يبدو أن شباب بلوزداد حكم عليه في الموسمين الأخيرين بالأعمال الشاقة، حيث لا تنفك الإدارة من المشاكل التي تحاصرها من كل جانب، ولا يتسنى لها التنفس من مشكل حلته إلا ويخلق آخر، يعكر الذهن ويثير القلق الذي يلازم العام والخاص في النادي العاصمي. ولم يكف “العقيبة” تخبطها في دوامة الأزمة المالية التي ورثها مجمع “مادار”، عن رئيس مجلس الإدارة السابق محمد بوحفص، حتى دخلت الشركة في مشكلة أخرى مع الاتحاد الدولي لكرة القدم، بعدما أكدت بعض المصادر أن الإدارة تلقت مراسلة من “الفيفا”، تطالب فيها بتسوية مستحقات اللاعب محمد تيام، الذي انضم لصفوف الفريق في فترة التحويلات الصيفية الماضية، قادما من شبيبة القبائل، بحيث وقع على عقد مع الرئيس السابق بمحمد بوحفص، ولكنه لم يؤهل من قبل الرابطة المحترفة، بسبب إيداع ملفه في بعد انتهاء الآجال، ليغادر اللاعب الشباب دون فسخ عقده. والغريب هو أن إدارة بلوزداد، التي كانت تسابق الزمن حينها لتوفير الأموال وتسديد ديون لاعبيها السابقين، لاستلام إجازات الموسم الحالي، لم تسجل يوما غياب محمد تيام عن التدريبات عن طريق محضر قضائي، وهو ما يجعل طعنها ضد قرار “الفيفا” دون جدوى، وبسبب هذا الخطأ انتقد الرئيس شرف الدين، الأمين العام للنادي مصطفى لعروسي، الذي يفترض أن يكون أول من يتفطن للأمر و ينبه الإدارة السابقة بموضوع تيام. وفي السياق ذاته، أكد لعروسي لمقربين منه، أنه سيضع استقالته بسبب تحميله مسؤولية بعض العقبات التي واجهها الفريق الصيف الماضي، بما فيها عدم تأهيل لاعبي الرديف، ورفض الفاف الاستجابة لمطلب استعادة النقاط الثلاث، بسبب إيداع الطعن عقب انتهاء الآجال القانونية، إضافة إلى قضية اللاعب كنيش، الذي فتح بخصوصها المدير العام سعيد عليق تحقيقا. وعلى ذكر السعيد عليق، فإن أيام الأخير قد باتت معدودة في بيت بلوزداد، بسبب ارتباطه مع اتحاد العاصمة، والذي يشغل فيه رئيس النادي الهاوي، ولا يمكنه الجمع بين وظيفتين في نفس الوقت، علما أن دور عليق كمناجير في شباب بلوزداد شكلي فقط، ولا يمكنه التوقيع على أي وثيقة إدارية. وفي سياق ذي صلة، كشفت مصادرنا، بأن المحكمة الرياضية الجزائرية ستفصل في الطعن الذي تقدمت به إدارة بلوزداد يوم 31 ديسمبر الجاري، وفي حال رفضت المحكمة الرياضية إعادة ثلاث نقاط لبلوزداد، فقد قرر المحامي التونسي الذي يتكفل بالملف والذي كان وراء تقليص عقوبة بلايلي من طرف الفيفا، رفع القضية على مستوى الإتحاد الدولي، وتحديدا التحكيم الرياضي “التاس”، بالنظر إلى إصرار إدارة بلوزداد على استرجاع النقاط الثلاث التي تعتبرها مهمة لتحقيق هدف البقاء في حظيرة الكبار للموسم الجاري.