على احر من الجمر ينتظر الراي العام التصريحات النارية التي سيدلي بها صاحب الإمبراطورية المنهارة «عبدالمومن خليفة» اليوم فيما يتعلق بفضيحة القرن، بعد ان توعد هذا الاخير الشخصيات النافذة المساهمة في افلاس امبراطوريته المالية، إذ يتأهب وهو يعد الساعات للكشف عن الابطال الحقيقيين لمسلسل الخليفة، من اطارات ومسؤولين سامين في الدولة لاثبات براءته بكل الطرق. الخليفة أول المستجوبين مباشرة بعد الانتهاء من تلاوة قرار الاحالة المتكون من اكثر من 250 صفحة والذي استغرق في قراءته أمين الضبط أكثر من تسع ساعات متقطعة، يخرج اليوم الغولدن بوي من دفة الموقوفين المتكونة من 21 متهما متابعا بجنايات مختلفة، ليقف أمام رئيس محكمة جنايات البليدة»عنتر منور»الذي سيقوم باستجوابه اليوم وجها لوجه فيما خص فضيحة القرن، حيث ستكون بالنسبة له فرصة العمر الأولى والاخيرة باعتباره سيتكلم لأول مرة بعد تفجير القضية سنة 2003 ومحاكمته غيابيا بالمؤبد سنة 2007، حيث يتوقع بعض رجال القانون انه من مصلحته السكوت حفاظاعلى حياته ومصالحه، فيما يتوقع البعض الاخر تفجيره لقنابل مدوية تصل شظاياها الى اكبر المسؤولين في الدولة منهم من انتهت مهامهم ومنهم من يتواجدون في مناصب عليا حسبهم. الفتى الذهبي على استعداد تام لفضح المستور أكد المحامي»مجحودة مروان» المؤسس في حق الرئيس المدير العام لبنك الخليفة»رفيق عبدالمومن خليفة»، ان موكله يعد الساعات لوصول يوم الاستجواب الذي سيكون اليوم حسبه للكشف عن الرؤوس المدبرة للعبة الدنيئة التي راح ضحيتها موكله المختص في الصيدلة والذي انشأ بنك الخليفة رفقة عائلته وهو لايتجاوز سن 37 سنة، مردفا بأن الغولدن بوي على استعداد تام للكشف عن الاسماء الحقيقية والرؤوس المدبرة لسقوط امبراطوريته المالية سنة 2003 بما فيها الشخصيات النافذة، واضاف بأن اسماء من العيار الثقيل سيفجر بها عبدالمومن خليفة قاعة الجلسات رقم 1 بمجلس قضاء البليدة لحظة استجوابه من طرف القاضي «عنتر منور» بعد انتهاء امين الضبط من قراءة قرار الاحالة المتكون من أكثر من 250 صفحة، والذي تضمن تفاصيل الثغرة المالية التي اكتشفها بنك الجزائر والمقدرة ب3.2 مليار دج قبل 12 سنة. الفتى الذهبي متخوف من المحاكمة أردف المحامي في حق « مجحودة مروان» في تصريح لاخر ساعة، بأن رفيق عبدالمومن خليفة سيكون اول متهم يستجوب باعتباره اول شخص يرد اسمه في قرار الاحالة، مؤكدا بأن رئيس محكمة جنايات البليدة «عنتر منور» سيقوم بتلقي التصريحات التلقائية لموكله ليقوم بعدها باستجوابه حول نقاط معينة، مشيرا الى ان رفيق عبدالمومن خليفة متخوف جدا من المحاكمة التي تجري اطوارها بمجلس قضاء البليدة وهذا شيء طبيعي بالنسبة له بعد ان حكم عليه غيابيا بالسجن المؤبد سنة 2007، وتابع انه على الرغم من ذلك الا ان موكله لم يفقد الامل في تبرئته من طرف العدالة الجزائرية . وثائق تبرئ الخليفة من تهمة تهريب المال الى بريطانيا أكد دفاع المتهم الرئيس في فضيحة القرن»رفيق عبدالمومن خليفة» بأن الفتى الذهبي الذي انتقل الى المملكة المتحدة سنة 2003 وتم تسليمه من طرف السلطات البريطانية بموجب اتفاقية بين الجزائروبريطانيا وفقا للإجراءات القانونية وأحكام الاتفاقية القضائية بين البلدين في ال 24 ديسمبر من سنة 2013 ، يرى نفسه برئ ويقول بأنه لم يكن مختصا في البنوك ولايفقه شيئا فيها لذا استعان بمديري البنوك الجزائرية باعتبارهم مختصون في العمل معه وتسيير بنوكه، موضحا بأن الخليفة لم يهرب