يبدو أن شبكة قنوات "بي إن سبورتس" القطرية في طريقها للانهيار على غرار ما حدث لشبكة "أي آر تي" وذلك بسبب الحملة التي أطلقت في العديد من الدول العربية من أجل مقاطعة الباقة البنفسجية. وجاءت هذه الحملة بعد أن فاجأت “بي إن سبورتس” مشتركيها بإرغامهم على دفع مبالغ إضافية في حال أرادوا مشاهدة كأس أمم أوروبا 2016 التي تنطلق غدا في فرنسا أو “كوبا أمريكا” التي تحتضن الولاياتالمتحدةالأمريكية نسختها المئوية، وهو الأمر الذي لم يتقبله المشاهد العربي خصوصا المشتركين القدامى، خصوصا وأن الأمر الذي يتعلق بدفع 9000 دينار جزائري للاشتراك في القنوات الجديدة الناقلة لهذين الحدثين الكرويين، حيث أطلقت حملات في العديد من البلدان العربية على غرار الجزائر، تونس، المغرب، مصر والعراق عبر مواقع التواصل الاجتماعي من أجل مقاطعة القنوات القطرية، على غرار صفحة “ Boycott Bein sport - مقاطعة قنوات Bein sport”، حيث كتبت المئات من التعليقات الرافضة لما قامت به الشبكة القطرية على غرار هذا التعليق الذي كتبه ناشط مصري: “أصبحت قنوات بي إن سبورت رمزا للإمبريالية الإعلامية وعنوانا للطبقية الاجتماعية. سعر الاشتراك يصل إلى 44000 دينار و53000 للباقة الشاملة وأمام هذا الوضع وجد بائعو أجهزة باقة “بي إن سبورت” في الجزائر أنفسهم أمام مأزق حقيقي بسبب عزوف الزبائن عن تجديد الاشتراك الذي تبلغ قيمته حاليا 44000 دينار، أما الباقة الشاملة التي تتضمن القنوات الرياضية وقنوات الأفلام فيصل الاشتراك فيها إلى 53000 دينار، لتسير بذلك الباقة القطرية على خطى باقة “أي آر تي” التي كانت في السابق تحتكر كل شيء في المنطقة العربية، قبل أن تبدأ في الانهيار شيئا فشيئا بسبب تراجع عدد المشتركين فيها نظرا لارتفاع الأسعار، قبل أن يشكل ظهور قنوات “الجزيرة الرياضية” الضربة القاضية بالنسبة لها، حيث قامت هذه الأخيرة بشراء حقوق بث جميع البطولات الكبرى. جمعيات حماية المستهلك الغائب الأكبر وكان يجدر بجمعيات حماية المستهلك في الجزائر أن تلعب دورها في مثل هذه الحالات عوض إطلاق الشعارات التي لا تغني ولا تسمن من جوع عبر وسائل الإعلام، فلو حدث هذا الأمر في الدول الأوروبية لقامت الدنيا ولم تقعد، فالدول المتقدمة تعمل كل ما في وسعها من أجل القضاء على الاحتكار في نقل الأحداث الكروية من خلال خلق منافسة بين القنوات لجلب المشتركين، على غرار ما نشاهده في إيطاليا على سبيل المثال لا الحصر التي تتنافس فيها شبكتا “ميديا سيت” و”سكاي سبورتس” على نقل الأحداث الكروية بأفضل طريقة لجلب أكبر قدر من المشتركين. مشتركون يقررون رفع دعوى قضائية ضد الشبكة ولأن الوضع في تونس لا يختلف عن أغلب البلدان العربية خصوصا تلك المتواجدة منها في شمال إفريقيا، فقد أكد عشاق المستديرة فيها رفضهم لما وصفوه بعملية التحايل التي قامت بها الباقة القطرية التي فرضت عليهم دفع 180 دينارا تونسيا لمشاهدة “الأورو” و”كوبا أمريكا”، وحسب ما تم تداوله في عدد من الصفحات الرياضية التونسية على مواقع التواصل الاجتماعي فقد قررت مجموعة من التونسيين مقاضاة شبكة “بي إن سبوتس” بتهمة الابتزاز، وفي حال تمكنوا من الفوز بالقضية فسيكون على القطريين تعويضهم، وهي الخطوة التي من المحتمل أن يتم اتخاذها في بلدان عربية أخرى. القنوات الألمانية تتيح للمشاهد متابعة الأحداث الكروية مجانا وأمام هذا الوضع فقد تداول عشاق كرة القدم في المنطقة العربية ترددات القنوات التي تنتقل “أورو 2016” و«كوبا أمريكا” مجانا، وجاءت على رأسها قناة “زاد دي أف” التي تنقل البطولة الأوروبية بكافة مبارياتها مجانا، كما يمكن متابعة هذا الحدث عبر القنوات السويسرية التي تنقل الحدث مجانا أيضا، أما عشاق كرة القدم اللاتينية فإمكانهم متابعة “كوبا أمريكا” عبر قناتي “سات 1” و«داس إيرست” الألمانيتين، لتكسر بذلك هذه القنوات قواعد الاحتكار وتسمح لعشاق كرة القدم بمتابعة أهم الأحداث الكروية دون الحاجة لدفع أي مبلغ مالي.