اشاد رؤساء الاحزاب و الشخصيات المقاطعة لانتخابات 17 أفريل ، بما وصفوه «الموقف المشرف للشعب الجزائري من خلال وقفاته الاحتجاجية عبر كافة أرجاء الوطن من خلال تنظيمات غير حكومية وشخصيات مستقلة ومواطنين اتفقوا جميعا حول عنوان واحد هو المقاطعة ندد اعضاء التنسيقية في بيان لهم امس بما اسموه « التهديدات اللفظية والتهم الواهية الصادرة عن ممثلي المترشح الغائب إزاء المقاطعين«، واوردوا في ذات البيان انه « على هذا الأساس اتفق رؤساء الأحزاب والشخصيات الوطنية على تنشيط ندوة صحفية مشتركة ستعقد يوم الجمعة 11أفريل2014 بمقر حركة حمس إبتداء من الساعة العاشرة صباحا». وقد اجتمع قادة التنسيقية اول امس، واوردوا ان «المقاطعون يعتبرون أن الأزمة السياسية القائمة لا تتعلق بالولاية الرئاسية الرابعة للرئيس بوتفليقة فقط، بل لنظام حكم فاسد وجب العمل على ترحيله بالطرق السياسية السلمية». والملاحظ في هذه النقطة، لغة الابتعاد عن العنف كما حصل في ولاية بجاية، وهي الحادثة التي ادانتها الطبقة السياسية والمترشحون بما في ذلك المترشح الحر علي بن فليس الذي كان موضع اتهام بان أنصاره هم من فعلوا ذلك، ويحمل بيان المقاطعين نبرة «تبرئة» من وقوفهم وراء تلك الاحداث «، كما ثمنوا « الموقف المشرف للشعب الجزائري من خلال وقفاته الاحتجاجية عبر كافة أرجاء الوطن من خلال تنظيمات غير حكومية وشخصيات مستقلة ومواطنين اتفقوا جميعا حول عنوان واحد هو المقاطعة». ورأى رؤساء الأحزاب و الشخصيات المقاطعة للانتخابات الرئاسية، ان الدعوة التي اطلقوها بإدارة الظهر لصناديق الاقتراع قد اتت اكلها، وهو ما لاحظه المعنيون في اجتماع تنسيقي تم بينهم الاحد(اول امس) وما ضمنوه في البيان ، وحضر الاجتماع كل من سفيان جيلالي رئيس «جيل جديد»و عبد الرزاق مقري رئيس حركة مجتمع السلم و محسن بلعباس رئيس التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية و محمد ذويبي،الأمين العام لحركة النهضة و أحمد بن بيتور رئيس الحكومة الحكومة الأسبق و عمار خبابة ممثلاً عن رئيس جبهة العدالة والتنمية عبد الله جاب الله. ويشير موقف المقاطعين الى ان عدم التجاوب مع تجمعات المترشحين وخاصة تجمعات ممثلي الرئيس المترشح، في مختلف الولايات يعود اليهم بالأساس، لكن في الواقع انه حتى وان كان لهؤلاء المقاطعين تأثير في المسالة، فان «العزوف التلقائي» سمة اتسم بها الجزائريون وتكررت على مدار الانتخابات التي سبقت من حيث سجلت في كل مرة نسب محتشمة للمشاركة حتى وان لم تكن هناك دعوة للمقاطعة أصلا، ما يعني أن المقاطعين السياسيين، قد استثمروا في العزوف التلقائي لشريحة واسعة من الجزائريين، لا تؤمن بصناديق الاقتراع منذ انتخابات الفيس المحل بداية التسعينات. والملاحظ ان الاجتماع جاء يوما فقط بعد حادثة ولاية بجاية، حينما منع متظاهرون تنشيط التجمع الانتخابي لمدير حملة الرئيس المترشح عبد المالك سلال، كما جاء في خضم بعض الأحداث التي حصلت بمختلف الولايات حيث منع عدد من منشطي حملة الرئيس من تنشيط تجمعاتهم، بينما يعتبر المقاطعون ان حملة الرفض الانتخابي التي لوحظت في الميدان، مردها الدعوة التي أطلقوها منذ فترة من أجل مقاطعة الاستحقاق المقبل، مع أن أثر المقاطعين في الميدان لم يكن واضحا بجلاء مقارنة مع التجمعات التي نشطها المشاركون.