شهدت الجزائر على مدار الأسابيع الأخيرة العديد من الحرائق في الغابات بشكل غير مسبوق، حيث سجلت المديرية العامة للغابات شبوب المئات من الحرائق تسببت في إتلاف مئات الهكتارات من الأشجار الغابية. و. ه وهو ما دفع مصالح الأمن إلى توسيع دائرة تحقيقاتها من أجل الوقوف وراء المتسبب الحقيقي وراء هذه الكوارث التي أكدت التحقيقات الأولية أنها مفتعلة من قبل بعض الجهات وعلى رأسها «مافيا الفحم» التي تستغل فصل الصيف لإشعال النيران في الغابات والاستفادة من ذلك للحصول على كميات خيالية من الفحم مجانا، خصوصا وأن مصالح محافظة الغابات بولاية الطارف ألقت مؤخرا القبض على شخصين متلبسين بإشعال الحرائق بكل من غابة الزيتونة ومنطقة بني صالح الشهيرة بغطائها النباتي والذي تميزه خاصة أشجار الفلين، وبالنظر للتقرير الذي أعدته مديرية الغابات للولاية المذكورة فإن معظم الحرائق كانت عمدية، وهو الأمر الذي ينطبق على الولايات الأخرى التي وإن لم يكن الغرض من إشعال الحرائق فيها هو الحصول على الفحم فإن الغرض الآخر هو حرق الغابات للحصول على المناطق الرعوية وهي الظاهرة التي انتشرت بكثرة أيضا في السنوات الأخيرة، هذا وحسب ما ذكره مصدر موثوق ل «آخر ساعة» فإن اقتراب عيد الأضحى المبارك زاد من شكوك الجهات الأمنية المختصة حول تعمد إشعال النيران في الجبال لغرض توفير الفحم الذي يكثر عليه الطلب في هذه المناسبة الدينية وهو ما يعني تحقيق «الربح السريع» وإن كان ذلك على حساب هلاك الغطاء الغابي وتضرر مصالح الأشخاص، على غرار ما حصل في بعض القرى الجبلية التي تكبد قاطنوها خسائر فادحة، هذا دون إغفال الأضرار السلبية لهذه الحرائق على أصحاب الأمراض المزمنة، ونظرا لهذا الواقع، فإن المديرية العامة للغابات ومصالح الدرك الوطني كثفوا من دورياتهم لمحاولة وضع حد لنشاط «مافيا الفحم» التي ألهبت جبال الجزائر من شرقها إلى غربها.