شرعت المؤسسة المكلفة بأشغال تهيئة عمارات ساحة الثورة قبل عدة أشهر في الأشغال المتعلقة بهذه العملية التي تهدف إلى إحياء الجمال الحضاري الضائع لهذه العمارات التي تعود إلى الحقبة الاستعمارية، لكن يبدو أن هذا المشروع المهم بدأ يتسبب في انزعاج سكان هذه العمارات الذين بدأ بعضهم يعبر عن امتعاضهم من طول مدة الأشغال، باعتبار أن السقالات تلف العمارات من كل الاتجاهات وهو ما حجب عنهم أشعة الشمس أو الإطلالة من الشرفات، ومن خلال حديث «آخر ساعة» مع بعضهم، أكدوا لنا بأنهم يعلمون أهمية هذا المشروع، لكن الواقع –حسبهم- يقول بأن الأشغال متوقفة منذ فترة طويلة ولا يوجد أي تقدم يوحي بقرب الانتهاء منها وهو الأمر الذي زاد من انشغالهم حيال هذا المشروع الذي أكدوا بأنه وحسب الوتيرة الحالية فإن الانتهاء منه ستدوم لفترة طويلة جدا، خصوصا وأن موسم الأمطار على الأبواب وهو ما من شأنه أن يعطل الأشغال أكثر، باعتبار أنها تتعلق بترميم الواجهة الخارجية من جميع النواحي بالإضافة إلى تجديد الكتامة والقرميد وهو ما يتعارض مع ما أعلنت عنه مديرية التعمير والهندسة المعمارية والبناء لولاية عنابة قبل أسابيع حول أن الأشغال تسير على قدم وساق حتى تظهر في أبهة حلة عند الانتهاء من العملية التي تشمل العديد من الجوانب، خصوصا وأنه قبل حوالي الشهرين انطلقت أشغال الكتامة على مستوى أسطح العمارات وذلك من أجل القضاء النهائي على مشكل تسرب المياه التي كانت تهدد بمخاطر كبيرة من شأنها أن تؤدي مع مرور الزمن إلى انهيار هذه العمارات، وبالموازاة مع أشغال الكتامة، أعلنت المديرية وقتها أن أشغالا لدعم وتقوية الشرفات، مع ترميم النوافذ الخشبية عن طريق نزع الدهانات القديمة كليا وتعويضها بمواد خاصة لحماية الخشب من مياه الأمطار والرطوبة ثم إعادة دهنها من جديد، كما تجري عمليات ترميم دقيقة للزخارف وخصوصا التالفة منها وذلك من خلال إعطاء الفرصة لأصحاب الاختصاص في هذا المجال الذين خلقوا قوالب خاصة لتسهيل إعادة الزخارف إلى صورتها الأولى، غير أن السكان يؤكدون بأن كل ما تحدثت عنه المديرية لم يظهر بعد على أرض الواقع وهم يطالبون والي عنابة بزيارة المشروع مجددا من أجل إعطائه دفعة جديدة تكون كفيلة بتحريكه. فشل مناقصة الأشغال الداخلية والجزء الثاني من المشروع لم ينطلق وفي سياق ذي صلة بالمشروع، أعلنت مديرية التعمير مؤخرا عن عدم جدوى المناقصة المتعلقة بإعادة تأهيل وإعادة تهيئة المباني القديمة على مستوى ساحة الثورة في شقها المتعلق بالأشغال الداخلية، والمطلة على الساحة المذكورة، شارع «ابن خلدون» وشارع «عسلة حسين« وبلغ عددها 12 عمارة وهو ما يكشف الصعوبات التي تواجهها المديرية في العثور على مؤسسات مؤهلة ولديها الرغبة في القيام بهذا النوع من المشاريع التي تتطلب دقة كبيرة في الإنجاز، في الوقت الذي ينتظر فيه انطلاق الجزء الثاني من المشروع الذي يشمل عمارات أخرى على مستوى شارعي «عسلة حسين» و»ابن خلدون» وذلك في إطار مشروع لتغيير وجه وسط مدينة عنابة والسير على خطى الجزائر العاصمة التي استفادت من مشروع مماثل لإعادة تهيئة العمارات التي تعود إلى الحقبة الاستعمارية، كما أن المشروع سيكون مرفقا بنزع المكيفات الهوائية و»البارابول» وذلك حسب التعليمات التي أعطاها الوالي محمد سلماني خلال تفقده للمشروع قبل أشهر، باعتبار أن هذه الأخيرة شوهت العمارات كثيرا. إعادة تهيئة الحظيرة السكنية لبلدية عنابة يشمل بنايات حي الزعفرانية ولن تقتصر مشاريع إعادة التهيئة على وسط مدينة عنابة فقط، فقد استفاد حي «لاكولون» الشعبي من إعادة تهيئة العديد من العمارات ما أعطاه وجها جديدا والعملية ما تزال سارية لإعادة تهيئة عمارات أخرى، كما تم إطلاق مشروع لإعادة تهيئة عدد من العمارات في حي الزعفرانية، حيث أطلقت مديرية السكن مؤخرا طلب استشارة متعلقة بأشغال إعادة تهيئة واجهات 12 عمارة في الحي، حيث تعول المديرية على المؤسسات العمومية والخاصة المؤهلة من الناحية القانونية، المالية والتقنية المشاركة على تقديم عروض في المستوى لهذا المشروع الذي تهدف من خلاله إلى إعطاء وجه جديد لهذا الحي.