لم يسبق وأن عرفت الحملات الانتخابية الثلاثة التي قادها الرئيس عبد العزيز بوتفليقة جدلا كبيرا، مثلما يحدث الآن في حملته الرابعة التي ينشطها بدلا عنه عدد من الشخصيات السياسية الوطنية، حيث تعرّض أغلبهم لمضايقات من قبل رافضي العهدة الرابعة. يعاني مديرو الحملة الانتخابية للرئيس المترشح عبد العزيز بوتفليقة الأمرين في أغلب الولايات التي يزورونها لكسب دعم الهيئة الناخبة لمرشحهم، حيث وقف معارضو العهدة الرابعة في وجه كل من عبد المالك سلال، وعمار غول وعمارة بن يونس للتعبير عن رفضهم تمديد حكم بوتفليقة، يضاف إلى ذلك عزوف المواطنين عن حضور اللقاء الذي ينشطه هؤلاء، وهو ما دفع قيادة أركان حملة بوتفليقة إلى الاستنجاد بأنصارهم من عدة ولايات لملء القاعات التي ينشّطون فيها لقاءاتهم عبر كامل ربوع الوطن، كما أن الشخصيات المذكورة اضطرت إلى تنظيم أكثر من لقاء في ولاية واحدة لتدارك ما يمكن تداركه. واللافت للانتباه هو التحاق أحمد أويحيى رئيس الحكومة الأسبق بقائمة المغضوب عليهم ضمن قيادة حملة الرئيس، حيث استقبل مؤخرا بجمع غفير من رافضي العهدة الرابعة بولاية أم البواقي، وبعثت هذه التحركات المضادة لحملة بوتفليقة القلق في محيط مديري حملة الرئيس حيال نتائج انتخابات ال 17 أفريل، خصوصا في ظل الالتفاف الشعبي المتزايد حول علي بن فليس الذي كسب تأييد شريحة واسعة من المواطنين، على الرغم من قيامه وحده بتنشيط حملته الانتخابية، في الوقت الذي يحضى فيه الرئيس بمساندة أحزاب ثقيلة يكفي أن نذكر من بينها حزب جبهة التحرير الوطني والتجمع الوطني الديمقراطي، بالإضافة إلى الدعم الذي يحضى به من طرف الإدارة، وعلى الرغم من ذلك لم تجلب تجمعاته الكثير من الأنصار على غرار العهدات الثلاثة الماضية.