كشفت مصادر موثوقة ل آخر ساعة أن محمد شرفة والي عنابة قرر وضع حد ل «التخلاط» الذي يهدد مصير مشروع المسجد الكبير والذي ما يزال حلما منذ قرابة 10 سنوات. تطرقت آخر ساعة في مقال لها نهاية شهر أوت الماضي إلى الصراعات الموجودة بين اللجنة الدينية للمسجد الكبير من جهة ومكتب الدراسات ومديرية البناء والتعمير من جهة أخرى حول مشروع المسجد الكبير الذي هرم سكان الولاية من أجل رؤيته شامخا بجوار القطب الجامعي ببلدية البوني، وعلى ضوء ذلك قرر الوالي برمجة اجتماع مع هذه الأطراف من أجل الوقوف أكثر على الحقائق والمشاكل التي تعيق تقدم المشروع، حيث أوضحت مصادر «آخر ساعة» أن المسؤول الأول على الجهاز التنفيذي بالولاية قرر إنهاء الخلافات الموجود بين هذه الأطراف التي كان من المفترض أن يجتمع بها أمس قبل أن يتم تأجيل هذا الاجتماع إلى الأحد المقبل، وحسب المصادر ذاتها فإن الوالي يعتزم وضع النقاط على الحروف وإعطاء دفعة جديدة للمشروع من أجل تجسيده على أرض الواقع، خصوصا وأن الأغلفة المالية المخصصة له متوفرة ولم يتبق سوى إنهاء مكتب الدراسات لعمله من أجل إطلاق المناقصة الخاصة بالانجاز، وكشفت مصادر أخرى أن صورة اللجنة الدينية اهتزت بسبب هذه القضية، وقد حاولت آخر ساعة الاتصال برئيس اللجنة من أجل الحصول على مزيد من التوضيحات بخصوص القضية إلا أنه تحجج عدة مرات بوجوده في اجتماع، هذا وكانت مصادر مسؤولة قد كشفت ل آخر ساعة في وقت سابق عن وجود اختلاف في الرؤى بين الجانبين حول طريقة تسيير المشروع واحترام المواعيد المسطرة سابقا، حيث يتهم رئيس اللجنة مكتب الدراسات بعدم الالتزام بالمواعيد وأكد تفكيره في تقديم طلب لفسخ العقد معه، في الوقت الذي أكد فيه مصدر مسؤول في مديرية البناء والتعمير أن اللجنة هي من تقف وراء التأخر بسبب التعديلات التي تدخلها على المشروع في كل مرة، وهو ما يحتم على المكتب إعادة دراسة العديد من الأمور التقنية، كما كشف المصدر وقتها أن اللجنة تريد فسخ التعاقد مع المكتب من التعاقد مع مكتب آخر مقرب منها، وما تجدر الإشارة إليه أن قرابة 200 مليار سنتيم تتواجد في الحساب البنكي للمشروع وذلك من أصل 230 مليارا القيمة الإجمالية لإنجاز المسجد الكبير الذي أعيد قبل سنوات في الدراسات الأولية الخاصة به، حيث تم تغيير مكانه من أعلى هضبة بوخضرة إلى جوار القطب الجامعي ببلدية البوني، كما تم تقليص سعته من 16 ألف مصلي إلى 10 آلاف بالإضافة إلى تقليص المساحة المغطاة من 42 ألف متر مربع إلى 20 ألف متر مربع، وهذه التغييرات ساهمت في تقلص تكلفة الانجاز التي كانت تقدر ب 380 مليار سنتيم، وما تجدر الإشارة إليه أيضا أن هذا المشروع الضخم يتضمن حسب ما جاء في بطاقته التقنية العديد من المرافق على غرار المنارة التي يصل ارتفاعها إلى 100 متر، مدرسة قرآنية، دار الفتوى، قاعة للمحاضرات، موقف سيارات، نافورات بالإضافة إلى توفره على مداخل من الجهات الأربع جنوب، شمال، شرق وغرب، كما تفكر اللجنة الدينية في تشييد جسر للراجلين يربط بينه وبين القطب الجامعي الجديد المحاذي له.