لا تزال أزمة كشوف الأشعة الصحية متواصلة بمؤسسات الصحة العمومية في عدد من ولايات الوطن، الأمر الذي دفع بالمرضى المضطرين اللجوء إلى الخواص للقيام بالأشعة المطلوبة من طرف أطبائهم . تعاني المؤسسات العمومية للصحة خاصة الجوارية منها من النقص الفادح في كشوف الأشعة «لكليشي» إلى حد انعدامه في معظم مؤسسات الصحة الجوارية المتواجدة عبر مختلف الولايات ،حيث يجد المرضى أنفسهم مجبرين باللجوء إلى المصحات والعيادات الخاصة للقيام بالأشعة بالرغم من توفر معظم الأجهزة بالمؤسسات العمومية ،إلا أن انعدام «الكليشي» يحول دون القيام بها ،فتجدهم يتجرعون الأمرين الأولى من المرض والأخرى من المبالغ الباهضة التي يدفعونها ،ناهيك عن عدم قدرة فئة من المجتمع على إجراء الأشعة عند الخواص لمحدودية دخلهم ،مما يجعلهم في بعض الأحيان يتخلون عنها نهائيا، الأمر الذي دفع «بآخر ساعة» للقيام بجولة ميدانية في بعض مؤسسات الصحة الجوارية والمستشفيات بولاية عنابة خلال الأيام القليلة الماضية، حيث وقفت على معاناة المواطنين الذين أرهقهم البحث عن مؤسسة صحية عمومية يجرون بها أشعتهم، ومن خلال حديثنا مع بعض العاملين بها أخبرونا أن «لكليشي» منعدمة منذ فترة من الزمن بمؤسساتهم، و للإستفسار حول الموضوع أكثر اتصلنا بمدير المؤسسات العمومية للصحة الجوارية لعنابة الذي أوضح أن هذا النقص بالدرجة الأولى هو مشكل وطني وأن مصالحه قامت بتقديم طلبات لهذه الكشوف للجهات الوصية من أجل توفيرها ،إلا أنهم لا يزالون ينتظرونها إلى حد الساعة ،وأن ما لديهم من كشوف الأشعة توزع بكميات قليلة وبإنتظام على مؤسسات الصحة الجوارية ،من أجل توفير الحد الأدنى من الخدمات لإجراء الأشعة لحالات المرضى المستعجلة، وأضاف ذات المتحدث أن الأسباب المباشرة التي ساهمت في نقص الكشوف في مؤسسات الصحة الجوارية هو إجراء الأشعة الصدرية وغيرها للمقبلين على اجتياز مسابقات التوظيف الذين يتوافدون بكثرة ،مما زاد من حدة النقص وعدم ترك الكشوف للمرضى،ما جعل ذات المسؤول يوجه دعوة للمؤسسات التي تقوم بالتوظيف عن الاستغناء على الكشف الخاص بالمترشح إلا بعد نجاحه.