خص فريد مرابط رئيس المجلس الشعبي البلدي لبلدية عنابة، جريدة «آخر ساعة» بحوار تطرق فيه إلى جميع الجوانب المتعلقة بتنمية المدينة وتحسين وجهها الحضاري، حيث كشف لنا من خلال هذا الحوار أنه تسلم البلدية وهي في حالة كارثية إذ أن جل القطاعات بها تعاني من نقائص، وهو ما عمل حسب قوله على تداركه لافتا إلى أن نتائج هذا العمل ستظهر جلية لسكان البلدية مع انتهاء عهدته في عام ...2017 وأضاف «المير» أن البعض ينتقد المسؤولين المحليين لبلدية عنابة من خلال التغني على مختلف المنابر بأن هذه الأخيرة كانت تلقب ب «الأنيقة» والآن أصبحت في حالة يرثى لها، لافتا إلى أن نصف هؤلاء لا يعرفون عنابة كيف كانت، وأضاف المتحدث: «جئت لخدمة عنابة من خلال التضحية لأجلها حتى تستعيد هذه الجوهرة مكانتها، «أنا لم أنس أي شيء حتى المقابر التي أطلقنا برنامجا لإعادة تهيئتها فعنابة منذ عشر سنوات لم يخطط لها بالشكل المطلوب، لأنه كان يفترض أن توضع لها منهجية عمل تهدف لتحسينها، نحن الآن نعمل على ذلك والمجلس المقبل سيجد بلدية منظمة بنسبة حوالي 70 أو 80 بالمائة». «على الجهات المعنية إقناعنا بمسار الترامواي» كشف رئيس مدير عام مؤسسة «ميترو الجزائر» في تصريحات أدلى بها مؤخرا لجريدة «آخر ساعة» أن «التراموي» سيمر عبر ساحة الثورة، وهو ما يتعارض مع رؤية المجتمع المدني «العنابي» الذي يرى في ذلك تشويها لهذا المعلم التاريخي، وبهذا الخصوص قال «المير» إن تحقيقا فتح حول المنفعة العامة لهذا المسلك، لافتا إلى أنه لا يعارض فكرة هذا المشروع لأنه سيمكن بلدية عنابة من مواكبة العصرنة، خصوصا وأن سيجلب معه منافع أخرى على غرار إعادة تهيئة الأرصفة وتجديد أعمدة الإنارة العمومية، وأضاف المتحدث: «أنا لست ضد مسار الترامواي، لكن على الجهات المعنية التدقيق فيه لأن ساحة الثورة مكان ضيق وعليها أيضا أن تقنعنا بهذا المسار أكثر.. ولقد تقدمنا بمراسلة رسمية إلى الجهات المعنية من أجل إعادة النظر في مسلك التراموي في نقطته المارة عبر ساحة الثورة»، وعبر مرابط عن أمنيته أن يتم تمديد مسار «الترامواي» ليصل إلى بلدية «سيدي عمار» لأن ذلك سيسهل حسبه حركة النقل ويحيي مدينة عنابة، ويخفف الضغط من قلوب المواطنين من أجل التنقل في مدينة عنابة في أي وقت. «قررنا تأجيل تسليم عقود التعمير بسيدي عيسى« أما بخصوص الانهيار الذي شهدته منطقة «سيدي عيسى» مؤخرا، فقد كشف رئيس البلدية أن الحادثة ناتجة عن أشغال بناء تابعة لمرقي عقاري تحصل على رخصة تجزئة وبناء عام 2011، وهو ما دفعه لإصدار قرار يتضمن تأجيل تسليم عقود التعمير عبى مستوى منطقة سيدي عيسى. وبخصوص الجدل الذي رافق القضية حول الطرق التي منحت بها البلدية رخص البناء في سيدي عيسى، فأوضح «المير» أن البلدية لا تمنح رخصة البناء إلا بعد معرفة أراء المديريات المعنية وهي البناء والتعمير، الأشغال العمومية، الري، الحماية