تشرع تنسيقية الحريات و الانتقال الديمقراطي، في الصياغة النهائية لأرضية الانتقال الديمقراطي، على ضوء حصائل مناقشات المشاركين في ندوة مازافران ،الشهر المنصرم، على أن توضع على طاولة قادة التنسيقية في الاجتماع المقبل غضون الأسبوع القادم. شكلت أمس، تنسيقية الحريات و الانتقال الديمقراطي، لدى اجتماع لقيادتها، لجنة مصغرة للصياغة النهائية لأرضية الانتقال الديمقراطي، وينتظر أن تبدأ في عملها بداية من اليوم، بناء على الأوراق المجمعة من ندوة الانتقال الديمقراطي التي نظمت بخيمة مازافران، الشهر الماضي بمشاركة جميع أطياف المعارضة بالجزائر. وأفاد بيان للتنسيقية عقب اجتماع القادة، بمقر «حركة مجتمع السلم» أمس، أن الصياغة النهائية لأرضية الانتقال الديمقراطي ستقدم في اجتماع مقبل للرؤساء بغرض التقدير، ودرس قادة التنسيقية بالإضافة إلى الأرضية،» كيفية تشكيل هيئة التشاور والمتابعة«، وأفادت أن ذلك سيتم الشروع فيه بعد توزيع الوثيقة النهائية على المشاركين.«، بينما بدأت التنسيقية في اتصالات مع الأطراف التي سبق وان شاركت في ندوة الانتقال الديمقراطي، من بينها رئيس الحكومة الأسبق مولود حمروش والمترشح لرئاسيات 17 أفريل علي بن فليس، وممثلي الفيس المحظور وعدد من الأحزاب المعارضة. وجاء في البيان أن « التنسيقية تداولت في جملة الفعاليات السياسية التي ستنظمها بغرض تحقيق انتقال ديمقراطي سلس و سلمي يجنب البلاد المخاطر المحدقة بها من جراء السياسات التي تنتهجها السلطة على المستوى الداخلي و الدبلوماسي«، ويتضح من خلال قول التنسيقية ب»السياسات» المتعلقة بالجانب» الدبلوماسي»، الجدل القائم بشأن قرار الجزائر المشاركة في احتفالات العيد الوطني الفرنسي يوم 14 جويلية، وردود الفعل المستنكرة التي عبرت عنها عديد الأطراف السياسية من بينها حركة»حمس» عضو التنسيقية. وفي هذا الخصوص قالت حركة»النهضة« في بيان لها أمس أنها« تفاجأت بتأكيد وزارة الخارجية الجزائرية خبر مشاركة الجزائر في احتفالات عيد الاستقلال الفرنسي دون ذكر الأسباب والمبررات لهذا القرار «، وأكدت أن الحركة تعتبر هذه المشاركة اعتداء صارخ على السيادة والذاكرة الوطنية، مشيرة إلى أن هذا الفعل يعتبر بمثابة تبرئة لجرائم ومجازر فرنسابالجزائر منذ سنة 1830 وتزكية للقانون الفرنسي الممجد للاستعمار في الجزائر ، بينما حملت الحركة «المسؤولية للأسرة الثورية والأحزاب التي تدعي الوطنية على سكوتها غير المفهوم حتى الآن. وأكدت النهضة رفضها لهذا القرار وطالبت من السلطات المعنية بمراجعته وفاءا لتضحيات الشعب الجزائري وشهدائه . و كشفت قيادة التنسيقية انها ستنظم ندوة موضوعاتية حول نماذج الانتقال الديمقراطي قبل نهاية شهر رمضان المعظم، وتعد هذه النقطة، مسألة جد حساسة بالنسبة لمعارضة تعمل على «التغيير» في محيط إقليمي وعربي دفعت فيه شعوب عربية فاتورة التغيير، لانتهاجها اسلوب انتقال معين، وفي هذه النقطة بالذات، يحاول حزب «جبهة القوى الاشتراكية»، الة إقناع المعارضة بفكرة تطبيق نموذج لانتقال ديمقراطي، يكون فيه النظام شريكا، وليس مقصيا، وذلك بناء على تجارب توصل الأفافاس إلى كون المعارضة التي تنفرد بالتغيير، تؤدي بالوضع إلى الهلاك، ولعل، وجد لهذه الرؤية إسناد، من قبل رئيس الحكومة الأسبق مولود حمروش الذي يصر على دور الجيش.