أنهى عشية أمس وزير الصحة والسكان عبد المالك بوضياف زيارة العمل والتفقد التي قادته إلى ولاية جيجل وهي الزيارة التي مكنت المسؤول الأول على قطاع الصحة بالجزائر من الوقوف على الوضعية السيئة للمنشآت الصحية بعاصمة الكورنيش بعدما حوصر بشكاوى المرضى والمسحوقين بعدد من المحطات التي وقف عندها .كما كان متوقعا فقد حظيا زيارة وزير الصحة إلى جيجل باهتمام كبير وتغطية إعلامية كبيرة نظرا لحجم الملفات التي كانت في انتظاره وفي مقدمتها ملف الفساد الذي ينخر جسد هذا القطاع بالولاية (18) والذي ظل من الملفات المسكوت عنها رغم سيل الشكاوي التي ما انفك يوجهها المرضى والبعض من أهل القطاع إلى الجهات المسؤولة ، ليقف بوضياف بنفسه على حجم ومستوى هذه الاختلالات لدى نزوله ضيفا على عاصمة الكورنيش أمس ، حيث حوصر بشكاوى المرضى بعدد من المحطات التي زارها رغم محاولات تسييس هذه الزيارة وتغطية الوجه القبيح لقطاع الصحة بجيجل بواسطة المساحيق التي لم تصمد كثيرا أمام حنكة بوضياف بدليل ما أكده هذه الأخير في أعقاب هذه الزيارة وتأكيده على إرسال وزارته للجنة تحقيق وتقصي إلى ولاية جيجل بداية من الأسبوع المقبل من أجل التمحيص في الإختلالات التي وقف عليها وتحديد المسؤوليات بما من شأنه أن يقطع مستقبلا دابر هذه التجاوزات التي أضنت مرضى عاصمة الكورنيش وحولتهم إلى أسرى في يد أشخاص ضربوا بشرف مهنة الطب والتمريض عرض الحائط .وكان الوزير بوضياف قد وقف خلال الزيارة المذكورة على واقع الصحة بأهم المراكز الطبية بولاية جيجل وتحديدا مستشفياتها الثلاث أين أعطى الأمر بتزويد مستشفى الطاهير بجهاز سكانير من أجل التخفيف من نزلاء هذه المؤسسة الصحية المتداعية والتي تستقبل يوميا عشرات المرضى من مختلف مناطق الولاية ، كما أعطى وزير الصحة الأمر بفتح جناح جديد للإستعجالات على مستوى مستشفى الصديق بن يحيى بعاصمة الولاية في ظل شكاوى المواطنين بغياب التكفل التام بهم على مستوى الجناح الحالي وتكدس عشرات المرضى بشكل يومي بمدخل مصلحة الإستعجالات دون أن يتم التكفل بهم ماجعل الكثير منهم يفترشون الأرض على وقع الألم والمعاناة في انتظار يد حنون تربّت على أكتافهم .