فيما يستمتع العديد من أميار سكيكدة بالجلوس خلف مكاتبهم الأنيقة و يتجولون بسيارات الشعب الفخمة، يصاب يوميا مديرو المدارس الابتدائية بمختلف الأمراض المزمنة كالسكري وارتفاع الضغط. يلعب الأميار دور المتفرج رغم أهمية المدارس الابتدائية الواقعة تحت سلطتهم ، حيث يتركونها عرضة للإهمال ما يضع المديرين تحت ضغط رهيب بفعل تهرب المير من مسؤوليته وعدم إدراكه لحجم المسؤولية المكلف بها كون المدارس الابتدائية أساس المنظومة التربوية. مدارس كالإسطبلات الزائر لعدد من المدارس خاصة بالأرياف يلاحظ أنها أقرب للإسطبلات ، فلا وجود للماء لأن البلدية لا تزودهم به ما يؤثر على نظافة المؤسسة، حيث أن الغبار يكسو الأقسام، أما المراحيض فحدث ولا حرج ما يجعل الأطفال عرضة لمختلف الأمراض ، وساهم في تفاقم مشكلة النظافة قلة العمال و أغلبهم مرضى أو كبار السن. الخبز واحتياجات المطعم قسمت ظهر المديرين تبعد العديد من الابتدائيات عن مقرات البلدية لوقوعها في مناطق ريفية،ما يجعل أصحاب المخابز ومحلات المواد الغذائية و الخضر و الفواكه التي تفوز بمناقصة تزويد المدارس ، تمتنعن تزويد ابتدائيات الأرياف بما تحتاجه، ليجد المدير نفسه مجبرا على التنقل لإحضارها أو ابتكار وسائل كالاستعانة بوسائل النقل وطبعا يدفع ثمن النقل من جيبه، في الوقت الذي يتجول فيه المير في عاصمة الولاية أو يتناول وجبة الغذاء بإحدى الجلسات، فيما ينتظر التلاميذ وجبتهم و المديرين يتصببون عرقا من أجل مسابقة الزمن و الحصول على محتويات الوجبة قبل أن يفتح المطعم بابه أمام التلاميذ. تجهيزات منعدمة ونوافذ دون زجاج يتساءل الكثير من متتبعي الشأن التربوي عن سبب رداءة خط التلاميذ، غير مدركين أن الطاولات غير قابلة للاستعمال لقدمها وظهور شقوق على أسطحها، كما أنه في بعض المدارس يجلس 3 تلاميذ على طاولة واحدة. هذا كله ولم تتدخل البلديات لسحب الطاولات القديمة ومنح المدراء الوسائل اللازمة لإحضار طاولات جديدة من مخازن مديرية التربية، ويمارس الأميار سياسة « إذن من طين و أخرى من عجين»بتجاهل طلبات المديرين بإصلاح زجاج النوافذ لحماية التلاميذ من البرد. حملة انتخابية بالمدارس الابتدائية تحظى ابتدائيات الأرياف بزيارات بين الفينة و الأخرى من طرف منتخبي المجالس البلدية الذين يلقون الوعود على مسامع التلاميذ و أوليائهم و المديرين بتحقيق الأفضل و القضاء على النقائص ، لكن غبار سياراتهم خلال طريق العودة لمكاتبهم المكيفة يمحي ما قيل ليبقى الحال على حاله. المديرون ضحايا وتحويل الابتدائيات لمديرية التربية أحسن قرار فتكت الأمراض المزمنة بمديري الابتدائيات ليصابوا بداء السكري و ارتفاع ضغط الدم مع العلم أن معظمهم شباب ، في الوقت الذي ينام فيه الأميار في العسل و يتجاهلون مسؤولياتهم اتجاه التلاميذ ، ليتجرعوا رغم صغر سنهم مرارة الإهمال ، و معهم مديروهم الذين يدفعون من صحتهم ثمن عجز الأميار عن التكفل بمهامهم ، ليكون قرار تحويل المدارس الابتدائية لسلطة مديريات التربية أحسن قرار، حيث ستصبح أقل إهمالا بعدما تتكفل المديرية بكل متطلباتها.