أكدت العديد من التقارير الرسمية الواردة في الأيام الأخيرة بأن مافيا الفحم لها يد في اندلاع جملة الحرائق المهولة التي شهدتها العديد من ولايات الوطن، حيث تعمد هؤلاء اشعال النيران في الغابات على مقربة من عيد الأضحى، الذي يكثر فيه الطلب على هذه المادة بسبب الإقبال على الشواء. و تعيش الجزائر منذ أيام على وقع حرائق أتت على الأخضر واليابس في عدة مناطق ، وأدت إلى ارتفاع في درجات الحرارة، جعلتها تفوق ال45 درجة في عدد من الولايات الداخلية و حتى الساحلية ، وهي موجة حر غير مسبوقة منذ سنوات، و منذ البداية بدا واضحا بأن الحرائق هي بفعل فاعل ،بحيث أن السلطات لم تتمكن من التحكم في هذه النيران، رغم وضعها إمكانات كبيرة لإخمادها، وتسخير الحماية المدنية وحتى قوات الجيش في عمليات الإطفاء. و كشفت التحقيقات التي باشرتها مصالح الدرك الوطني، أن شبكات مختصة في المتاجرة بالفحم على مستوى عدة ولايات وراء الحرائق المندلعة في عدة ولايات، والتي أتت على المئات من الهكتارات الغابية والمحاصيل الزراعية، حيث تعمد هذه الأخيرة إلى الإستيلاء على هذه المساحات الضخمة من الغابات التي التهمتها النيران واستغلالها في التجارة التحويلية وصناعة الفحم. و أثبت التحقيقات الأولية لمصالح الأمن بشأن الحرائق الهائلة التي تعرفها البلاد في الأيام الأخيرة، أنها متعمّدة من طرف بارونات الفحم حيث يكثر الطلب عليه في فصل الصيف وتزامنه مع عيد الأضحى حيث أنه يُستعمل بكثرة في الشواء، وكإجراء احترازي تم وضع تشكيلات أمنية متحركة عند مداخل الولايات المتضررة لمراقبة السيارات النفعية والشاحنات التي تنقل الفحم. و تم إلى حد الساعة ايقاف 6 أشخاص متورطين في الحرق المتعمد للغابات التي خلفت مصرع شخص واحد،فيما ألقى سكان قرية ألما لوصيف ببلدية واقنون بتيزي وزو، مساء السبت، على شخص في حالة تلبس وهو يضرم النار في الغابة،اين تم تقديم المشتبه فيه المنحدر من القليعة لمصالح أمن دائرة واقنون . وكان وزير الداخلية نور الدين بدوي قد أكد أن السلطات لن تقدم أي تعويض عن الخسائر التي انجرت عن حرائق الغابات الأخيرة، من دون القيام بتحقيقات ميدانية حتى تذهب هذه التعويضات إلى مستحقيها، وأن هذه التحقيقات يجب أن تأخذ الوقت الكافي من قبل جهازي الشرطة والدرك الوطني، حتى تذهب التعويضات إلى مستحقيها، موضحا أنها تعليمات الرئيس عبد العزيز بوتفليقة. وأكد أن كل من تسبب في اندلاع هذه الحرائق سيجد نفسه أمام القضاء، مشيرا إلى أنه تم توقيف عدد من الأشخاص حاولوا إلحاق إضرار بالثروة الغابية لأغراض شخصية، من دون تقديم تفاصيل أكثر بخصوص هؤلاء الأشخاص. قبل أن يؤكد المدير العام للغابات عز الدين سكران أمس الاول ، إنّ بعض الأشخاص يشعلون الحرائق في الغابات بغرض استغلال الحطب وبيعه كفحم، خاصة مع اقتراب عيد الأضحى المبارك. و أكد مدير الغابات إنّ هناك الكثير من الأطراف تهدف إلى إضرام الحرائق في الغابات لأهداف تجارية، أين سيتم استغلال الحطب في بيعه كفحم خلال عيد الأضحى.