استقبل مغني المالوف المعروف الشيخ حمدي بناني «آخر ساعة» في مكتبه بالاتحاد الوطني للفنون الثقافية بمدينة عنابة وكانت لنا معه دردشة حول «المالوف» وحول جديده وبرنامج حفلاته في سنة 2015 وعن رأيه في الفن والغناء باعتباره من بين أبرز الفنانين على الساحة الوطنية وتحدث كعادته بصراحته المعهودة وفي حديثه عن اشتياق جمهوره لحفلاته خاصة في مدينة عنابة قال في هذا الصدد:«جمهوري اشتاق لي وأن أيضا اشتقت كثيرا لعشاقي لكن لا أستطيع أن أتوجه الى أية منظمة أو المسؤولين عن الثقافة لكي أعرض عليهم الغناء فعندما يستدعونني طبعا سألبي الدعوة،وكما تساءلتم عن سبب غيابي في عنابة فهذا يعني أنكم لاحظتم ذلك ويوجد من يتساءل ويقول لماذا حمدي بناني يغني في باريس،مونريال وروسيا ولا يغني في عنابة خاصة أنها مدينتي، وأعلم أن جمهوري متعطش لسماعي وأؤكد أنني موجود دائما وعندما أتلقى الدعوة من أجل إحياء الحفلات فلن أرفضها،وحمدي بناني صنعه الجمهور الذي يحبه ويبقى عشاق فني بمثابة مفخرة لي وأعتز بهم كثيرا». «سأسجل أعمال جديدة وأقوم بجولة فنية في فرنسا» أما عن الحفلات التي سينشطها خلال سنة 2015 ومشاريعه المستقبلية قال في هذا الصدد:» لم نقم بتحديد التواريخ بعد لكن سأقوم بجولة فنية في فرنسا وسأحيي العديد من الحفلات في المدن الفرنسية على غرار باريس،مرسيليا تولوز ،ليون يوجد اتفاق لكن لم أوقع بعد على العقد،كما أحضر لتسجيل أعمالي الجديدة وسأقوم بإعادة بعض الأغاني القديمة لكي نجددها بالطبع وسأقوم بالتسجيل في الاستديو الجديد الخاص بابني كمال بناني والذي يعتبر الأحسن على مستوى الوطن حيث سبق وأن سجل لديه العديد من الفنانين وأبدوا إعجابهم الشديد بهذا الاستديو». «سأشارك في تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية وكمال سيصدر ألبوما جديدا» وتابع حمدي بناني حديثه عن برنامجه فقال:»سأشارك أيضا في تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية حيث ستتضمن العديد من الحفلات والجولات والتبادل بين المدن وهي تظاهرة كبيرة وثرية وستعرف مشاركة واسعة في مختلف أنواع الغناء والفنون،كما أنهى ابني كمال تسجيل ألبومه الجديد وسيصدره الى السوق في الأيام المقبلة إن شاء الله.» «المالوف هو التراث عمره قرون ولن يموت» أما عن تعليقه حول مكانة المالوف الذي يعتبر مفخرة في ولاية عنابةوقسنطينة وعن كيفية الحفاظ على مكانته وسط الشباب خاصة بعد ظهور فنانين جدد في المالوف فكشف في هذا الصدد:»المالوف مازال محافظ على مكانته،يقولون المالوف سيزول والآن يوجد الراي والراب،لكن الطوابع الغنائية تختلف ولكل طابع مكانته،أؤكد أن المالوف سيبقى ولن يزول ولن يموت فهو التراث،هذا الفن عمره قرون،أما عن الفنانين الجدد والشباب الذين أدخلوا الآلات الجديدة فهذا أعتبره شيء عادي خاصة أن هذا لا يؤثر في النوبات». «سنة 1975 استعملت الآلات العصرية في المالوف» وعن استعماله لآلات عصرية في المالوف قال في هذا الصدد:»استعملت