بات فريق اتحاد العاصمة، أحد أعرق وأحسن الأندية الجزائرية يواجه مصيرا "مجهولا" و"غامضا" عقب توقيف مالكه ورجل الأعمال علي حداد، الأسبوع الفارط ومن ثم إحالته على التحقيق في قضايا فساد عديدة، الأمر الذي ينبئ بدخول الفريق في دوامة المشاكل، علما أن الاتحاد كانت قد تراجعت نتائجه في الجولات الأخيرة من الرابطة المحترفة الأولى "موبيليس" آخرها الخسارة المرة فوق أرضية ملعب الشهيد عمر حمادي “بولوغين” بثلاثية مقابل هدفين أمام الجار فريق شباب بلوزداد، فضلا عن الاضطرابات التي عاشها اللاعبون بسبب عدم تلقيهم لمستحقاتهم المالية العالقة منذ مدة، والتي أفقدتهم التركيز في البطولة، لتتفاقم متاعب الإتحاد عقب سقوط "إمبراطورية" حداد، على اعتبار أن الأمر سيعلق أموال عدد من اللاعبين الذي يدينون بأجر 5 أشهر كاملة، وهو ما سيرهن حظوظ "سوسطارة" في تحقيق اللقب الثامن، رغم التربع على عرش البطولة، وبالمقابل، فإن كثرة الديون ستنفر الكثير، خاصة أن مصادر موثوقة أكدت ل “آخر ساعة”، بأن ديون اتحاد العاصمة تفوق 400 مليار سنتيم. من جهته، طمأن المدير الرياضي لإتحاد العاصمة عبد الحكيم سرار، اللاعبين بشأن مستحقاتهم المالية العالقة، حيث كشف بأنه سيتم ضخ أجرتين قريبا في أرصدة اللاعبين، مطالبا إياهم بضرورة التركيز على ما تبقى من المنافسة للظفر باللقب، وهو نفس مطلب الأنصار الذين تنقلوا لتدريبات الفريق وعلقوا راية لتحفيز اللاعبين كتبوا عليها “كنا وسنبقى رجلا مع فريقنا فكونوا مثلنا”، في صورة واضحة وصريحة العبارة للمطالبة بوقفة واحدة اتجاه الألوان التي يحملونها والدفاع عنها بكل قوة لتحقيق البطولة الثامنة في تاريخ النادي العاصمي. وجاءت تطمينات سرار للاعبين بعد المشاكل القضائية التي يتعرض لها مالك الفريق علي حداد، الذي يتوجه حسب آخر الأخبار للتخلي عن تسيير الفريق في ظل الأوضاع والتغييرات التي تعيشها الجزائر.إتحاد العاصمة يعتبر من أعرق وأكبر و أقدم الفرق في الجزائر تأسس يوم 5 جويلية 1937، يملك سمعة قارية ضعيفة نوعا ما. يملك قاعدة جماهيرية كبيرة في الجزائر، ويعتبر حي سوسطارة في العاصمة من أهم معاقل لأنصار النادي. يستقبل منافسيه على ملعب الشهيد عمر حمادي (بولوغين سابقا). يملك في سجله 6 بطولات وطنية و8 كؤوس للجمهورية من أصل 17 نهائي لعبها في الكأس فهو الاختصاصي رقم واحد في الجزائر في كأس الجمهورية، إضافة إلى لقب كأس العرب للأندية البطلة، عرف الفريق قديما في أيام الإصلاح الرياضي بتسمية فريق الكهرباء (الكهرابا) لتمويله من قبل ثاني أكبر شركة في الجزائر وهو ما يفسر ظهور شعار الشركة في شعار الفريق الرسمي سابقا. وقد يعرف الكثيرون ألقاب الفريق وتتويجاته، لكن الأغلبية قد تجهل تاريخه وكيفية تأسيسه وهذا منذ أن قررت مجموعة من الأصدقاء بلورة فكرة إنشاء نادي رياضي إسلامي إلى جانب "العميد" في القصبة. ووقع الاختيار على اسم الإتحاد الرياضي الإسلامي للجزائر. وقد جرت الاجتماعات الأولي لتأسيس الفريق في مقهى بن كانون.أثبتت مدرسة اتحاد العاصمة خلال الفترة الاستعمارية على أهدافها الرياضية من جهة، ودورها في الحركة الوطنية المواجهة للاستعمار من جهة أخرى فمنذ سنة 1955 لما كانت الثورة الجزائرية في أوج نشاطها، استدعى رئيس الفريق علي شرفي بعض اللاعبين الشباب ومن بينهم محمد خلدود، مصطفى بوديسة وحميد بن كانون, لحيثهم على مجابهة المستعمر بكل شجاعة والاستجابة لنداء جبهة التحرير الوطني. وفي نهاية نفس السنة أمر جيش التحرير الوطني كل الأندية المسلمة بالتوقف عن النشاطات الرياضية وهو ما استجاب له نادي اتحاد العاصمة. وقد سقط في ميدان الشرف عدة شهداء من أبناء الفريق، وتعدى عددهم حسب شهادات حية الأربعين شهيدا.