اختلط الحابل بالنابل ظهيرة أول أمس في حي "لورانجري" بوسط مدينة عنابة بعد أن دخل السكان في مشادات عنيفة مع قوات الأمن الذين تنقلوا في حدود التاسعة صباحا إلى حي كيشان العربي بالقرب من مقر الأمن الحضري العاشر خصيصا من أجل تهديم البنايات الفوضوية التي بناها السكان بالقرب من سكنات "التارنيط" التي يقيمون فيها منذ الحقبة الاستعمارية حيث رفضوا هذا القرار جملة وتفصيلا وأكدوا على أنهم لا يملكون أبسط ضروريات الحياة في البيوت التي يقطنون بها وأنهم دقوا كل الأبواب من أجل الاستفادة من السكنات لكن السلطات لم تمنحهم حقهم في السكن. رشق بالحجارة ..كر وفر ينتهي باستعمال الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي وقام السكان برشق قوات الأمن بالحجارة والزجاج من أجل منعهم من تهديم البنايات الجديدة التي قاموا ببنائها وبعد أن وجدت الشرطة مقاومة من طرف السكان قامت بتجنيد عدد كبير من قوات منع الشغب حيث وقع الكر والفر بينهما ووجدت مصالح الأمن نفسها مجبرة على استعمال الغازات المسيلة للدموع والرصاص المطاطي من أجل إبعاد الشبان المحتجين وتفريقهم ليشرعوا في تهديم البنايات وبعد ساعات أبعدوهم وقاموا بتهديمها. تكسير زجاج سيارة وشاحنة وتوقيف شابين من المحتجين وقد تسببت هذه المناوشات العنيفة في تحطم الزجاج الأمامي لسيارة وشاحنة وتعرض بعض السكان لجروح مختلفة ومن بينهم شيخ طاعن في السن يتواجد في حالة صدمة .وأوقفت المصالح الأمنية شابين من سكان الحي خلال هذه المواجهات العنيفة وقد بدأت هذه القضية منتصف الأسبوع الماضي بعد أن قام السكان ببناء هذه البنايات حيث كانت المصالح الأمنية ستقوم بعملية التهديم يوم الأربعاء الماضي إثر إخطار السكان بهذا القرار بعد قدوم شرطة البيئة والعمران للحي وقد كشفت آخر ساعة في عددها السابق الوضعية الكارثية التي يسكن فيها سكان “لورانجري” وعدم امتلاكهم لأبسط ضروريات الحياة كالمياه الشروب ودورات المياه وعدم استفادتهم من حصتهم في السكن رغم امتلاكهم ملفات للاستفادة من سكنات اجتماعية في الثمانينات والتي جددوها مطلع سنة 2000 حيث أكد غالبيتهم أنهم يملكون وصل فاتورة الكهرباء من فترة السبعينات.