كشفت مصادر موثوقة ل "آخر ساعة" أن حسين نسيب وزير الموارد المائية، يحل غدا بولاية عنابة للفصل في مشاكل الفساد التي تعيشها شركة المياه والتطهير بالطارف وعنابة )سياتا(. ^وليد هري أوضحت المصادر ذاتها أن الوزير وبعد تدشينه وزيارته لعدد من المشاريع بالولاية سيجتمع بكل من مدير الموارد البشرية، أعضاء مجلس إدارة “سياتا”، المدير العام بالنيابة، ومديري وحدتي عنابة والطارف، حيث سيتم خلال هذا الاجتماع التطرق لحالة شركة المياه من جميع النواحي خصوصا تلك المتعلقة بالفساد، ومن المنتظر حسب مصادرنا أن يفضل الوزير خلال هذا الاجتماع في أمر الشركة خصوصا فيما يتعلق بالطاقم المسير وهوية الشريط الأجنبي الذي سيتم عقد صفقة بالتراضي معه؛ بعد فشل المناقصة الدولية، وذلك من أجل مرافقة “سياتا” من الجانب التقني، وهو ما إنفردت بنشره “آخر ساعة”. وتعد هذه الزيارة هي الثالثة التي يقوم بها نسيب إلى عنابة في أقل من عامين، ورغم ذلك لم يعرف قطاع المياه في ولاية عنابة تحسنا يمكن أن يذكر، كما لم يجد حلا للمشاكل التي تتخبط فيها “سياتا” رغم تقديمه للعديد من الوعود بهذا الشأن، وينتظر أن يكون موقفه مغايرا هذه المرة خصوصا وأن المديرية العامة للشركة زودته بالعديد من التقارير المتعلقة بالثغرة المالية. وفي سياق التحقيقات الأمنية حول الثغرة المالية التي ناهزت ال 12 مليار سنتيم في المصلحة التجارية ب “الميناديا”، أوضح المدير العام بالنيابة في تصريح ل “آخر ساعة” أن الشركة “لن تتنازل” عن حقوقها في هذه القضية، لافتا إلى أنه لا يريد تسريع الأحداث بخصوص الإجراءات التي سيتم اتخاذها في حق المتورطين في القضية وذلك إلى غاية انتهاء التحقيقات الأمنية، ونفى المتحدث إمكانية حل الشركة وإعادتها إلى الوضع الذي كانت عليه قبل تاريخ 31 ماي 2008، من خلال الفصل بين قطاع توزيع المياه الصالحة للشرب وقطاع التطهير، لافتا إلى أن الشركة تحتاج إلى دعم مالي من الدولة حتى تتمكن من الوقوف مجددا، أما بخصوص تفشي ظاهرة العطل المرضية وسط إطارات الشركة، فأوضح المتحدث أن تحقيقا فتح بخصوص هذا الأمر وانتهى إلى أن جميع الأمور القانونية، باعتبار أن الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي يتعامل مع هذه العطل المرضية بصفة طبيعية، ولم يقم بأي إجراء تجاه الطلبات المتكررة من قبل هذه الإطارات، وفي هذا الإطار كشفت مصادرنا المطلعة أن العديد من الإطارات تقدمت منذ ظهور قضية الثغرة المالية بعدة عطل مرضية تتعلق أغلبها بأمراض القلب والأعصاب، ومن بين هؤلاء رئيسة دائرة الفوترة بالمديرية العامة، مدير وحدة عنابة السابق، رئيس دائرة المحاسبة والمالية السابق لوحدة عنابة. هذا وكشفت مصادر أخرى أن مصالح الأمن استدعت على مدار الأيام الماضية العديد من إطارات الشركة للتحقيق معهم في القضية المذكورة، وستشمل التحقيقات أسماء أخرى في الأيام القادمة من بينها الأسماء التي تهربت من التحقيقات عن طريق العطل المرضية.