عاد الغموض ليخيم مجددا على مستقبل مشروع طريق القرن بجيجل أو بالأحرى منفذ جنجن / العلمة وتلك الأخبار التي تحدثت عن سحب المجمع الإيطالي « ريزاني» المكلف بانجاز هذا الطريق لجزء كبير من عتاده من مختلف الورشات المفتوحة على طول هذا الطريق وتسريح مئات العمال الجزائريين الذين كانوا ينشطون لحساب هذا المجمع .وتعرف مختلف الورشات التابعة للمجمع الإيطالي منذ نهاية الأسبوع الماضي جمودا شبه تام بعد سحب هذا الأخير لعدد كبير من الآليات من هذه الورشات وإعادتها إلى قاعدة الحياة ببلدية قاوس في الوقت الذي تم فيه تسريح مئات العمال الذين كانوا ينشطون بهذه الورشات في إطار عقود محددة المدة بسبب عجز المجمع على تسوية مستحقاتهم المالية .وأرجعت مصادر على صلة بالملف سبب هذا القرار المفاجئ للمجمع الإيطالي والذي انعكس على عدد من شركات المناولة التي كانت تنشط بذات المشروع إلى إخلال السلطات في منح دفعة عاجلة من المستحقات المالية التي يدين بها المجمع وعدد من الشركات الأخرى للسلطات الوصية على المشروع مما ترتب عنه رد فعل غاضب من الشريك الإيطالي الذي قرر توقيف الأشغال إلى حين دخول هذه الأموال متذرعا بعجزه عن تسوية مستحقات عماله في ظل تلكؤ السلطات في منحه المستحقات التي يدين بها .ومن شأن هذا القرار المفاجئ أن يغرق مشروع القرن بجيجل في دوامة جديدة من الشكوك التي لم يعد أحد قادر على دحضها في ظل توالي الإضرابات على مستوى ورشات هذا الطريق والتوقف المزمن للنشاط بهذه الأخيرة مما انعكس سلبا على سير الأشغال التي لازالت في مراحلها الأولى ما يعني استحالة تسليم الطريق في الآجال الجديدة التي حددتها وزارة الأشغال العمومية أو بالأحرى أوائل العام 2019 رغم تمديد آجال التسليم بثلاث سنوات كاملة بحكم أن الطريق كان يفترض أن يسلم أوائل سنة 2016 .وكان الوزير الأول أحمد أويحيى قد طمأن عموم الشركات النشطة بمختلف الورشات بتسوية مستحقاتها المالية خلال الأيام المقبلة وإنهاء مشكل قروض الدفع التي دفعت بالعشرات من هذه الشركات إلى التوقف عن النشاط وهو ما يبقي باب الأمل مفتوحا لتجاوز هذا المشكل وعودة المجمع الإيطالي للنشاط قريبا حسب ما تحصلت عليه « آخر ساعة» من معلومات أمس الثلاثاء .