المال الى المملكة المتحدة في 2003، أين أوضح بأن صاحب أكبر المؤسسات بالجزائر سابقا على غرار الخليفة للطيران وبنك الخليفة ترك الاموال في البنك عند مغادرته الجزائر، مشيرا أن مصفي بنك الخليفة متواجد كطرف مدني هو من يستطيع اثبات ذلك، أين وجب عليه وضع تقرير حول الموضوع لإثبات مااذا تم منح الاموال لأصحابها أم لا واذا ماكان الخليفة مدين ام مدان، وقال المحامي بأنه يحوز على وثائق تثبت براءة موكله من هذه التهمة، حيث سيتم تسليمها الى المحكمة لاحقا، متحاشيا الحديث عن الموضوع أكثر مع اصراره على التاكيد بأن خليفة خدم الجزائر وقدم لها الكثير بدء من انشاء مؤسسة الخليفة للطيران وصولا الى تمويل الفرق الرياضية عقب تخلي المجمع البترولي»سوناطراك» عنها، موضحا بأن رفيق قام بكل هذا من أجل اعلاء وتحسين صورة الجزائر في الخارج لتكون مجازته على ذلك السجن . ضم القضيتين محل خلاف بين دفاع الغولدن بوي لليوم الثاني على التوالي وبخصوص ضم القضيتين 47 و 48 الذي اختلف فيه دفاع الخليفة، قال مجحودة بأنه اجراء جد قانوني اتخذه رئيس محكمة الجنايات لحسن سير العدالة، موضحا بأنه اجراء عملي تطبيقي ولايوجد أي مانع للضم كون انه أبقى على نفس المتهمين، الاطراف المدنية والشهود ونفس قرار الاحالة، وتابع القول أنه من حق رئيس محكمة الجنايات القيام باجراء الضم حتى يتم اجتناب برمجة قضيتين يظهر الخليفة في الاولى كشاهد ليمثل بعدها في القضية الثانية كمتهم، حيث رأى بأن رئيس محكمة الجنايات فعل الصواب وهو الامر الذي لم يوافقه عليه زميله في الدفاع عن الخليفة»لزعر نصر الدين» الذي اعتبر ان قرار الضم خارج عن القانون، متحاشيا الحديث عن ماسيكشفه عنه الغولدن بوي خلال المحاكمة وعن المظهر الذي بدى عليه في اول جلسة من محاكمته رفقة 20 متهما موقوفا في دفة المحكمة المخصصة للموقوفين، وهو شاحب ومسود الوجه ونحيف الجسم بملامح لاتشبه رفيق لدرجة ان الكل شكك في شخصه، قائلا « أنا محامي ومن اخلاقياتي عدم التكلم عن حالة موكلي أو البوح بأالاسرار التي سيدلي بها عند استجوابه. صديقي مومن لن يتكلم حفاظا على حياته من جهته قال احد محامي المتهمين الذي رفض ذكر اسمه في الصحافة، بأنه على معرفة سابقة بالمتهم الرئيس في فضيحة القرن صاحب الامبراطورية المنهارة» عبدالمومن خليفة» الذي قال عنه بأنه يحمل اخلاقا عالية وتربية حسنة لاتسمح له باللعب بأموال من وضعوا ثقتهم فيه، وتابع القول بأن الخليفة كان مجرد كبش فداء لأسماك قرش تنعم بالحرية في الوقت الذي يتواجد فيه الغولدن بوي وراء القضبان والتي يعاني جراءها من حالة نفسية سيئة بعد عزله عن المساجين الاخرين ووضعه في غرفة لوحده بسجن الحراش ومن ثم بسجن البليدة الذي يتواجد به حاليا، موضحا وهو يقسم بأن الخليفة برئ ولاعلاقة له بكل التهم الموجهة له، متوقعا الحكم عليه بعقوبة العشرة الى عشرين سنة لاستحالة تمكنه من التكلم والكشف عن من وصفهم بالحوت الكبير والمساهمين الحقيقيين في افلاس امبراطورية الخليفة خوفا على نفسه من لاتحمد عقباه، كما ان القاضي لن يترك له مساحة كبيرة للتحدث، حيث سيقيده بالاسئلة قبل ان تسنح له الفرصة للحديث على تفاصيل القضية، خاتما كلامه بأن خليفة بين المقصلة والسندان كلاهما شر فإن تكلم لن يسلم من شر بعض الشخصيات وان لم يتكلم لن يسلم من من شر المدة العقابية التي سيقضيها في السجن ان لم تكن المؤبد مرة أخرى التي تنتظره إن لم تكن هي نفس العقوبة التي حوكم بها غيابيا سنة 2007 وهي المؤبد حسبه.