المدنية، وأضاف «المير» لا يمكنه منح الرخصة في حال كان رأي بعدم الموافقة من قبل إحدى هذه البلديات. كما أوضح فريد مرابط أنه لا يعارض التوسع العمراني بالمنطقة لكن شرط أن يكون هذا التوسع مبني على احترام قوانين التعمير، موضها إلى أن «سيدي عيسى» عرفت خلال السنوات العشر توسعا عمرانيا بعد بيع العديد من الخواص لأراضيهم لمرقين عقاريين، وأضاف أنه ومنذ تنصيبه على رأس المجلس أعاد النظر في مخطط شغل الأراضي بمنطقة «سيدي عيسى» وذلك بعد ملاحظته أن المكان يفتقر للمرافق العمومية، خصوصا وأن الوالي طالب بضرورة أن يرافق مخطط شغل الأراضي في أي منطقة بعنابة مخطط اخر للتهيئة والتعمير، من خلال تحديد أماكن المدارس، المساجد، مراكز البريد، المساحات الخضراء والعيادات الطبية، وختم كلامه بخصوص هذه القضية بقوله: «سنعمل على تنمية وتسيير المدينة بالطرق العلمية من خلال تظافر جهود جميع المديريات، لأن التهرب من المسؤوليات ليس في صالح عنابة علينا المساهمة في تنمية عنابة من خلال التشاور الإيجابي، وأكد هنا أن لديه الشجاعة الكافية للدفاع عن البلدية، وكرئيس بلدية، فهي الوحيد الآن أن كل شيء يتطور في إطار احترام قوانين التعمير«. «أتمنى تجسيد مشروع السكن الترقوي المدعم» كما تطرق رئيس البلدية إلى قضية السكن الترقوي المدعم، الذي أوضح بخصوصه إلى أن البلدية قامت بدورها من خلال استقبال الملفات وتسليمها إلى الدائرة التي سلمت بدورها الملف إلى صندوق السكن، لافتا إلى أنه يتمنى أن يتجسد هذا المشروع حتى تنتهي معاناة طالبي السكن ويخفف الضغط على البلدية التي تعرف ضغطا كبيرا في مجال طلب السكن. «المدارس الابتدائية كانت في حالة كارثية وخصصنا 20 مليارا لإعادة تهيئتها» وفي سؤوال حول النقائص التي تعاني منها العديد من المدارس الابتدائية على مستوى البلدية خصوصا فيما يتعلق بالنظافة وإعادة التهيئة الترميم، فقد أوضح رئيس البلدية أن مدينة عنابة تتوفر على 74 مدرسة ابتدائية وأنه منذ تنصيبه على رأس البلدية وضع قطاع التربية ضمن أولوياته، حيث خصص المجلس حوالي 20 مليارا سنتيم لترميم الابتدائيات خصوصا فيما يتعلق بالكتامة باعتبار أن العديد من الابتدائيات تعود إلى الحقبة الاستعمارية. أما بخصوص ابتدائية «كرمادي مسعود» بسيدي عاشور فأوضح «المير» أنه قلق على هذه المدرسة التي تمنى أن تنتهي أشغال التهيئة بها قبل الدخول المدرسي إلا أن ذلك لم يتم، يحدث أنه يعمل حاليا على إنهاء الأشغال بها حتى يعود التلاميذ للدراسة فيها بأقرب الآجال»، وبخصوص هذا القطاع كشف «المير» أن طموحه هو أن يتم ترميم 70 بالمائة من المدارس خلال ثلاث سنوات، لافتا إلى أن الإجراءات الإدارية والقانونية فيما يخص أشغال الترميم والتهيئة تأخذ وقتا كبيرا وهو ما يتسبب في تأخر انطلاق الأشغال في عدد من المشاريع، مشيرا إلى أن المدارس التربوية سلمت للمجلس الجديد في أوضاع