تسببت المواجهات بين شباب وادي قريش وقوات مكافحة الشغب في تسجيل عشرات الجرحى وسط المحتجين وقوات الأمن ، نقلوا إلى المستشفى لتلقي العلاج، مثلما هو الحال لاثنين من المحتجين أصيبا بجروح بليغة في عينيهما، وتم اعتقال 5 أشخاص تبعا لمحاولتهم منع قوات الأمن تهديم بنايات فوضوية. كانت الساعة تشير إلى الخامسة من فجر أمس، عندما اقتحمت قوات مكافحة الشغب حيا بوادي قريش بالعاصمة لتنفيذ قرار والي الجزائر القاضي بتهديم 40 بناية فوضوية شيدت حديثا في ساحة عمومية بالحي، مما أدى إلى اندلاع مواجهات بين السكان وعناصر من الشرطة خلّفت إصابات وجرحى واعتقالات. ويروي شهود عيان ل''الخبر'' بأن قوات الأمن تمكنت في ظرف وجيز من محاصرة الحي وعزز من تواجدها مقر الفرقة المتنقلة للشرطة القضائية بوادي قريش، لكن شباب الحي حاول فك الخناق من خلال مهاجمة قوات مكافحة الشغب بالحجارة وقارورات الغاز عبر أسطح العمارات وإضرام النار في العجلات المطاطية لمنع تدفق مزيد من عناصر الشرطة على الحي، وقد تسبب ذلك في إصابة عناصر من قوات الأمن بجروح متفاوتة الخطورة. كما لم تتردد هذه الأخيرة منذ بدء عملية التهديم في الساعات الأولى من صباح أمس في إطلاق الرصاص المطاطي والقنابل المسيلة للدموع أصاب بعض السكان بجروح ردا على الرشق بالحجارة. واتهمت سيدة كانت تدلي بشهادتها ل''الخبر'' أثناء عملية اقتحام الحي قوات مكافحة الشغب بارتكاب تجاوزات أثناء تهديم البيوت الفوضوية، من خلال الإطلاق الكثيف للقنابل المسيلة للدموع، مما تسبب في إصابات البعض بجروح متفاوتة الخطورة وتحطيم زجاج نوافذ العمارات المجاورة للساحة التي استهدفتها قوات الأمن. وفي هذا الصدد قال بعض السكان أن ''رضيع في شهره السابع توفي متأثرا بالغاز المسيل للدموع وهو ما كذّبه مصدر من المديرية العامة للأمن الوطني''. واستغرب محتجون آخرون إقدام والي الجزائر محمد لكبير عدو على تهديم بنايات شيدت بناء على موافقة رئيس بلدية وادي قريش، حيث قال لنا أحد المعنيين بالقرار ''لقد شجّعنا المير في إنجاز بيوت فوضوية وتعهّد أمام الملأ بإدراجنا في برامج سكنية مستقبلا'' فيما حمّل آخرون ما وقع أمس من مواجهات إلى رئيس البلدية الذي دفعهم إلى تشييد بنايات كلفت كل عائلة بين 20 و40 مليون سنتيم ليكون مصيرها الهدم، في حين قال آخرون بأن الحي لم يستفد من أي برامج سكنية منذ الاستقلال، بينما يتجاوز أفراد العائلة الواحدة العشرة يتقاسمون غرفة واحدة، كما يرى آخرون في تشييد بنايات فوضوية السبيل الوحيد للاستفادة من برنامج إعادة الإسكان لولاية الجزائر. رئيس بلدية وادي قريش ''لايمكن أن أوافق على تشييد بيوت فوضوية'' نفى رئيس بلدية وادي قريش، محمد ميسوم، الذي ظل محاطا بقوات الأمن، يتابع عملية التهديم في تصريح ل''الخبر'' أن يكون قد رخص للسكان إنجاز سكنات فوضوية بالقول ''لا يمكن أن أوافق على تشييد بيوت قصديرية وسط الحي وأعتبر ما قام به السكان اعتداء على ملكية عمومية'' مضيفا ''أنا هنا للسهر على تنفيذ قرار والي الجزائر''.