احتضنت القاعة المتعددة الرياضات أبركان بعاصمة ولاية جيجل أول أمس حدثا سياحيا وترويجيا هاما تمثل في صناعة أكبر كعكة فراولة في العالم وذلك في محاولة لتحطيم الرقم القياسي العالمي لأكبر « طورطة» فراولة ودخول كتاب غينيس للأرقام القياسية بعدما كان هذا الأخير بحوزة فرنسا بكعكة يفوق طولها الثلاثين مترا .التظاهرة التي أشرف عليها الديوان الجيجلي للسياحة والتي رصدت لها إمكانات ضخمة منها ستة أطنان من الفراولة الموسمية المنتجة بمزارع بلدية بني بلعيد ناهيك عن مواد أخرى كثيرة كلفت مبالغ مالية جد معتبرة قدرتها بعض المصادر بعشرات الملايين تحولت الى مهزلة حقيقية بفعل سوء التنظيم حيث وعلى الرغم من البعد السياحي لهذه التظاهرة التي مكنت جيجل من دخول كتاب غينيس بطورطة وصل طولها إلى أكثر من 31 مترا بمساحة إجمالية تفوق ال 47 مترا مربعا وكذا محاولة استغلالها من قبل المنظمين في الترويج للسياحة بجيجل وإظهار عاصمة الكورنيش للعالم وتحديدا العربي في أجمل صورة ناهيك عن استغلالها للترويج لفاكهة الفراولة الجيجلية التي شرع في تصديرها إلى الخارج إلا أنها حادت في النهاية عن هدفها وتحولت إلى حرب حقيقية بين الجماهير الغفيرة التي تمكنت من دخول قاعة أبركان ، حيث تبادل عشرات الحاضرين السباب بل ودخلوا في شجارات عنيفة من أجل الظفر بقطعة من الكعكة التي كان من المفترض أن يوجه جزء منها إلى دور العجزة بالعوانة وكذا بعض الفضاءات الأخرى غير أن التدافع عليها حوّل المناسبة إلى مهزلة حقيقية أمام كاميرات عدد من القنوات التلفزيونية بما فيها قناة « أم بي سي» السعودية ذائعة الصيت التي أوفدت مبعوثين عنها لتغطية الحدث شأنها شأن قنوات أخرى لم تضيع الفرصة لمعايشة الحدث السياحي الأبرز بجيجل هذا العام . ولم تفوت عشرات العائلات التي عاشت الحدث الفرصة لإبداء أسفها الكبير على ما آل إليه هذا الحدث الضخم في غياب التنظيم الجيد وحسن التدبير بالرغم مما كلفه من أموال كبيرة في عز أزمة التقشف ، كما تناقلت مختلف مواقع التواصل الاجتماعي المهتمة بأحداث جيجل صوّرا مخزية عما حدث بين الجماهير المتدافعة وما تعرض له بعض الضيوف من حوادث بسبب هذا التدافع ناهيك عن تلطخ ألبسة وأجساد الكثير منهم وهذا دون الحديث عما تعرضت إليه قاعة العرض من تلطيخ للأرضية والجدران ما أثار حفيظة الرياضيين الذين استنفروا كامل قواعدهم لإعادة تنظيف القاعة وتنقيتها من بقايا الفراولة والكريمات المتطايرة التي طالت كل مكان فيها .