سكان غزة اليوم في حاجة ليس كالأمس للغذاء والدواء بل محتاجون إلى الحماية والمساندة، سكان غزة ليسوا مثلنا، فالخوف لا يخيفهم، والجوع أصبح لا يقتلهم، والرصاص أصبح رفيقهم، فماذا تبقى لهم في الحياة، سوى انتظار الموت بالإبادة، إنها النازية في ثوبها الصهيوني إنها المحرقة الجديدة في قطاع غزة.والأدهى والأمر كيف سيواجه محمود عباس رئيس ما يسمى بالسلطة الفلسطينية موت شعبه في الصباح والمساء، أكيد أنه سيلقي اللوم على قيادة حماس، التي لا تختلف عنه في شيء كلاهما مسؤولان أخلاقيا على أرواح الضحايا الأبرياء، فلا فتح ولا حماس تحملتا المسؤولية ولولا الصراع على الكرسي لما آلت الأوضاع اليوم إلى التخريب والتقتيل والترويع.يا أبناء غزة، لا يحزنكم تخاذل العرب وتلكؤ الغرب، ولا يبكيكم الهوان الذي صرنا إليه، فنحن أقرب إلى الذل والإنكسار منكم، فلم تبقى الحمية لدينا، ولم تعد تحركنا العواطف ما دام السكوت هو الموقف والتنديد هو الفعل.الجميع كان ينتظر الهجوم على غزة لكن الذي لم يكن منتظرا تلك المؤامرة التي وقعها حكام عرب الذين في حسبهم أنهم بمساهمتهم في الهجوم إنما يستهدفون قيادة حماس وكوادرها، والحقيقة أن هذه "الحماس" مثلهم، ساهمت في التقتيل حينما سمحت لنفسها بجلب الدمار للبلد، أو يعقل أن يقف العالم بأسره في وجهها وهي تدعي القدرة على الدفاع عن الفلسطينيين فيا قادة حماس كفاكم نفاقا وكذبا فلستم أهلا لذلك.ومن العجب ما يقتل أن وزير خارجية نظام مبارك ترجى وزير خارجية الصهاينة بالتريث وضبط النفس. وكأن الفلسطينيين هم الذين بدأوا في دك شوارع تل أبيب بالطائرات والدبابات، والأعجب أن جامعة العرب التي ساهم بريطانيو بلفور بتأسيسها شجبت العدوان ولكن لم تتعدى حدود كلمات، ونعلم أنها ستدعو لعقد قمة طارئة بدايتها كنهايتها، وقراراتها كسابقاتها.