أبدت الأمينة العامة لحزب العمال «لويزة حنون» استغرابها من رسالة بوتفليقة لنظيره الفرنسي التي عبر فيها له عن تضامنه مع شعبه إزاء الأحداث الأخيرة التي عرفتها باريس، وشدد خلالها على ضرورة توحيد الجهود في محاربة الإرهاب عبر تدخل الأممالمتحدة، موضحة بأنه يستحيل على الرئيس الذي طالما حافظ على السيادة في المسائل الأمنية أن يقول مثل هذا الكلام الذي يفتح على الجزائر باب جهنم ويقحمنا تحت مظلة الناتو، متسائلة عمن يكون صاحب هذه الرسالة؟ كما انتقدت من جهة أخرى مشروع قانون المالية ل2016 وفتحت النار على وزير الصناعة «عبد السلام بوشوارب». «من يقف وراء رسالة الرئيس لنظيره الفرنسي؟» «من يكون صاحب الرسالة الحقيقي ؟« هو سؤال كغيره من الأسئلة الكثيرة التي طرحتها زعيمة حزب العمال أمس خلال اجتماعها بنواب تشكيلتها بمقر الحزب بالعاصمة دون أن تكون لها إجابات سوى التأكيد على أنه من المستحيل أن يكون رئيس الجمهورية الذي تمكن من الحفاظ على الدستور وعلى الاستقلال الوطني والسيادة في المسائل الأمنية وراء الرسالة التي وجهها للرئيس الفرنسي فيما تعلق بالأحداث التي شهدتها باريس الأسبوع الماضي، والتي عبر له فيها عن تضامن الجزائر مع الشعب الفرنسي ودعا خلالها إلى توحيد الجهود عبر الأممالمتحدة ما يعني تشكيل تحالف دولي حسبها، وهو الأمر الذي من شأنه خروج الجيش من الحدود والسماح بتواجد عسكري على التراب الوطني، كما أنه بمثابة القطيعة مع مبدأ الجزائر الثابت في عدم تدخل الدول الأخرى في شؤوننا وعمد تدخلنا في شؤون البلدان الأخرى، موضحة بأنها رسالة تقديم خدمة للخارج وللقوى العظمى . «لا يمكن أن يتحول جيشنا إلى ذراع مسلح لأي قوة» وقالت حنون، أنه من غير الممكن أن تنادي بلدنا لتشكيل تحالف دولي تحت غطاء الأممالمتحدة كون أن ذلك يقحم الجزائر تحت مظلة الناتو، واصفة ذلك بالموقف الخطير الذي لا يمكن أن تكون للرئيس يد فيه، موضحة بأن الرسالة تم نسبها للمسؤول الأول غن البلاد وهي في الحقيقة عكس ذلك، وهنا تتوقف لويزة حنون ذاتها وتقول «انحدار ما بعده انحدار انزلاق ما بعده انزلاق، بلدنا تفقد خصوصيتها و أوراقها، حيث ذاهبة بلدنا بهذه التوجهات؟» ثم تضيف»الجيش هو سليل جيش التحرير، يدافع عن تكامل البلد وسيادته ولا يمكن أن يتحول إلى ذراع مسلح لأي قوة في العالم كما لا يمكن إقحامه في أي حرب بالوكالة، وتابعت القول»لهذا السبب وقعت على الرسالة ال19 المطالبة بمقابلة الرئيس لإطلاعه على ما يحدث في الجزائر من انحرافات خطيرة وجب توقيفها. «قانون المالية ل2016 قنبلة وحكم بالموت على بلدنا» وأوضحت المسؤولة الحزبية فيما تعلق بمشروع قانون المالية لسنة 2016 بأنه لا يمكن لبوتفليقة أن يكون وراءه أيضا، مردفة بأنه قانون تقهقري همجي و يمهد للزج ببلدنا في وضعية اقتصادية خطيرة بواسطة تراجع الاستهلاك عبر تدمير القدرة الشرائية وهذا ما يخلق حسبها مزيدا من البطالة من خلال إلغاء مشاريع بعد تراجع ميزانية التجهيز بأكثر من 50 بالمئة وميزانية التسيير ب3 بالمئة، وهو ما يترتب عنه زعزعة استقرار البلد