شهدت ولاية خنشلة وبالخصوص عاصمة الولاية يوم أحد استثنائي وذلك بعد أن تفاجأ سكان الولاية بالحصار الأمني المضروب على المدينة وانتشار المئات من عناصر الأمن بالزي الرسمي والمدني بكل الشوارع والمداخل الرئيسية والثانوية وذلك لمنع تجمع لأفراد متقاعدي الجيش الذين قرروا التجمع في ولاية خنشلة لمساندة المدعو عمار البيري الموقوف لدى المحكمة العسكرية ، كما شهدت المدينة ومعظم البلديات خروج المئات من التلاميذ إلى الشارع لمساندة الأساتذة المفصولين بقرار من وزارة التربية بسبب الإضرابات الأخيرة. حيث أنه ومع الساعات الأولى من صباح أمس الأحد توافدا عدد كبير لمتقاعدي ومعطوبي ومشطوبي الجيش لحضور الوقفة التضامنية مع عمار حسيني المكنى بالبيري الذي تم الشروع في محاكمته بالبليدة وسط إجراءات أمنية مشددة بوضع حواجز ثابتة من قبل مصالح الشرطة والدرك التي ضربت طوقا أمنيا على هؤلاء بساحة ملعب أول نوفمبر حيث كانت الوقفة مصالح الشرطة والدرك التي جندت كل إمكاناتها البشرية والمادية شرعت منذ أول أمس في وضع حواجز ثابتة عبر كل مداخل المدينة وبأعداد معتبرة من عناصر الشرطة الذين يوقفون كل مركبة تحمل ترقيم ولايات الشرق ويتم التأكد من هوية كل شخص بداخلها ، كما يتم توجيه الوافدين إلى ساحة الوقفة ، فيما وضع الدرك الوطني حواجز ثابتة خارج المدن وفي البلديات المحاذية للحدود مع ولايات تبسة وأم البواقي وباتنة وبسكرة ، وقد تم تشكيل طوق أمني في المكان الذي شهد الوقفة التضامنية مع عمار حسيني المكنى ب'البيري' الذي انطلقت محاكمته بمحكمة البليدة بعد توقيف المعني في 27 أفريل الماضي بالبابور بولاية سطيف وهي في طريقه إلى خميس الخشنة بولاية بومرداس لحضور المسيرة التي دعت إليها التنسيقية الوطنية لمتقاعدي ومعطوبي الجيش ، حيث دعا هؤلاء خلال الوقفة التضامنية إلى إطلاق سراح زميلهم معلنين تضامنهم معه في هذه المحنة ، وأعلنوا تمكسهم بمطالبهم المرفوعة لدى الجهات المعنية ، وقد وقعت في منتصف النهار مشادات بين متقاعدي ومعطوبي الجيش و عناصر الأمن والدرك مما أسفر عن توقيف عدد من المحتجين وإصابة آخرين بجروح . وإلى غاية مساء أمس لا تزال الأجواء متوترة بالمدينة والحصار مضروب على كل مداخل المدينة و شوارعها الرئيسية. المئات من تلاميذ الثانويات يخرجون إلى الشارع رفضا لقرار عزل الأساتذة والمطالبة بالعتبة و مشادات بين الشرطة والتلاميذ و تخريب مؤسسات تربوية كما شهدت مدينة خنشلة ومعظم البلديات صباح أمس خروج المئات من تلاميذ الثانويات إلى الشارع وتنظيم مسيرات عفوية مطالبين بإلغاء قرارات عزل أساتذتهم وطالبوا الوزيرة بالعتبة مؤكدين رفضهم للأساتذة المستخلفين الذين تعرضوا للطرد خروج التلاميذ جاء بعد أن وجدوا أنفسهم أمام الأمر الواقع بعد أن تسلم أساتذتهم قرارات العزل على خلفية الإضراب المشن من قبلهم تحت غطاء نقابة كناباست ،ليقرر هؤلاء الخروج إلى الشارع مطالبين بإعادة أساتذتهم إلى الأقسام ورفض عزلهم ، ومنعوا الأساتذة المستخلفين من تدرسيهم ، وقاموا بطردهم وأمام تأخرهم في الدروس طالبوا وزيرة القطاع بتحديد العتبة لشهادة الباكالوريا، وأثناء وجود هؤلاء في الشارع قاموا ببعض التصرفات برشق المؤسسات التربوية بالحجارة الأمر الذي جعل مصالح الشرطة تتدخل لتفريق التلاميذ الذين رشقوا عناصرها بالحجارة ليقع الكر والفر بين التلاميذ وعناصر الشرطة التي أوقفت بعضا منهم ، واستدعت أولياءهم الذين تعهدوا بعدم تكرار الفعل أولياء التلاميذ الذين كان بعضهم في مسرح المسيرات والمواجهات حملوا الأساتذة والوزارة الوضع الذي وصلت إليه المدرسة ونددوا بالإضرابات التي أوصلت الأمور حد التعفن ، مؤكدين أن أبناءهم تم إقحامهم في أمر لا يعنيهم ، مناشدين كل المعنيين من رئاسة الجمهورية والوزارة الأولى ووزارة التربية والنقابات والأولياء بالتدخل قصد تجنيب البلاد فوضى لا يمكن لأي أحد تصور عواقبها .