راج نظام التسوق الإلكتروني عبر الشبكة العنكبوتية في السنوات الاخيرة بالجزائر حيث ظهرت عدة مواقع للمعاملات التجارية، تحتوي على عروض لمختلف السلع والبضائع. وقد تضاعف عدد الزوار المتسوقين والزبائن المداومين على هذه المواقع من مختلف المستويات والفئات ما دفع «اخر ساعة» لولوج هذا العالم الافتراضي لإزاحة الستار عن خباياه وأسراره... فوقفنا على حقائق مثيرة من خلال تقفي اثار عمليات البيع والشراء التي يقوم بها بعض الجزائريين... ويعتبر التسوق الافتراضي او ما يعرف بالتسوق الرقمي والالكتروني نوع من التسويق لسلعة أو خدمة معينة على شبكة الإنترنت يشمل عرض مختلف المنتجات والسلع، من شقق وعقارات، سيارات، الهواتف النقالة، الأجهزة الكهرومنزلية، وغيرها باعتبار السوق الالكتروني سوق تجاري ضخم تحكمه تكنولوجيات اعلام واتصال عالية. أسئلة كثيرة راودتنا فحاولت «اخر ساعة» الاجابة عنها وفي مقدمتها طبيعة المعاملات التجارية التي يقوم بها الجزائريين؟ وكيفية اتمامهم عمليات البيع والشراء؟ مدى تطور المواقع التجارية لتوافق تطلعات الجزائريين.... «آخر ساعة» تخوض تجربة التسوّق الإلكتروني في الجزائر كانت الانطلاقة من محرك البحث «جوجل»،...اذ حاولنا البحث عن المواقع المعروفة والأكثر شهرة للبيع والشراء الالكتروني، حيث اظهرت نتائج البحث عدة مواقع فيها مختلف السلع الجديدة والمستعملة، منها التركية والكورية الصينية والدنماركية والألمانية والإيطالية والفرنسية والعربية المختلفة. اختلطت علينا الامور مما دفعنا للتركيز على المواقع الجزائرية فأظهرت النتائج عدة مواقع على غرار «واد كنيس» و «أوتو بيب» والذي يعد أحد بوابات موقع «وادي كنيس»، «سوق الجزائر الإلكتروني« «دير لافار»، وموقع «عربون» ،«متجر اللمة الجزائرية للتسوق الإلكتروني« ، «ديزاد بووم» و»وادي العرب الجزائري»، Arabo Algeria Shopping اضافة الى الموقع الإلكتروني «أشريلي« والذي يضمن خدمة التسوق الإلكتروني المباشر بتوصيل مختلف الحاجيات للمواطن الى مسكنه. ولمعرفة افضل هذه المواقع ابحرنا من جديد في عدة منتديات منها منتدى الجلفة وهنا اكتشفنا بان اغلب الزائرين للمنتديات حائرين ويتساءلون عن كيفية اتمام المعاملات التجارية كما ان اكثرهم يشتكي عدم تمكنه من الشراء لعدم امتلاكه بطاقة ائتمان للتسوق أو البيع والشراء وغيرها ... فدفعنا الفضول للتسجيل في المواقع بغرض الشراء غير اننا تفاجئنا بان عمليات الشراء تتم في اغلب الاحيان نقدا كما ان طلباتنا ترفض لعدم امتلاكنا بطاقة ائتمان منها ماستر كارد وفيزا كارد. وهنا فضلنا البحث عن كيفية الحصول على هذه البطاقات بالجزائر مجانا، فولجنا موقع «واب ويب« تحت عنوان «التجارة الالكترونية بالجزائر والعالم العربي «، هذا الاخير وجدنا فيه شرح مفصلا حول كيفية الحصول على هذه البطاقات مجانا وبدون دفع دينار واحد وكيفية وصولها الى باب المنزل خلال مدة تتراوح ما بين 20 الى 30 يوما اينما كان مقر السكن، واستغلالا للمعلومات من هذا الموقع ومن مواقع اخرى وصلتنا البطاقة وعند محاولتنا استعمالها اكتشفنا وجوب تفعيلها وربطها بحساب احد البنوك (AlertPay, PayPal , MoneyBookers) الامر الذي اضطرنا لإتباع جميع الخطوات من خلال الاستعانة بالمواقع التي تقدم الشروحات، وفعلا اتممنا التفعيل واشترينا عبر احد المواقع باستعمال بطاقة الائتمان ..