القيتارة والآلات العصرية لأول مرة سنة 1975 وأنا الأول الذي أدخلت هذه الآلات والتي تناسب بعض الأغاني الخفيفة على غرار»يا عاشق ممحون» «بالله يا حمامي» «جاني ما جاني»،»يفرج ربي»،كما استعملت «الفلامنكو» في بعض الاستخبارات ،بالطبع يجب الحفاظ على المالوف الأصيل فلم أغن «ليالي سرور» فاح الزهر فاح» بهذه الآلات العصرية». «أصدرت كتابا حول المالوف والنوبات وحياتي ومسيرتي» أما عن الأعمال التي يملكها والتي لا يعلم بها العديد من المتتبعين وعشاق أغانيه قال حمدي بناني:»لقد قمت بتسجيل 5 نوبات مع «الأوندا» والتي تقدم كهدايا للشخصيات والرؤساء الذين يزورون بلادنا وتمثل هذا الفن الأصيل،كما أصدرنا كتابا نشرح فيه «النوبات» ويتحدث عن المالوف وحياتي الخاصة ومسيرتي الفنية،وسأتحدث مع «الأوندا» من أجل توفير هذا الكتاب في السوق لكي يتبع بيعه للناس». «هذا هو سر الكمان الأبيض» أما عن سر ظهوره بالكمان الأبيض في كل خرجاته الفنية وتميزه في هذا الآلة الموسيقية قال: «لقد تم إنجاز هذا الكمان لي خصيصا ومكتوب به LE PETIT ANGE» «HAMDI BENANI ،لا يوجد أي سر أنا أحب اللون الأبيض لأنه يمثل السلام والأمل،وأنا معروف به منذ سنة 1984 ولا أستطيع أن أغيره فعندما ترى شخصا يحمل كمانا أبيض في التلفزيون تقول مباشرة أنه حمدي بناني،أملك 5 كمانات منهم كمان محمد الكرد وكمان عمره أكثر من 100 سنة لكن أفضل الكمان الأبيض «. «تأثرت بعمي محمد بناني ،محمد الكرد، الفرقاني وحسان العنابي» وبعد أن أصبح من بين أبرز أعمدة المالوف حاولنا أن نعرف الفنان الذي كان متأثرا به وجعله يعشق هذا الفن فقال: «أنا من أسرة فنية وعمي محمد بناني كان يغني مع محمد الكرد ويعزف على «الجواق» وهو الذي علم حسان العنابي العزف على الكمان و»الجواق»،في سنة 1954 تأثرت بمحمد الكرد وأغانيه،يوجد أيضا حسان العنابي ومحمد الطاهر الفرقاني وهو صديق لي وأعرفه منذ سنة 1956 وكان يزور عنابة كثيرا وتأثرت بصوته الجميل». «اسم بناني سيبقى ولا يوجد خليفتي» أما إذا كان يرى أن ابنه كمال بناني سيكون بمثابة خليفته في المالوف فقال:«لا يمكن أن يكون خليفتي صحيح أنه يسير على خطواتي لكن الشيء المؤكد أن اسم بناني سيبقى، لمستي خاصة ويوجد الكثير من حمدي بناني من بين الشباب الذين تعلموا من غنائي، يمكن أن يقدم ابني كمال أحسن ممّا قدمت ويملك طريقة خاصة به فلكل فنان لمسة خاصة به» . «يجب محاربة من يشوهون الفن الجزائري» أما عن رأيه كفنان كبير في انحطاط مستوى الفن في بلادنا وافتقاده لمكانته ونكهته من ناحية الموسيقى والكلمات بعد أن وصل في السابق الى العالمية لينهار في السنوات الأخيرة بشكل رهيب فقال:»الفن الجزائري ثري يوجد المالوف،الشعبي الصحراوي ويوجد شبان «ربي يهديهم» يستعملون كلمات غير نظيفة،ولمحاربة هذا الانحطاط يجب منعهم من الإذاعات والتلفزيون ومن سوق الأغاني للقضاء على التجاوزات والأغاني غير اللائقة،بالطبع نشجع الشباب الذي يقدمون فن في المستوى».