كارثية. كما كشف «المير» أنهم قاموا بجهد كبير حتى أصبحت المطاعم المدرسية الآن تقدم وجبات ساخنة، بالإضافة إلى القضاء على نظام الدوامين، أما بخصوص مواد التنظيف فنفى أن يكون هناك نقص، كاشفا إلى أن البلدية توزع هذه المواد إلى غاية الان وذلك بعد تخصيص مبلغ مالي قدره 500 مليون سنتيم لهذا الجانب. «نعاني من رفض الشباب العمل في مصلحة النظافة» ومن خلال هذا الحوار كشف رئيس البلدية أن هدفه هو استرجاع الثقة مع المواطن والشفافية في النفقات العمومية من خلال احترام قانون الصفقات العمومية، كاشفا أنه ومن أجل ضمان تسيير أحسن للمدينة تدخل الوالي مؤخرا لتمكين البلدية من توقيع عقود بالتراضي مع مؤسسات عمومية على غرار الصفقة التي وقعت مع شركة «غريبكو» المقدرة ب 20 مليارا والخاصة بإعادة تعبيد أغلب طرق المدينة، بالإضافة إلى صفقة مع مؤسسة عمومية لاقتناء الحاويات وكل ما له علاقة بالبيئة، وصفقة مع الشركة الوطنية للعربات الصناعية من أجل تزويد حظيرة البلدية بالشاحنات، لافتا إلى البلدية تعاني من مشكل على مستوى عمال النظافة وذلك بعد خروح حوالي 80 بالمائة من عمال النظافة التقاعد «ونحن الآن نعاني كثيرا من أجل إيجاد شباب يقبلون العمل في هذا المجال، حيث وظفنا 200 شاب عن طريق العقود بصعوبة». «رئيس مصلحة الحالة المدنية قصر في أداء واجبه ومن حق الوالي تنحيته» وفيما يتعلق بقرار الوالي الذي اتخذه مؤخرا والقاضي بتنحية رئيس مصلحة الحالة المدنية على مستوى البلدية أوضح المتحدث أن الوالي لديه كامل الصلاحيات من أجل اتخاذ القرارات التي يراها تدخل في المصلحة العامة، وأضاف أن الوالي إذا رأى أن رئيس المصلحة لم يؤد واجبه بالشكل اللازم فمن حقه أن يعاقبه، لافتا إلى أنه هو أيضا قام بهذا الإجراء العقابي من خلال تنحية مدير الأشغال وخليفته بسبب النقائص التي سجلت على مستوى هذا القطاع، نحن نعمل بقرار من يقصر يعاقب. وقال «المير» أن مصلحة الحالة المدنية أصبحت جبهة من أجل تحسين الخدمة العمومية على مستواها، وقال: «منذ تنصيبي قضيت على العديد من الظواهر السلبية على مستوى هذه المصلحة من بينها الرشوة التي كان العديد من المواطنين يتحدثون عنها سابقا، كما قمنا بتكوين الموظفين في هذا المجال.. قمنا بشراء محلات من وكالة «عدل» بقيمة مليار و200 مليون سنتيم على مستوى حي سيدي عاشور وهي حاليا جاهزة لتدخل الخدمة في مجال منح وثائق الحالة المدنية، بالإضافة إلى فتح فرع جديد على مستوى شارع «بوزراد حسين»، أما بخصوص تأخر الأشغال على مستوى المقر الجديد للقطاع الحضري الثاني، فأوضح «المير» أن المقاول لم ينه الأشغال التي بدأها عام 2011 بسبب المشاكل، لافتا إلى أن مشكل مقر القطاع سينتهي قريبا من خلال اتباع آليات جديدة، وقال: «نحن نعمل على إعادة النظر في جميع مقرات الحالة المدنية من جميع الجوانب، حتى يحس المواطن بالعصرنة على مستوى هذه المصالح..