وفي المقابل واصلنا البحث عبر الانترنت لمعرفة كيفية اتمام العمليات التجارية عند الزبائن فاكتشفنا ان بعضهم يتبع نفس الطريقة التي اتبعناها وآخرين يتصلون بأصحاب المواقع والتحدث اليهم مباشرة هاتفيا او عبر حساب الهوت ميل لمعرفة كيفية الشراء وتوصيل السلعة، كما افضت تحرياتنا المستمرة للتوصل الى حقائق مثيرة ... ثقافة التسوق الإلكتروني جديدة على الجزائريين كشفت خطوات ابحارنا عبر عديد من مواقع الشبكة العنكبوتية بأن ثقافة التسوق الإلكتروني لا تزال جديدة على الجزائريين وكذا على المتعاملين التجاريين والمؤسسات البنكية المصرفية التي لا تزال لعنة التخلف الالكتروني تلاحقها، على اعتبار عدم امتلاك بطاقات ائتمان للتسوق أو البيع والشراء و صعوبة تحويل العملات والتسجيل عبر بنوك المعاملات التجارية الإلكترونية، إضافة إلى إفتقار زبائن المواقع لثقافة رقمية تمكنهم من التعامل مع كبرى المتاجر والشركات والأسواق الافتراضية التي لديها خبرة عقود من الزمن في هذا النوع من التعاملات الإقتصادية. وخير دليل على ذلك العدد القليل من الزبائن الذين يحوزون على بطاقات ائتمان في الجزائر، كما كشفت مصادرنا أن مديريات التجارة ومفتشيات قمع الغش عبر العديد من ولايات الوطن لم تسجل إلى حد الساعة شكاوى أو مخالفات لقانون حماية المستهلك عن طريق معاملات تجارية إلكترونية وإن وجدت فهي تعد على اصبع اليد الواحدة. كما أن اغلب الجرائم الالكترونية المعالجة من طرف المصالح الامنية في هذا المجال محصورة في قرصنة بعض الهاكرز الجزائريين لحسابات بنكية وأرقام بطاقات حسابات جارية وتحرشات جنسية وابتزاز وتهديد بالتشهير، وفي المقابل تجد زبائن الدول الاوروبية جميعهم لديهم بطاقات ائتمان واغلب معاملاتهم تتم عبر الانترنت، وحتى البنوك خاصة الفرنسية والامريكية تكبدت خسائر كبيرة ناجمة عن هذه المعاملات التجارية الافتراضية نتيجة التحايل والنصب وقرصنة المعلومات الخاصة بالزبائن ... جزائريون يستنسخون طرقا بدائية للتسوق الرقمي كما كشفت جولتنا لتقفي آثار عمليات البيع والشراء التي يقوم بها الجزائريين عبر الشبكة العنكبوتية، انها تتم بطرق بدائية لا تتعدى عرض السلعة وقبول شرائها، في حين تتم عملية تخليص باقي عملية الشراء او البيع بتحديد موعد للتسليم والدفع المباشر يد بيد او عن طريق الاتصال هاتفيا بين البائع والمشتري أو إرسالها في طرود بريدية وتسديد الثمن مسبقا عن طريق صب المبلغ في الحسابات البريدية أو البنكية، او عن طريق مؤسسات خاصة. كما أن هناك مواقع تعطي المشترين القدرة على الاتصال بالبائعين من خلال نموذج موجود على كل صفحة من صفحات إعلانات البائعين. ويتم إبلاغ البائع بالبريد الإلكتروني بأسئلة المشتري، ويستطيع البائع بالتالي الإجابة على أسئلة المشتري بالبريد الإلكتروني أو بالدخول إلى حسابه والإجابة من نظام التراسل في الموقع ويستطيع البائع اختيار عدم الكشف عن عنوان بريده الإلكتروني. ...