حسب تقرير أوكسفورد بزنس المنشور على موقعه الإلكتروني، فإنّ السوق الجزائرية للأدوية تبقى تعاني من التبعية للخارج في تغطية الطلب المحلي، كما هو الشأن بالنسبة لمختلف المنتجات الأخرى على غرار المواد الغذائية، بالرغم من أنّ نفس التقرير أشار إلى أنّه يرتقب نمو الصناعة الوطنية للأدوية وتوسعها إلى المواد التي ما تزال تستورد لحد الآن خاصة الأدوية الموجهة لمرضى السرطان،وأوضح التقرير أن تكلفة أدوية معالجة مرض السرطان تمثل حاليا 60 بالمائة من ميزانية الصيدليات العمومية، وأبرز مجمع ايكسفورد جهود الحكومة في مواجهة مرض السرطان باستثناء صناعة الأدوية المقاومة للسرطان التي ترتكز على تحسين البنى التحتية كمتابعة فتح أربعة مراكز جديدة عمومية تضاف إلى 13 مركزا آخر حيز الخدمة ،وهذه المراكز الأربعة ستكون مجهزة ب 12 ماسح مسرع إشعاعي ليرفع العدد الإجمالي لهذه التجهيزات إلى 48 منها 10 في المراكز الخاصة،ووصف التقرير عدد تجهيزات معدات علاج الأورام بالمعتبر حيث كانت الجزائر تحصي فقط 7 مسرعات للعلاج الإشعاعي في 2013.وأوضح المكتب البريطاني للتحليل الاقتصادي أن المواقع الستة الجديدة لإنتاج الأدوية والتي يتزامن تفعيلها مع الإستراتيجية الحكومية مخطط السرطان 2015-2019 تهدف إلى تطوير البنى التحتية الخاصة بمعالجة الأورام في الجزائر وترقية التكوين فيما يتعلق بمعالجة السرطان و هذا أيضا بتكثيف حملات التحسيس للتقليص من خطر الإصابة.في ذات السياق أشار التقرير إلى تواصل معاناة الحكومة في تغطية الاحتياجات الوطنية من الأدوية والمواد الصيدلانية على الرغم من أنّ التقرير الأخير لمكتب أوكسفورد يشير إلى ارتفاع الإنتاج الصيدلاني خلال الفترة الممتدة من 2008 إلى 2018 من 25 في إلى 65 في المائة،و حسب ذات المصدر فان الإستثمار في تطوير الأدوية للأمراض المستعصية كالسرطان والأمراض المزمنة كالسكري، أصبح واقعا يفرض نفسه في الجزائر والتي تعرف، على غرار البلدان الأخرى تطور سريع وارتفاع انتشار الأمراض غير المتنقلة، وحسب ذات التقرير فانّ الاستثمار في صناعة هذه الأدوية الحيوية يسمح للجزائر بتقليص تبعيتها للاستيراد. وتابع التقرير أن تطور العمران وطبيعة المعيشة انجر عنها ارتفاع معدلات الإصابة بداء السرطان وأمراض القلب والشريان والسكري، كما أنّ التطور السريع للسكان ساهم في ارتفاع الحالات المرضية المشخصة. وأضاف المصدر الذي اعتمد في بياناته على إحصائيات المركز الوطني لسجلات مرض السرطان أن 42000 و45000 حالة إصابة جديدة بالسرطان تسجل كل سنة في الجزائر وهي أرقام من شأنها أن ترتفع لتصل 61000 في غضون 2025.ويضيف تقرير أوكسفورد الذي اعتمد على توقعات وزارة الصحة فإنّ معدل التكلفة المالية لعلاج كل حالة سرطان تقدر ب 5 مليون دينار (36900 أورو للدولة) وهذه التكاليف سيكون لها أثر سلبي على أداء مؤسسة الضمان الاجتماعي التي ستواجه صعوبات مالية كبيرة، وأوضح التقرير أنّ تكلفة أدوية معالجة مرض السرطان تمثل حاليا 60 في المائة من ميزانية الصيدليات العمومية.