كشفت مصادر موثوقة ل“آخر ساعة” عن وجود صراعات بين “اللجنة الدينية للمسجد الكبير” بولاية عنابة ومديرية البناء والتعمير المشرفة على المشروع، وهو ما تسبب في تعطيل عملية انطلاق عملية الإنجاز، حيث يوجد اختلاف في الرؤى بين الجانبين حول طريقة تسيير المشروع واحترام المواعيد المسطرة سابقا، وفي اتصال مع رئيس اللجنة الدينية أكد لنا أن مكتب الدراسات الذي فاز بصفقة المشروع لم يلتزم بالمواعيد التي تم الاتفاق معه بخصوصها، حيث كان من المفترض أن ينتهي من دراسته شهر ماي الماضي وذلك بعد أن باشر عمله مطلع السنة الجارية وحددت مدة الدراسات بأربعة أشهر، وأضاف المتحدث أن التأخر الكبير الذي قام به المكتب دفعهم للتفكير في فسخ العقد معه، وذلك من أجل إعطاء دفعة للمشروع الذي ما يزال حبرا على ورق منذ قرابة 10 سنوات، ومن أجل توضيح الصورة أكثر اتصلنا بإطار في مديرية البناء والتعمير الذي أبدى استياء كبيرا من التصريحات التي أدلى بها رئيس “اللجنة الدينية”، لافتا إلى أن هذه الأخيرة هي السبب وراء تأخر مكتب الدراسات عن إنهاء عمله في الوقت المحدد، حيث تقوم اللجنة في كل مرة يتقدم فيها المكتب في عمله بإجراء بعض التعديلات على المشروع وذلك لأكثر من مرة، وهو ما يحتم على المكتب إعادة دراسة العديد من الأمور التقنية، بل ذهب محدثنا إلى أكثر من ذلك عندما كشف لنا أن اللجنة الدينية تقوم بتعطيل عمل مكتب الدراسات بهدف فسخ العقد معه والتعاقد مع مكتب دراسات آخر “مقرب من اللجنة”، مؤكدا أن المكتب الحالي يقوم بعمل جيد، وفي السياق نفسه كشفت مصادر أخرى على صلة بالمشروع أن مديرية البناء والتعمير تفكر في تقديم الطلب إلى الوالي الجديد من أجل سحب المشروع منها وتقديمه إلى الجهة التي يراها مناسبة للإشراف عليه، وذلك حتى تبرئ نفسها من الاتهامات التي تريد اللجنة الدينية إلصاقها بها وبمكتب الدراسات التي فاز بالصفقة من خلال مناقصة. هذا وكان من المفترض أن يتم إطلاق المناقصة الدولية لإنشاء المسجد الكبير مباشرة بعد انتهاء مكتب الدراسات من عمله ومنح الهيئة التقنية لمراقبة البناء “سي تي سي” موافقتها على الدراسات، وبالنظر إلى التأخر الحاصل فإن المناقصة الدولية ستتأخر هي الأخرى لأن هذه الأخيرة في حد ذاتها تتطلب الكثير من الإجراءات الإدارية، غير أن الشيء الذي يبعث على الارتياح في المشروع هو أن قرابة 200 مليار سنتيم تتواجد في حسابه البنكي وذلك من أصل 230 مليارا القيمة الإجمالية لإنجاز “المسجد الكبير” الذي أعيد قبل سنوات في الدراسات الأولية الخاصة به، حيث تم تغيير مكانه من أعلى هضبة “بوخضرة” إلى جوار القطب الجامعي ببلدية البوني، كما تم تقليص سعته من 16 آلاف مصلي إلى 10 آلاف بالإضافة إلى تقليص المساحة المغطاة من 42 ألف متر مربع إلى 20 ألف متر مربع، وهذه التغييرات ساهمت في تقلص تكلفة الانجاز التي كانت تقدر ب 380 مليار سنتيم، وما تجدر الإشارة إليه أيضا أن هذا المشروع الضخم يتضمن حسب ما جاء في بطاقته التقنية العديد من المرافق على غرار المنارة التي يصل ارتفاعها إلى 100 متر، مدرسة قرآنية، دار الفتوى، قاعة للمحاضرات، موقف سيارات، نافورات بالإضافة إلى توفره على مداخل من الجهات الأربعة جنوب، شمال، شرق وغرب، كما تفكر “اللجنة الدينية” في تشييد جسر للراجلين يربط بينه وبين القطب الجامعي الجديد المحاذي له.