من جهتها ونتيجة لنقص الخبرة في ميدان المعاملات التجارية الرقمية عادة ما يلجأ الجزائريين لمواقع التواصل الاجتماعي في مقدمتها «الفيس بوك» لإتمام عمليات البيع والشراء عبر صفحات التسوق الالكتروني حيث ان البائع والمشتري في اغلب الاحيان تجدهما من ولاية واحدة مما يسهل المعاملات بينهما ويضمن لهما وصول السلعة. موقع «وادي كنيس» الأشهر في الجزائر وبخصوص اشهر المواقع في الجزائر فيعد الموقع التجاري الإلكتروني موقع «واد كنيس ouedkniss.com« المختص في بيع السيارات المستعملة الاكثر شهرة وموثوقية في التعامل مع البائع والمشتري، اذ تحول الى قبلة كل الجزائريين المهتمين بمواقع التجارة الافتراضية، حيث انشئ الموقع على يد خمسة شبان أحمد وهشام وجمال، مهدي وأمين، كلهم ينحدرون من القبة بالعاصمة سنة 2006 وجاءت فكرة انشائه نتيجة معاناة تجار سوق وادي كنيس الشعبي بحسين داي من المطاردات اليومية لمصالح الأمن، فقرر هؤلاء إيجاد بديل للجزائريين يكون «وادي كنيس جديد» بعيدا عن الرقابة الروتينية والمشاكل الناتجة عن التجارة الموازية، وقد كانت البداية بسيطة جدا بمحتوى خدماتي محدود وعدد من الزوار وصل إلى حوالي 400 زائر يوميا بعد ثلاثة أشهر على إطلاقه واليوم يدخله 250 الف شخص يوميا، وتتم على مستواه 6 آلاف مبادلة تجارية تسجل في اليوم و640 ألف معجب. وقد أتاح الموقع التعامل مع عدة اصناف من المنتجات اضافة الى السيارات القديمة والتي تعد من اختصاصه، وهي العقار، «الهاي تاك» الذي يضم إجمالا منتجات الإلكترونيك والإعلام الآلي والهواتف، الملابس بكل أنواعها، الأثاث المنزلي، المواد الغذائية، أدوات الرياضة والترفيه، ومواد التجميل، والحيوانات فضلا عن الخدمات المتنوعة بخصوص السياحة وبوابة الاعلانات .. المكياج، السيارات والأجهزة الإلكترونية اكثر السلع طلبا كشفت جولتنا الاستطلاعية الرقمية لمواقع التسوق الالكتروني عبر الانترنت، ان مستحضرات التجميل، العطور وكريمات العناية بالبشرة وكذا الاجهزة الالكترونية اكثر السلع إقبالا من جانب زوار المواقع بيعا وشراء، حيث ان جل المواقع تضم خدمات متنوعة منها بيع الادوات المدرسية، أجهزة الإعلام الآلي، أحذية وملابس، أراض وعقارات، الأثاث والأجهزة الكهرومنزلية، الألعاب والأجهزة الإلكترونية، السيارات والحافلات، دليل السفر والسياحة، الهواتف النقالة وساعات اليد وبيع المواشي وغيرها من الخدمات. وبالرغم من التنوع الكبير في العروض والذي لا حدود له، الا ان اغلب المتسوقين الالكترونيين يفضلون اللجوء الى الاركان المخصصة لبيع اجهزة الاعلام الالي، الهواتف النقالة ساعات اليد، ومستحضرات التجميل، والسيارات... وفي هذا الاطار يمكن الاشارة الى ان تقارير موقع «وادي كنيس» كشفت ان السيارات الأكثر إقبالا من جانب زوار الموقع بيعا وشراء وكراء، وركنها «الأكثر حيوية»، حيث يسجل حوالي 1500 إعلان يومي في مجال السيارات بحجم سيولة مالية قدرت ب17 مليار دينار جزائري وهذا الاقبال راجع الى طول آجال تسليم السيارات الجديدة من جانب الموردين إلى الزبائن فضلا عن انشغال الناس في حياتهم اليومية على نحو لا يسمح لهم بزيارة أسواق السيارات، وكذا عدم قدرة النساء على الذهاب إلى هذه الأسواق بفعل الأعراف