في ظل غياب ثقافة استهلاكية وسلطة الردع حوادث التسممات مصدرها مواد غذائية تباع بالطرقات كشف الدكتور بن عمري الطيب الرنسي بالعيادةالمتعددة الخدمات العربي خروف بعنابة أن مصلحة الاستعجالات تسجل سنويا أكثر من 150 حالة تسمم فردية فقط وهو رقم مرشح للارتفاع إذا ما أضفنا تلك الجماعية والمسجلة بدءا من انطلاق موسم الصيف.وأضاف الدكتور بن عمري أن اسباب التسمم حسب التحاليل الطبية التي تجرى على المرضى غالبا ما تكون نتيجة تعاطيهم لمواد استهلاكية اقتنوها من باعة الأرصفة الذين يعرضونها للبيع في ظروف غير صحية تحت أشعة الشمس التي تسبب في اتلاف المواد الغذائية ناهيك عن الغبار ما يجعلها غير صالحة للاستهلاك وأعقب يقول أن ثقافة الاستهلاك لا تزال بعيدة عن أفراد المجتمع الذين يقبلون على اقتناء مواد غذائية معروضة على الأرصفة غير عابئين بأضرارها الوخيمة وهذا فقط لأسعارها الزهيدة على غرار (البيض، الشكولاطة، الزبدة وكل مشتقات الحليب، ناهيك عن الأكلات الخفيفة كالبيتزا وبعض الحلويات) ويضيف أن كل الأرقام التي تسجل اليوم في المصالح المختصة من التجارة والمستشفيات لا تعكس حقيقة الوضع لأن هناك الكثير من التسممات الفردية التي تقع للمواطن والذي يتقرب من الصيدلية دون أن يفصح عنها فمع الانتشار الواسع الذي تعرفه تجارة الباعة المتجولين الذين يعرضون بضائعهم من مواد غذائية ومواد للتحميل في ظروف تطرح أكثر من علامة استفهام حول جودتها وصلاحيتها حيث ينتشر الغبار والأدخنة الناتجة عن السيارات بالإضافة إلى أشعة الشمس والتي تشكل خطرا على صحة المستهلك من دون أي وعي بالرغم من الحملات التحسيسية التي قامت بها مديرية التجارة للحد من هذا الأمر وتوعية المواطنين بصرف النظر عن شراء مثل هذه المواد الغذائية التي لا تتطابق مع المواصفات القانونية والمعمول بها، غير أنها لم تستطع اقناع الجميع وحثهم عن الامتناع عن شراء محل هذه الأشياء والتي تلقى في أغلب الأوقات اقبالا واسعا نظرا لأسعارها الرخيصة حيث أن أكثر المواد المسببة للمخاطر هي المواد الغذائية اضافة إلى مواد التجميل التي تؤثر بطريقة كبيرة على بشرة مستعمليها وحسب الدكتور بوزيدي أخصائية في الأمراض الجلدية فإن أغلب مواد التجميل المعروضة تحت أشعة الشمس الحارقة تساهم في مضاعفة المواد السامة وذلك بمجرد ملامستها مع البشرة حيث تعمل على بروز بقع سوداء في مناطق مختلفة في الوجه وحساسية أما أكثر المواد خطورة فهي الكريمات التي يمكنها أن تغلق مسامات البشرة والتي تستطيع أن تؤثر على بشرة الوجه خاصة مادة الأفلاتوكسين المستخصلة من بعض الفطريات وتحوي على سموم سرطانية وتتأتر بأشعة الشمس ومن المؤسف أن تتم تجارة الماكياج والبضائع من مواد على الأرصفة وفي السوق السوداء منفلتة من الضوابط والمعايير الصحية الدولية في الوقت الذي لا يمكن القضاء على هذه التجارة بشكل تام ما لم تم توعية صحية بين المواطنين تجعلهم واعين على بمخاطر استعمال هذه المواد وفي الجهة ذاتها فلابد من القضاء على هذه الظاهرة التي تتطلب تشديد الإجراءات على نشاط الباعة المتجولين.لتقليص نسبة التسممات الغذائية التي باتت تأخذ منعرجا خطيرا والذي يتطلب تنسيق الجهات ذات الصلة من البلدية والجمارك والشرطة والتجارة رغم السلبيات التي تنعكس جراء أداء الباعة المتجولين إلا أن الجهات المختصة معنية بدراسة هذه الظاهرة التي تتنامى من حين لآخر وبحث مسبباتها لاختيار علاج مناسب لا يؤثر على لقمة العيش التي يبحثون عنها بل لطرح برامج تقضي على الظاهرة وتحل مشكل البطالة. ن.فيروز