تعكس التصريحات الأخيرة لعبد المالك بوضياف وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، والمتعلقة بضرورة التعامل بصرامة على مستوى المعابر الحدودية لتفادي انتقال وباء «إيبولا» القاتل إلى الجزائر، حقيقة اقتراب هذا الوباء من بلادنا بعد أن كنا نراه في وقت ليس ببعيد لا يشكل خطرا عليناوذلك حسب ما أكدته الوزارة ذاتها، التي جهزت المطارات بكاميرات مراقبة حرارية للكشف عن الأمراض جربت لأول مرة على الحجاج العائدين من البقاع المقدسة، بالإضافة إلى وضع مطهرات طبية عند نزول الحجاج من الطائرات لتطهير أحذيتهم وملابسهم، وذلك تفاديا لانتقال أحد الأوبئة القاتلة إلى الجزائر وخصوصا وبائي «إيبولا» و»كورونا»، إلا أن هذه الإجراءات اختلفت درجة تطبيقها من مطار إلى آخر، على غرار ما حصل في مطار وهران أين توقف كاميرات المراقبة الحرارية عن العمل وتم تمرير الحجاج دون مراقبتهم بالشكل المطلوب، كما أن المعابر الحدودية البرية لا تتوفر فيها إجراءات المراقبة الطبية، كما أن الحدود الجنوبية المفتوحة على المهاجرين الأفارقة من الممكن أن تكون خطرا حقيقيا على صحة الجزائريين، وهو ما يطرح السؤال حول درجة الصرامة التي تقصدها وزارة الصحة، خصوصا وأن «إيبولا» أصبح الشغل الشاغل لجل دول العالم، ومن بينها الجارة المملكة المغربية، التي طلبت أول أمس رسميا من الاتحاد الإفريقي لكرة القدم تأجيل منافسات كأس إفريقيا التي كان من المقرر انطلاقها شهر جانفي القادم، وذلك بسبب التهديدات التي يشكلها «إيبولا» والتي رأت وزارة الصحة المغربية بأنها خطيرة، وهو ما يعني أن الفيروس من المحتمل أن يطرق أبواب بلدان شمال إفريقيا. هذا وكان وزير الصحة قد صرّح قبل أيّام أن إجراءات «مشددة» اتخذت على مستوى المعابر الحدودية للتصدي لفيروسي «إيبولا« و«كورونا« وذلك تماشيا مع توصيات المنظمة العالمية للصحة المتعلقة بالتصدي للفيروسين، حسب الوزير.