الحجّاج العائدون من البقاع المقدّسة تحت مجهر وزارة الصحّة لا تبدو الجزائر في منأى من دخول فيروس (كورونا) الذي عاد ليثير الرعب في المملكة السعودية، خصوصا في موسم الحجّ، وبينما يُنتظر أن يوضع الحجّاج العائدون من البقاع المقدّسة تحت مجهر وزارة الصحّة تمّ إعلان ما يمكن وصفه بحالة الطوارئ في المطارات والموانئ، لا سيّما بعد أن بات فيروس (إيبولا) القاتل على مرمى حجر من الجزائر إثر تسجيل أوّل حالة في إسبانيا. سارعت وزارة الصحّة إلى اتّخاذ عدّة إجراءات احترازية ووقائية عبر مختلف المطارات والموانئ والنقاط الحدودية استعدادا لاستقبال الحجّاج الميامين وفحصهم للتأكّد من سلامتهم وعدم تعرّضهم لأيّ إصابات وبائية، خاصّة بعد تفشّي الفيروسات الخطيرة عبر العالم وانتشار وباء (كورونا) في المملكة العربية السعودية. إجراءات مشدّدة في المعابر الحدودية أكّد وزير الصحّة والسكان وإصلاح المستشفيات عبد المالك بوضياف أمس الثلاثاء بالجزائر العاصمة ضرورة وضع إجراءات (مشدّدة) على مستوى المعابر الحدودية للوطن تحسّبا لاحتمال الإصابة بفيروسي (إيبولا) و(كورونا). وأوضح السيّد بوضياف خلال زيارة قادته إلى كلّ من مطار (هواري بومدين) الدولي وميناء العاصمة أن الوزارة (تطبّق توصيات المنظّمة العالمية للصحّة المتعلّقة بالتصدّي لفيروسي إيبولا وكورونا)، مشدّدا على الإجراءات (الصارمة) التي اتّخذتها الوزارة على مستوى كلّ المعابر الحدودية للوطن. وبالمناسبة، قدّم الفريق الطبّي الساهر على هذه العملية بكلّ من المطار والميناء شروحات حول كيفية التصدّي لفيروسي (إيبولا) و(كورونا) في حال ظهورهما لدى المسافرين القادمين من دول إفريقية أو لدى الحجّاج الميامين القادمين من البقاع المقدّسة. وتعمل هذه الفِرق الطبّية 24سا/24سا طوال أيّام السنة، حسب ما أكّدته الدكتورة فتيحة علاّم من المصالح الصحّية بمطار (هواري بومدين)، مشيرة إلى أن هذه الفِرق مستعدّة لاستقبال أوّل فوج من الحجّاج القادمين من البقاع المقدسة اليوم الأربعاء. وفي هذا الصدد، أكّد وزير الصحّة عدم تسجيل أيّ حالة لفيروس (إيبولا)، مشدّدا على أهمّية وضع الإجراءات الوقائية اللاّزمة في كلّ المعابر الحدودية للوطن. بدوره، أكّد الرئيس المدير العام لمؤسسة تسيير الخدمات والهياكل القاعدية للمطارات الطاهر علاش على ضرورة تنسيق الجهود بين مختلف القطاعات المعنية من أجل تطبيق كلّ الإجراءات الوقائية التي وضعتها وزارة الصحّة. من جهتها، أوضحت مديرة مكتب المراقبة الصحّية عبر الحدود بمطار (هواري بومدين) الدولي علاّم نادية أنه تمّت مضاعفة عدد الفِرق التي ستسهر على مراقبة مدى سلامة صحّة الحجّاج بالنّظر إلى انتشار فيروس (كورونا) ووباء (إيبولا). كما أبرزت المتحدّثة ذاتها وجود ممرّ خاص بالحجّاج يتمّ خلاله فحصهم وقياس درجة الحرارة من قِبل أطبّاء مختصّين، وفي حال تسجيل إصابة أحدهم بالمرض يتمّ نقله فورا إلى المستشفى للتكفّل به. من جهته، أكّد المدير العام لمطار (هواري بومدين) الدولي الطاهر علاّش توفير كلّ الظروف واتّخاذ عدّة إجراءات لاستقبال الحجّاج بعد رجوعهم من البقاع المقدّسة وتسهيل عملية دخولهم إلى أرض الوطن سالمين. تسجيل أوّل إصابة به خارج إفريقيا.. إيبولا على مشارف الجزائر! سجّلت إسبانيا مساء الاثنين أوّل حالة إصابة مؤكّدة بفيروس (إيبولا) عند ممرّضة كانت تعالج الراهب مانويل غارسيا فيخو الذي توفي يوم 25 سبتمبر الماضي بعد إصابته بهذا المرض في سيراليون وترحيله إلى إسبانيا. وتعدّ هذه أوّل حالة إصابة ب (إيبولا) تسجّل خارج إفريقيا والأولى أيضا في أوروبا، وهو ما تسبّب في نوع من الصدمة بين السكان، لا سيّما بعد قرار المصالح الصحّية بإقليم مدريد المستقلّ تفعيل بروتوكول مكافحة هذا الفيروس القاتل ووضع زوج المريضة في الحجر الصحّي و30 شخصا آخر تحت المراقبة. ويبدو أن الفيروس القاتل يقترب أكثر فأكثر من الجزائر، خصوصا وأنه (تخطّاها) ليصل إلى إسبانيا. وقالت وزيرة الصحّة الإسبانية آنّا ماتو (إن التحليلين الطبّيين اللذين أجريا لممرّضة عالجت الراهب مانويل غارسيا فيخو الذي توفي مؤخّرا جرّاء إصابته بفيروس إيبولا في أحد مستشفيات مدريد أكّدا أنها مصابة بهذا المرض). ولم تدخل هذه الممرّضة (44 سنة) المصابة بفيروس (إيبولا) سوى مرّتين إلى غرفة الراهب مانويل غارسيا، وكانت المرّة الثانية بعد وفاته. ويشير الطاقم الطبّي إلى خلل على مستوى النّظام العازل، فيما تقول وزارة الصحّة الإسبانية إنها بدأت إجراءات الكشف والتقصّي حول أخطاء محتملة ربما ارتكبت خلال معالجة الراهب مانويل غارسيا. وأوضحت آنّا ماتو أنه تمّ فورا إطلاق البروتوكول المنصوص عليه في مثل هذه الظروف لتقديم المساعدة اللاّزمة للمريضة وضمان سلامة المواطنين على النّحو الذي أوصت به منظّمة الصحّة العالمية. وأضافت المسؤولة الإسبانية: (في هذه الظروف أريد أن أبعث برسالة تطمئنّ المواطنين وإبلاغهم بأن المصالح الطبّية لديها الوسائل والآليات المناسبة للتعامل مع هذا الوضع). وعلى الرغم من طمأنة الوزيرة يبدو أن الوضع مع ذلك يبقى غير مستقرّ، إذ يشير أفراد الطاقم الطبّي الذي أشرف على حالة مانويل غارسيا إلى أنه لم يتمّ احترام التدابير الوقائية التي اعتمدتها الوزارة دائما. كما أعرب عدد من أحزاب المعارضة عن (ذهولها) بعد تسجيل أوّل حالة إصابة بفيروس (إيبولا) في إسبانيا وطالبت بمثول وزيرة الصحّة لتقديم التوضيحات اللاّزمة حول هذا الموضوع.