والتقاليد، وغيرها. من جانبها تفضل النسوة اقتناء مستحضرات التجميل والعطور من الانترنت لغياب الاختيارات بالأسواق المحلية وعدم وجود ماركات يفضلنها علاوة على انخفاض الاسعار وجودة المنتوج. المتسوقون بين مطرقة الاحتيال وسندان الجهل يواجه المتسوقون الجزائريون عبر الانترنت مخاوف من عمليات النصب والاحتيال في ظل تزايد عدد الشركات الوهمية للتسوق الالكتروني وارتفاع معدلات الجريمة الإلكترونية وتفاقم الهجمات التخريبية، في ظل غياب قوانين حكومية فعالة من شانها ان تضبط المعاملات التجارية وتؤمن عمليات البيع والشراء الالكترونيين ...خاصة وان اغلب الجزائريين يجهلون كيفية اتمام المعاملات. وهو الامر الذي انعكس سلبا على التسوق الالكتروني في الجزائر في وقت اضحى بالنسبة لعدد من الدول الاوروبية شيء عادي وروتيني، حيث ان ظاهرة الاحتيال والنصب عبر الانترنت تحاك خيوطها، عبر اكثر من وسيلة وتمرر عبر البريد الإلكتروني او الإتصال الهاتفي، وتستهدف شريحة واسعة من الأشخاص. وفي هذا الاطار اوضح خبراء أن أليات النصب عبر الهاتف متعددة، ومنها الإتصال المباشر مع الأشخاص، وهنا يستعرض المتصل قدراته على الأقناع بأسلوب سلس، فضلا ً لإنتحاله شخصية وهمية على اعتبار انه يمثل مؤسسة او شركة معينه، وفي بعض الأحيان يمارسون حيلة الأسطوانات المسجلة، بمعنى ان يطلب منك أدخال بياناتك الشخصية ورقم حسابك في البنك والإيهام بأن الضغط على رقم 1 او 2 يحولك على موظف أخر ليتابع الإجراءات. اما الاحتيال والنصب عبر الرسائل الإلكترونية يكون عن طريق تمرير رسائل عشوائية لشريحة كبيرة من الأشخاص، وتضمن تلك الرسائل الملغومة، اشعار لتأكد البيانات الخاصة ورقم بطاقات الإئتمان مرفق بالرقم السري ورقم التعريف الشخصي، بقصد استدراج الضحايا الى الفخ وغيرها من الحيل ... الجزائريون مدعوّون إلى الحيطة من المخاطر الافتراضية حذّرت عدة شركات في مقدمتها شركة «آنكورفري» البارزة في عالم الأمن الإلكتروني، والمنتجة لتطبيق الشبكات الخاصة الافتراضية «هوت سبوت شيلد» العالمي الشهير، المتسوقين الإلكترونيين من المخاطر المحيطة بعمليات التسوق الإلكتروني عبر الأجهزة المتنقلة، ودعت المستفيدين من خدمات التسوق الإلكتروني، إلى اتخاذ الإجراءات المناسبة لضمان أمنهم الرقمي في خضمّ تزايد معدلات الجريمة الإلكترونية وتفاقم الهجمات التخريبية.هذا و أطلقت الشركات سلسلة من النصائح تهدف إلى توخي الحذر، خاصة وان المستخدمين يلجؤون إلى الأجهزة اللوحية والهواتف الذكية للقيام بالتسوق أينما يشاءوا، مستفيدين من نقاط الولوج المجاني اللاسلكية إلى الإنترنت ، المعروفة ب»الوي في»، وخطط الاتصال بالإنترنت غير محدود البيانات، وفي هذا الاطار اوضحت هذه الشركات أن بعض المتسوقين قد يتعرّضون لمحتالين متسترين وراء نقاط الولوج اللاسلكية ومحطات البيانات عالية السرعة تلك، يبحثون عن أرقام بطاقات ائتمان وكلمات مرور ومعلومات شخصية.ويبقى عالم التسوق الالكتروني عبر الانترنيت في الجزائر رغم ضيق حدوده وحداثته في المجتمع الجزائري يتقدم بخطى ثقيلة وغير ثابتة خاصة مع جهل الزبائن لأدق تفاصيله وغياب رقابة تتابع مختلف التعاملات التجارية.