنسبة لبلد اينما حل مسؤولوه في أي دولة قالوا أنهم يريدون انتخابات حرة، وتقول هذه الاجتهادات المتضاربة أن دعاة العهدة الرابعة يكونون قد تحصلوا على تزكية أمريكية، وهي التزكية الأهم، من أجل بقاء الرئيس بوتفليقة في الحكم، إلا أن قراءات أخرى ابتعدت عن هذا الاحتمال لتشير إلى طبيعة أمريكية لا يهمها إلا مصالحها في الجزائر، سواء كان بوتفليقة هو الرئيس بعد 17 أفريل أم أن أحدا غيره من المترشحين الستة حل مكانه بقصر المرادية. ويعتبر الوزير الاسبق للاتصال، عبد العزيز رحابي أن “كيري جاء ليعاين مباشرة الوضع الصحي لبوتفليقة، وقد أعطى فرصة لبلاده للمساومة مع بوتفليقة وهو في حالة ضعف فيما يتصل بالمسائل الأمنية، لكن جماعة الرئيس وظفت الزيارة، و الأمريكيون يعرفون ذلك، وهم براغماتيون، ويطلبون المقابل”، ويستغرب رحابي خلفية قبول الرئاسة بزيارة كيري في خضم حملة انتخابية للرئاسيات، تماما كاستغرابه لزيارة أمير قطر التي تأتي في ظروف غير مواتية في نظره، لكنه يركز على واشنطن ويقول أن “أمريكا تحاول تحسين صورتها لدى الدول العربية، لأن الشعوب العربية ناقمة عليها بسبب القضية الفلسطينية ، كما أن الأمريكيين يعلمون أن الحكومات العربية مرتشية”. والظاهر أن محاربة الإرهاب، كانت نقطة التقاء وجهتي النظر الجزائريةالأمريكية، منذ أحداث 11 سبتمبر 2001، لما تغير معسكر الإرهاب إلى نيويوركوواشنطن وحينها أخذت الولاياتالمتحدةالأمريكية مخاوف الجزائر مأخذ الجد وصارت تشركها في التنسيق في مكافحة الإرهاب إقليميا على الأقل، حيث قال وزير الشؤون الخارجية رمطان لعمامرة أمام نظيره الأمريكي إن “الجزائر التي دفعت ثمنا باهظا في مواجهة الإرهاب لن تنحني أبدا أمام هذه الآفة” التي تشكل “تهديدا عالميا متعدد الأوجه والأبعاد يتطلب استجابة شاملة وجهودا منسقة”. كما قال إن الإرهاب “لا يعرف حدودا وليست له عقيدة ولا دين ويستهدف جميع الأمم”.مشيرا إلى أن الجزائر “ستواصل العمل بعزم والتزام” مع جميع شركائها “لمواجهة الخطر واستئصاله” مذكرا بدعم الجزائر الكامل للمنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب منذ إنشائه.