أكد رئيس حزب طلائع الحريات”علي بن فليس” أنه تم تشكيل هيئة مراقبة الانتخابات ليس لتكون أداة فاعلة في الوقاية من التزوير الانتخابي وردعه وإنما تم إحداثها من أجل التمديد في عمر التزوير الانتخابي تحت غطاء قانوني و مؤسساتي جديد لا يضمن إطلاقا للإقتراعات القادمة ما تتطلبه من نزاهة و صدق و مصداقية و شفافية حسبه. وقال ذات المتحدث في رده على موضوع مشاورات القوى السياسية حول رئاسة هيئة مراقبة الانتخابات، أن تشكيل هيئة مراقبة الانتخابات لا يغير في مجريات المسارات الانتخابية بشيء مهما كانت مستويات نجاعتها و فاعليتها، مشيرا إلى أن الظرف المقلق الذي تمر به البلد لا يصح أن يختزل في الانشغال بهيئة لمراقبة الانتخابات و رئاستها. وأوضح أن محاولة النظام في صرف الأنظار عما تعيشه البلاد من انسداد سياسي وأزمة اقتصادية خانقة و الإصرار على تقديم الاستحقاقات الانتخابية القادمة على أنها عملية عادية تتم في بلد يعيش أوضاعا عادية هو تنكر للحقيقة و هروب من الواقع. وأضاف بن فليس، بأن التزوير الانتخابي قد ألحق الأضرار تلو الأخرى بالمنظومة السياسية الوطنية و أن الشرعية و التمثيل و الثقة هي كلها ميزات تكتسب و لا تفرض في المجتمعات الديمقراطية الحقة، مشيرا بأن القانونين العضويين المتعلقين بالنظام الانتخابي و بالهيئة “العليا” و “المستقلة” للانتخابات لا يمكن عدهما إلا في أعداد فرص ضائعة و مضيعة أخرى؛ وتابع القول “أنه من غير المجدي بتاتا البحث فيهما على مؤشرات لقطيعة ممارسات الماضي التي تجسدت فيها و لا تزال التنكرات و المخالفات لمقتضيات حياة ديمقراطية راقية”. وأردف في سياق ذي صلة، بأن هذان القانونان العضويان لم يخففا من قبضة الجهاز السياسي الإداري على مجرى المسارات الانتخابية بل أثقلها، كما أنهما لم يقللا من هيمنته على مرحلتي تحضير و تنظيم الانتخابات و كل ما ينجر عنها بل زادا من وطأة هذه الهيمنة المطلقة، موضحا بأن الجهاز السياسي الإداري لا يؤمن بقضية المنافسة السياسية الشريفة و النزيهة و يصر على تحديد شروطها و إملاء قواعدها و كذا على التحديد المسبق لنتائجها. وابرز إن واجب الصراحة نحو الشعب و مسؤولية مصارحته يتوجب عليه إعلامه أن لا شيء أساسي تغير و أن التغيير الذي ينشده و طال انتظاره لا يمكن أن يأتي عن طريق مبادرات و قرارات أحادية منقوصة الفاعلية ، مشيرا بأن النظام القائم في بلادنا فضل التوحد على التشاور و الحوار حول القضايا التي تمس بحاضر و مستقبل الأمة.