يغوص مهدي عباس علالو رئيس حزب الوسطيين (قيد التأسيس)، في مقابلة مع ”الفجر”، في ظرفية وخلفيات زيارة رئيس الدبلوماسية الأمريكية جون كيري إلى الجزائر، التي ”تؤكد إبلاغ رسالة مفادها رفض عهدة رابعة للرئيس المترشح” وفق معلوماته، لذلك طلبت مؤخرا تقارير حول طبيعة المترشحين الخمسة لرئاسيات 17 أفريل، متهما الإدارة بإرسال تعليمات إلى الولاة لتزوير الانتخابات على حد قوله. ما قراءتكم لتوقيت زيارة وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إلى الجزائر غدا بالتزامن مع انطلاق الحملة الانتخابية للمتسابقين نحو قصر المرادية؟ أولا الأمريكيون وكل الدول العظمى لديهم مصالح في جميع أنحاء العالم للحفاظ عليها، وعندهم خطاب يجب ألا يتناقض حتى لا يضيعوا مصداقيتهم دوليا، والولاياتالمتحدة لديها منافس كبير يتمثل في كل من روسيا والصين ويجب ألا ينسى أن الرئيس بوتين قال إنه لو كنت في أيام الاعتداء على ليبيا لما قبلت ذلك، وموسكو في سوريا ظهرت على أنها قوة وهي التي انتصرت في مجلس الأمن، فأمريكا تحافظ على مصالحها وليس من مصلحتها أن تقبل بسيناريو أو مسرحية تتنافى مع أخلاقيات السياسة في الجزائر. ولا يجب أن ننسى أن الولاياتالمتحدة تدخلت في نيكاراغوا وليبيريا وفي عدة أماكن في العالم، ولما يخترق القانون من واجب الدول العظمى التدخل والجزائر اخترقت القانون عدة مرات. متى تم ذلك؟ تم اختراق الدستور في 2008 بعد أن أصبح الدستور يتبع الحكام وهذا ما لا تقبله واشنطن، والسيناريو المحبوك في الجزائر مرفوض، وأي عاقل لا يقبله. فعهد الفراعنة انتهى وزمن تبجيل الشخصية انتهى. وزيادة على ذلك هو مريض لا يستطيع المشي أو الكلام ومع ذلك يتم تعيينه على رأس دولة مثل الجزائر. هل يعني أن زيارة كيري تستطلع مقدرة الرئيس المترشح على قيادة البلاد في حل فوزه؟ أمريكا تدري بالوضع أكثر من الجزائر، ويوجد ما يعرف بالأقمار الاصطناعية وعلى سبيل المثال مركز التجسس أفينيون يسمعون فيه كل المكالمات، كما أن لا أمريكا ولا أوروبا تقف معهم، وحتى أي إنسان عاقل لا يمكن أن يتقبله، لما نرى في 15 سنة بنى 40 سجنا أمر رهيب لكن في المقابل هل شيدوا مستشفى واحدا، وفي عهد الشاذلي لما كان سعر الدولار منخفضا عن وقتنا الحالي بنى هذا الأخير 67 مستشفى. أما جون كيري فجاء لتبليغ رسالة لعمامرة مفادها عدم قبولهم تولي الرئيس المترشح لولاية رابعة. وأنا مسؤول على هذا الكلام. هل هي تكهنات أم معلومات؟ معلومات صريحة وقوية ومؤكدة، جون كيري جاء لرفض العهدة الرابعة وأنا مسؤول على هذا الكلام، إذ لا تريد رؤية تكرار سيناريو من سيناريوهات مصر في عهد مبارك وليس من مصلحتها حاليا أن لا ترى في الجزائر لا استقرار وهذا الاستقرار لا تضمنه إلا بذهابه. إذن على من يراهن الأمريكيون في رأيك؟ السفارة الأمريكية طلبت تقارير سابقا حول المترشحين الخمسة وهذا دليل أنهم يهتمون بالحاكم المقبل. وقبل الإعلان عن قائمة الترشحات زارتنا في المكتب الممثلة الخاصة للسفير الأمريكي، حتى تستفسر عن أوضاع الجزائر وأرادوا معرفة ما يقع. لكن يمكن أن تغير الإدارة المعادلة الانتخابية بفرض مرشح السلطة بأساليب تحذر منها المعارضة وباقي المترشحين؟ الولاة تلقوا تعليمات بتزوير الانتخابات وحتى بعض الأحزاب المساندة سوف تسحب نفسها، ونحن كجزائريين يهمنا أن يكون الرئيس بصحته، لا يهم إن كان إسلامي أو يساري، بل يجب ترك الناس تنتقد، ولما أي صحيفة أو تلفزيون يأتي ضدهم يتم إغلاقه، ما يجهض مبادئ الحريات، ولما تسحب الحرية والكرامة يذهب كل شيء، وهي أعز شيء ولو أعطيتنا ملايير، أعطني حريتي، وحتى في عهد الحزب الواحد لم نعش مثل هذه الظروف. زروال وحمروش تحدثا عن خارطة طريق لإخراج الجزائر من الوضع الحالي، ومهندس الإصلاحات شخص الحل في ثلاثة أطراف، بوتفليقة وقايد صالح وتوفيق، هل فعلا الحل بيد هؤلاء أم أن الأزمة أعمق؟ لا أتفق معه حول هذه القراءة، وأظن أن رسالة زروال كانت واضحة حول الحل الحقيقي للأزمة في الجزائر، فقد قال نذهب إلى الصندوق، وهل يمكن أن تسير بلاد بدون اختيار الشعب، يعني حكم الأغلبية، وليس شرطا أن أكون في المعارضة لأن المعارضة لها دور سياسي كبير وهي مرآة الحكام، والمعارضة يمكن أن تصبح هي الفاعل ولن تكون دولة قوية في العالم إلا إذا كانت عندها معارضة قوية. وهل الساحة السياسية معارضة حقيقية؟ المعارضة لم يتركوها وشأنها، تم تحطيمها وتصحير الساحة السياسية. هذا يقودنا إلى خروقات بالجملة طالت الحملة الانتخابية؟ الخروقات بدأت منذ بقاء منصب رئيس المجلس الدستوري لمدة 8 أشهر شاغرا، فالاختراقات يومية تصور أننا وصلنا إلى مهزلة حملة انتخابية، تم الأسبوع الماضي إيهام مناصري شباب قسنطينة بأنهم سيربحون تذاكر متابعة مباراة حتى يتم ملء قاعة لتجمع، بلخادم لكن بعد انصياعهم لملء القاعة لم يتحصلوا على مرادهم. هل هناك صراع بين الدياراس والرئاسة؟ بوتفليقة في 94 رفض حكم الجزائر وتحمل المسؤولية، ولما عاد وجد الوئام والأمن، وبعد فوزه نسب له الفضل، ولا وجود لصراع، بل يوجد صراع بين الشعب والرئاسة، وهو لمصلحة كل الوطن، والجزائريون لا علاقة لهم بصناعة الرؤساء. لكن من اتصل بوتفليقة عام 99 كانت المؤسسة العسكرية؟ صحيح كانت حتى انقلابات في عهد بومدين لكن الآن المعطيات تغيرت، لأنه لا تتماشى مع إرادة الشعب، ولما يصبح الشعب واعيا ومثقفا والأرضية تغيرت وكانت حينها ظروف معنية ونقبلها ولما جيء به لخلق أرضية وفتح المجال السياسي وفتح العهدات لكن وقع العكس.