ويخلق أرضية خصبة للعنف والإرهاب، وأشارت الى بعض سلبيات هذا المشروع الذي يعتبر قنبلة وحكم بالموت على الجزائر،على غرار ما جاء في المادة 02 المتعلقة بنقص الرسم على النشاط المهني ب50 بالمئة ما يعني أن تضيع الخزينة العمومية ما قيمته 193 مليار دينار سنويا في حالة تطبيق هذا الإجراء، كما أنه جاء في المادة 14 رفع معدل TVA من 7 إلى 17 بالمئة فيما خص حفاظات البالغين بالإضافة إلى المادة 70 التي تحمل خطورة قصوى كونها تتراجع عن القاعدة 51/49، مبرزة مجددا بأن هناك سلطة موازية تعمل على خدمة مصالحها وخدمة مصالح الأجانب، وأضافت التوجه العام لمشروع قانون المالية لسنة 2016 يكرس تقشف قاتل بالنسبة للأغلبية وافقار الشرائح المتوسطة للنزول إلى الأسفل وفي المقابل تقديم المزيد من الهدايا الى المفترسين المحليين والأجانب، كما يرسخ التراجع عن مكاسب الأمة ويمهد لتدمير الجزائر . «بوشوارب يعمل على تدمير الاقتصاد و أدعو فرعون للقراءة أكثر» هذا وفتحت حنون النار على الصناعة»عبد السلام بوشوارب» ، مؤكدة بأنه يعمل على تدمير الاقتصاد الوطني حيث قام بإقحام قانون الاستثمار الكمبرادوري حسبها والذي يخدم مصالح أجنبية ضمن مشروع قانون المالية من خلال تحويل بنود خطيرة من مشروعه نحو قانون المالية السنوي، مشيرة بأن قانون الاستثمار الذي يرفع الاجراءات التي وضعتها الدولة بأمر من بوتفليقة أجنبي ولا يمكن أن يكون جزائريا «، وقالت حنون في سياق متواصل أن لجنة المالية استطاعت إلغاء خمس مواد جائرة وتخريبية من مشروع قانون المالية الذي سيتم عرضه اليوم بالغرفة السفلى على غرار الغاء المادة 13 التي تقضي بإخضاع الأدوية الرفاهية، و المادة 53 المتعلقة بالتنازل عن الأراضي لفائدة المستثمرين الذي انجزوا مشاريع سياحية بالجزائر، وهو ما قالت عنه بأنه إملاء من الخارج كون أن كل من المسؤولين الأولين على السياحة والمالية قالوا بأنه لا دخل لهم بهذا الإجراء. هذا ولم تسلم وزيرة البريد والمواصلات «هدى فرعون» من حنون التي أكدت بأن تصريحات هذه المسؤولة فيما تعلق بعدم وجود مستقبل لقطاعها بعيدا عن القطاع الخاص ولا يمكن العودة إلى عهد الروس، موضحة أن في تصريحاتها نوع من الاوليغارشية، داعية إياها إلى القراءة أكثر على العهد الروسي، وتابعت»هناك معلومات تفيد بان فرعون تسعى لخوصصة موبيليس مع وإدخال شركة الاتصالات الفرنسية «أورنج»، وهو الأمر الذي استغربته وجعلها تقول «هكذا ستتنصت أورنج على مكالماتنا» وهو الأمر الذي يطرح عددا من التساؤلات حسبها. السعودية وقطر يمهدان لاعتداء على الجزائر من جهة أخرى قالت حنون بأن دول الخليج وعلى رأسهم قطر والسعودية اللذين يعتبران الذراع المسلح للإمبريالية الأمريكية وحلفاء الكيان الصهيوني وضعوا الجزائر في القائمة السوداء التي يجب مقاطعتها في المبادلات المالية رفقة الدول التي تشهد حروبا على غرار»سوريا، العراق واليمن» وكأن الجزائر بلد غارق في حرب ويلجأ اليه الإرهابيون، مبرزة بأن الجزائر مستهدفة من قبل الإرهاب وأن قطر والسعودية يمهدان لاعتداء على بلدنا.