سلطت محكمة الجنايات لمجلس قضاء قالمة حكما يقضي بإدانة المتهم الرئيسي ( ب – أ ) البالغ من العمر 28 سنة المتابع في قضية القتل العمدي مع صبق الإصرار في ما برأت ساحة المتهمين الآخرين أخ المتهم الرئيسي ( ب – ي ) البالغ من العمر 25 سنة و ابن عمتهما المدعو ( ب – ش ) البالغ من العمر 38 سنة و الذين ينحدرون كلهم من بلدية مداوروش ولاية سوق أهراس من تهمة المشاركة في القتل العمدي مع سبق الإصرار و التي راح ضحيتها الضحية ( ب – ع ر ) البالغ من العمر 32 سنة. وحسب وقائع القضية التي تعود إلى ثاني أيام عيد الأضحى بتاريخ 16 أكتوبر 2013،و فور تلقي مصالح أمن مداوروش مكالمة هاتفية مفادها تعرض أحد الأشخاص للضرب و الجرح العمدي بسلاح أبيض “ساطور” على مستوى عنقه من قبل ثلاثة أشخاص كان من بينهم المتهم الرئيسي ( ب – ا ) البالغ 28 سنة و أنهم قد فروا إلى مشتة بئر السدرة قرية عين حجر ببلدية مداوروش ولاية سوق أهراس على متن سيارة ، في الوقت لذي تم فيه نقل الضحية ( ب – ع ر ) البالغ من العمر 32 سنة على متن دراجة نارية من طرف صديقه الذي كان معه إلى المؤسسة الاستشفائية لكن نظرا لخطورة إصابته قرر الطبيب تحويله على جناح السرعة إلى مستشفى سوق أهراس لكن الأقدار شاءت أن يلفظ أنفاسه وسط الطريق ليتم الرجوع به إلى المستشفى المحلي حيث قامت مصالح أمن مداوروش بالاتصال بفرقة الدرك التابعة لدائرة الاختصاص من أجل توقيف المشتبه فيه الرئيسي و الذي سلم لهم نفسه طوعية و بعد سماع الأول من طرف رجال الضبطية القضائية اعترف بضربه الضحية الذي تقدم منه في ذات اليوم مهدد إياه بعبارات بذيئة و ذلك على خلفية تقديم المشتبه فيه بشكوى ضد الضحية الذي اعتدى عليه بالضرب بيوم قبل ارتكاب الجريمة مضيفا أن الضحية لم يتوقف في اعتراض طريقه و استفزازه كل مرة بكلام قبيح إلى غاية ساعة الوقائع حيث قدم الضحية هو و صديقه على متن دراجة نارية ولدى وصوله أمام أحد الأكشاك التقى بشقيقه ( ي.ب ) الذي اتصل به قبلها هاتفيا و أخطره بالقضية و في هذه اللحظة شاهدا الضحية رفقة صديقه حيث قام الضحية بإخراج سكين من جيبه و اتجه به مباشرة إلى المتهم الرئيسي (ب. ا ) و هو ما دفع به إلى إخراج “الساطور” الذي كان قد جلبه معه من المنزل موجها له ضربة على مستوى العنق أسقطته أرضا ثم وجه له ضربة ثانية، و هرب هو و شقيقه إلى منزلهما، من جهته صرح المتهم الثاني ( ي.ب ) أخ المتهم الرئيسي أنه في صبيحة يوم الوقائع كان يرعى قطيع غنم ووالده حيث تلقى مكالمة هاتفية من قبل أخيه أخطره من خلالها بتعرضه للتهديد من طرف الضحية هذا الأخير سبق و أن اعتدى عليه هو و وشقيقه فتوجه مباشرة إلى بلدية مداوروش حيث التقى بأخيه وهنا تقدما منهما الضحية شاهرا سلاحه في وجه الأخ الأكبر الذي اخرج بدوره “ساطور” و حاول بواسطتها تخويف الضحية غير أن هذا الأخير تهجم عليه فقام أخاه بتوجيه له ضربة على مستوى عنقه وفرا هاربين على متن سيارة فرود لمقر إقامتهما منكرا توجيهه له أية ضربة .المتهم الثالث المدعو ( ب – ش ) أكد خلال تصريحاته انه سمع بحادثة مقتل الضحية على يد (ب أ ) بواسطة سكين مضيفا انه التقى بالمتهم الرئيسي و أخيه صباح ذات اليوم بمقهى الحديقة و أنهما يعتبران ابني عمته و بعد أن سلم عليهما انصرفا لحال سبيلهما وبعد فترة زمنية شاهد حشدا كبيرا من المواطنين يغادرون المقهى فنهض هو الآخر غير أنه لم يتعرف على أي شخص من الذين دارت بينهما المشاجرة لغاية سماعه بالخبرمن جهته اعتبر ممثل الحق العام في مرافعته أن جميع أركان الجريمة ثابتة في حق المتهمين الثلاثة بدايته بالمتهم الرئيسي الذي اعترف بضربه للضحية بضربات قاتلة أزهقت من خلالها روحه و هو ما خلص له تقرير الطبيب الشرعي و عليه فإن وفاته كانت قتلا و لم تكن طبيعية حيث تعمد استعمال تلك الأداة الحادة على مستوى الرقبة والتي كان يقصد من ورائها قتله حتما و ليس مجرد جرحه ، و كذا تهمة المشاركة بالنسبة للمتهمين الآخرين من خلال تسهيلهم و مساعدتهم في قتل الضحية لاسيما بالتواجد أثناء الشجار و مطاردته مثلما جاء في تصريحات الشاهد صديق الضحية وتهديده له بواسطة سكين وعليه فإنهما يعتبران بذلك قد شاركا و ساهما في ارتكاب الأفعال المؤدية إلى تسهيل عملية قتل الضحية من قبل المتهم الرئيسي و عليه إلتمس عقوبة المؤبد بالنسبة للمتهم الرئيسي و 20 سنة بالنسبة لأخيه و 10 سنوات للمتهم الثالث و ابن عمتهما، ليصدر في الأخير قاضي الجلسة حكما يقضي بإدانة المتهم الرئيسي ب 15 سنة سجنا نافذة و يتم تبرأة ساحة المتهمين الآخرين.