لليوم الثاني على التوالي يواصل وادي سيبوس لفظ أسماكه النافقة بفعل المواد الكيماوية الخطيرة التي تم إفرازها به منذ قرابة أسبوع من الزمن و التي تسببت في كارثة ايكولوجية غير مسبوقة بالوادي رغم فضاعة الكوارث البيئية التي حدثت به في السنوات السابقة و التي لا يمكن أن تصل لنصف حجم الكوارث البيئية التي يعرفها الوادي منذ مطلع شهر أوت حيث رمت مياه النهر أسماكه النافقة بمصبه في شواطئ سيدي سالم و لكن هذه المرة بكمية غير مسبوقة وصلت لأطنان من الأسماك النافقة من مختلف الأنواع و الأحجام و هو ما استدعى تدخلا عاجلا من السلطات المحلية للبلديات المحاذية للوادي بالإضافة لمصالح الدرك و الأمن الوطنيين و مديرية البيئة و جمعيات حماية البيئة و هذا للوقوف على حجم الكارثة التي تسببت في نفوق قنطارين و نصف من الأسماك في اليوم الأول قبل أن يلفظ الوادي يوم أمس أطنانا من الأسماك تم دفنها من قبل المصالح المختصة. الدرك و الأمن و مصالح البيئة يأخذون عينات مخبرية للتحليل قامت فرق الدرك لوطني الخاصة بالبيئة بالإضافة لمصالح الأمن و مديرية البيئة بأخذ عينات من مياه نهر سيبوس الملوثة و عينات من الأسماك النافقة لمعرفة نوعية السموم المفرزة بالوادي و أخطارها الصحية و هذا رغم إجماع الجميع على كون حجم الكارثة و نوعية السموم غير مسبوقة تماما لان اسماك الوديان معروفة بمناعتها العالية و تغذيها على الأوساخ و قابليتها على التحمل مقارنة بأسماك البحار و لا يمكن أن تنفق أسماك من مختلف الأحجام و الأنواع بهذه السهولة و تتحلل بسرعة حيث من المنتظر أن يتم تحليل العينات و التدقيق فيها لمعرفة مخاطرها و كذا استعمالها في التحقيق لمعرفة المؤسسة المسؤولة عن إفراز هذه المواد , خصوصا و أن التحقيقات تمت بمناطق مختلفة من الوادي . تشديد الرقابة على الطرقات وبائعي الأسماك لتفادي كارثة صحية على الإنسان قررت المصالح المعنية بمساهمة المصالح الأمنية تعزيز الرقابة على الطرقات وعلى الأسواق خوفا من استغلال ضعاف النفوس للكمية النافقة و التي تصل للأطنان لجمعها و بيعها في الأسواق سواء بعنابة أو خارجها مستغلين جهل المواطنين للكارثة البيئية التي حدثت بواد سيبوس , حيث تم تشديد الرقابة طيلة الأيام الحالية على الطرقات و القيام بحملات تفتيش لمحلات بيع الأسماك و شاحنات نقل الأسماك للوقوف حائلا دون نقل السموم القاتلة للمواطنين و ما قد ينجر عنه من كارثة صحية حقيقية قد تأتي على أرواح الأبرياء حجم الكارثة غير مسبوق و مخاوف من انقراض الثروة السمكية لسنوات قادمة كشفت الجمعيات البيئية عن مدى فضاعة الكارثة التي تعرض لها حوض وادي سيبوس بالتأكيد بأنه طوال سنوات خلت لم يتعرض الوادي لكارثة بيئية بالحجم الذي تعرض له هذه المرة حيث أتت السموم على الأسماك من الصغيرة إلى الكبيرة و قضت عليها تماما وهو ما يجعلهم يتخوفون من انقراض الثروة السمكية به تماما أو قلتها على الأقل لمدة زمنية ليست بقصيرة ما سيحرم الصيادين من أسماكه و يتسبب في كارثة بيولوجية خطيرة لكون تكاثر هذه الأنواع من الأسماك به يتسبب في تنظيفه و الحفاظ على السلسلة الغذائية به بالإضافة لحمايته من الملوثات و هو ما لن يحدث في المستقبل القريب ما سيزيد من حجم الكارثة البيئية به بسبب هذا التعدي الشنيع على البيئة و حتى على صحة الإنسان الجمعيات تطالب الصيادين و المواطنين بتفادي استهلاك الأسماك هذه الأيام وجهت الجمعية الوطنية لحماية البيئة و مكافحة التلوث نداءا عاجلا للصيادين بضرورة تفادي جمع الأسماك النافقة و صيد الأسماك من النهر و من أمام مصبه في الوقت الراهن كما طالبت المواطنين بضرورة الحذر و تفادي اقتناء الأسماك هذه الأيام لتفادي الأضرار الصحية الخطيرة التي قد تحملها السموم الموجودة بمياه واد سيبوس و في أسماكه النافقة و التي قد تسبب عواقب صحية وخيمة على المواطنين كما طالبت بتدخل كل السلطات المعنية للكشف عن المتسبب في إعدام أطنان من الثروة السمكية و إلحاق الضرر بالصحة العمومية و إحالته للعدالة طبقا للقوانين المتعلقة بحماية البيئة في إطار التنمية المستدامة . وجدير بالذكر أن العديد من سكان حوض سيبوس يقتاتون يوميا على أسماكه و يستغلونها لجني قوت يومهم و هو ما يجعل الوضعية الحالية خطرا على الصحة العمومية و ضررا غير مسبوق يلحق بالمقتاتين من الثروة السمكية بالنهر الذي كان للأمس القريب يعج بأنواع مختلفة من الأسماك التي يصل حجمها لأكثر من نصف متر و تزن كيلوغرامات عديدة.