ما يزال خطر مادة الأميونت المسببة لأمراض مستعصية يلاحق تلاميذ عدد من المؤسسات التربوية بجيجل سيما في الطورين الابتدائي والمتوسط وذلك في ظل تأخر عملية تجديد عدد من المؤسسات التربوية التي تحوي أسقف أقسامها كميات هامة من هذه المادة السامة . وقد عاد الحديث عن مادة الأميونت التي تغطي أسقف عدد كبير من الحجرات الدراسية بمؤسسات تربوية عدة بإقليم ولاية جيجل مع الخرجات التي قامت بها لجنة التربية والتعليم بالمجلس الولائي للإطلاع على وضعية المؤسسات التربوية ، حيث تم تسجيل نقائص بالجملة بعدد من المؤسسات التربوية سيما في الطورين الابتدائي والمتوسط وهي المؤسسات التي تقع في مجملها بمناطق نائية ومعزولة مما ساهم في تفاقم وضعيتها وعدم استفادتها من برامج للتجديد كما حصل ببقية المؤسسات الأخرى .وكشفت مصادر على صلة بهذا الملف بوجود مالا يقل عن 19 مؤسسة تربوية معنية بملف مادة الأميونت المنتشرة بأسقف وحجرات هذه المؤسسات وهي المادة التي أكدت كل الدراسات خطورتها على الصحة وتسببها في أمراض خطيرة بما فيها مرض السرطان ، وكانت السلطات قد وضعت برنامجا من أجل القضاء على مادة الأميونت بالمؤسسات التربوية بجيجل آفاق عام 2014 من خلال بناء عدد من الحجرات البديلة للحجرات التي تحتوي هذه المادة الخطيرة وإزالة مؤسسات تربوية بكاملها من الخريطة بعد تداعي جدرانها وبلوغها مرحلة متقدمة من الإهتراء غير أن هذا البرنامج لم يتم إنجازه بنسبة مائة بالمائة نظرا لعدة أسباب منها عدم كفاية الميزانية المخصصة للقطاع لإنجاز كل البرامج المسطرة ، ناهيك عن مخلفات قرارات التقشف الحكومية وماكان لها من تداعيات على تنفيذ برنامج تحديث المؤسسات التربوية بجيجل وتعويض المؤسسات القديمة والهياكل المدرسية القديمة بأخرى جديدة بما يحفظ صحة التلاميذ الذين ما يزال بعضهم يحلمون بالدراسة في أقسام دافئة ومجهزة تحميهم من لسعات البرد القارس وتسربات المياه التي حولت بعض الأقسام إلى ثلاجات في عز الشتاء.