أما بخصوص الرقمنة فقد وصلنا إلى 81300 عقد ميلاد، 140 ألف عقد زواج، 250 ألف عقد وفاة«. «نعد قاطني السكنات الهشة بمفاجأة في مجال توزيع السكن الاجتماعي« أما بخصوص السكن الاجتماعي فكشف «المير» أن برنامجا طموحا ينتظر بلدية عنابة سيتضمن إعادة إسكان أصحاب البنايات الهشة، على غرار «الفخارين»، «الجسر الأبيض»، العائلات المتواجدة بالقاعة المتعددة الرياضات «بن فرج سليمان»، 28 عائلة منكوبة تتواجد في إحدى المدارس بحي «الخروبة» منذ حوالي الست سنوات، منكوبين بانهيار منازلهم في المدينة القديمة، لافتا إلى أن التوزيع سيتم بشفافية كبيرة وبعد دراسة شاملة للملفات و»لدي أمل كبير في أن المواطنين سيتفاجؤون خلال التوزيع القادم». أما بخصوص القضاء على ظاهرة السكنات الفوضوية فأوضح المتحدث أنهم عانوا كثيرا أثناء ترحيل قاطني البيوت الفوضوية ب «سيدي حرب»، حيث قامت مصالح البلدية بتهديم كل البيوت التي استفاد أصحابها من سكنات اجتماعية بالإضافة إلى تهديم البيوت التي شيدت بعد ذلك، لافتا إلى أنهم سيعودون مرة أخرى إلى هناك قريبا من أجل تهديم أي بيت فوضوي جديد. «سنفرض على مستغلي أكشاك «الكور» تحسين نوعية الطاولات والكراسي» أما بخصوص ساحة الثورة التي تشهد أكشاكها بعض أشغال التوسعة وذلك بعد استعانة البلدية بالقوة العمومية لإزالة الصفائح الحديدية التي قام بإضافة مستغلوها، أوضح «المير» أن هذه العملية تدخل في إطار تحسين وجه «الكور» وتحسين نوعية الخدمات المقدمة فيه، خصوصا وأن هذا المعلم التاريخي يعد الوجهة السياحية الأولى بولاية عنابة، وبهذا الخصوص كشف رئيس البلدية أن أكشاك بين المثلجات ستكون مجبرة هي الأخرى على تحسين نوعية الطاولات والكراسي، وأضاف أن البلدية لن تسمح مرة أخرى بوجود الحيوانات التي يستغلها المصورون الفوتوغرافيين على غرار الأحصنة والقردة في «الكور». «قمنا باستدعاء كل من تدين له البلدية بأموال» وفي ختام حديثه وجه رئيس البلدية رسالة إلى المواطنين طالبهم من خلالها بالصبر ومساعدتهم من خلال تفهم الأوضاع التي يعملون فيها وعدم رمي القمامة بطريقة عشوائية، كما طالب المجتمع المدني بأن يكون في مرتبة يقود من خلالها هذه المرحلة التنموية التي تشهدها البلدية، التي قال بأنها شرعت مؤخرا في استدعاء جميع الأشخاص الذين لم يدفعوا الرسوم الخاصة باستغلال أملاك البلدية. وتمنى في الأخير أن يستمر الاستقرار وأملنا أن تسجل مشاريع كبرى، تحسين الإنارة، إعادة الاعتبار للطرق وخلق طرق جديدة، تحسين المدارس، أملنا أن تكون لنا فنادق كبيرة تكون قادرة على إعطاء وجه حسن للمدينة خصوصا وأن المدينة ستكون من بين المدن التي ستحتضن نهائيات إفريقيا لكرة القدم في حال فازت الجزائر بتنظيمها، نريد فتح عنابة على الاستثمار، لأن عنابة بحاجة لعدة فنادق، ونتمنى أن يكون الأمن في عنابة من خلال تنقل المواطنين والزوار دون خوف.