سجل الرئيس عبد العزيز بوتفليقة هدفا في مرمى خصوم العهدة الرابعة، وهذا بعد قرابة أسبوعين من الضرب غير المتوقف الذي استهدف معسكره، بعدما أشار خصوم المترشح بوتفليقة إلى أنه عاجز وغير قادر على الحركة والكلام والتعامل مع متطلبات تسيير الدولة فقد أشعلت تصريحات العقيد ين شريف المدعومة من معسكر المترشح بن فليس الساحة السياسية وخلّفت ردود فعل قوية من منشطي حملة بوتفليقة على أن استقباله وزير الخارجية الأمريكي جون كيري واقفا، ولأمير قطر وبث الحوار القوي الذي دار بينه وبين كيري رفع من أسهم بوتفليقة المترشح والرئيس على حد سواء. فاجأ بوتفليقة الرأي العام وهو يستقبل كاتب الدولة للشؤون الخارجية جون كيري واقفا، ثم كانت المفاجأة عندما بث التلفزيون الرسمي حوارا قويا دار بين بوتفليقة وضيفه الأمريكي، انتقد فيه بوتفليقة الأداء الأمريكي الاستخباراتي في منطقة الساحل وضعف التعاون مع الجزائر، وهي رسالة قوية ستترك انطباعا قويا في الداخل والخارج، كون بوتفليقة الرئيس العربي الوحيد الذي يتعاطى مع الولاياتالمتحدةالأمريكية بهذه الحدة التي حمل من خلالها الولاياتالمتحدةالأمريكية مسؤولية الثغرات الأمنية التي حدثت في منطقة الساحل. ولعل الرئيس كان يلمح أيضا إلى هجوم تيڤنتورين الذي يوازي أحداث 11 سبتمبر في الولاياتالمتحدةالأمريكية، ولعل هذه الرسالة ذات دلالات قوية بالنظر إلى الرد غير المقنع للمبعوث الأمريكي الذي فاجأه موقف بوتفليقة من التعاون الاستخباراتي الأمريكي مع الجزائر، وإن صح قول شيء فإنه يمكن التأكيد على أن زيارة كيري دعم واضح للعهدة الرابعة، وأن الولاياتالمتحدةالأمريكية لا اعتراض لها على ترشح بوتفليقة شريطة أن تتم الانتخابات في شفافية. زيارة جون كيري للجزائر في هذا الظرف السياسي الخاص ببلادنا تعتبر سياسية مرتبطة بالوضع الداخلي أكثر منها ذات علاقة بالشؤون الخارجية حتى لو كانت مسألة أمن منطقة الساحل من صلبها، فهي دعم غير معلن لاستمرارية بوتفليقة في الحكم حتى لو طالب كيري بتوفير الشفافية في الانتخابات الرئاسية وتمنى على السلطة أن تفتح مجال النشاط الحر للمواطنين في المستقبل، كما أن تصريحات كيري خلت من أي إشارة إلى دعوات التدخل التي زادت من تعزيز معسكر بوتفليقة ومنحته هامشا واسعا للدفاع والهجوم في آن واحد، عندما دعا مساندون لبن فليس الأممالمتحدة وأمريكا إلى التدخل لوقف ترشح بوتفليقة لعهدة رابعة. وفي السياق نفسه شكلت زيارة أمير قطر دعما معنويا قويا لمعسكر بوتفليقة ورجاله الذين استغلوا الحراك الدبلوماسي ليؤكدوا أن صحة بوتفليقة بخير وأنه قادر على التعاطي مع متطلبات تسيير الدولة. الزيارتان إذن سيكون لهما انعكاس إيجابي على حملة بوتفليقة، فهي أنعشت أدوات الدفاع والهجوم، بعدما عرفت ارتباكا الأسبوع الماضي، كما أن دعوات التدخل الأجنبي عززت من موقع بوتفليقة الذي رغم كل ما يقال عن صحته بدا وكأنه ملاذ آمن للجزائر المستقرة مثلما يصرح بذلك منشطو حملته الانتخابية، وسيكون لمنشطي حملة العهدة الرابعة مجال واسع للمناورة السياسية باستخدام الداخل والخارج ووقفة بوتفليقة وحديثه مع كيري، كل هذا يمكن أن يعتبر هدفا في مرمى خصوم بوتفليقة ومعارضي ترشحه