بالأهازيج وهتافات التأييد والتشجيع شارك عشرات آلاف الجزائريين في استقبال أعضاء المنتخب الوطني الذين عادوا إلى بلدهم قادمين من مصر وهم يحملون في أيديهم التاج القاري الغالي، وأثلج هذا التتويج الثاني للكرة الجزائرية، قلوب محبيهم وتمكنوا لأول مرة في تاريخ المنافسة القارية، من الفوز باللقب الإفريقي خارج الجزائر وفي وجود 24 منتخبا. ج.نجيب وتوج المنتخب الوطني بكأس أمم إفريقيا للأمم وهذا بعد انتظار دام 29 سنة كاملة، حدث ذلك بعد الفوز الصعب والثمين أمام المنتخب السنغالي بفضل الهدف الذي وقعه المهاجم بغداد بونجاح بعد مضي دقيقتين عن انطلاق المباراة، فوز مكن «الخضر» من تعزيز خزينتهم بالتاج الإفريقي الثاني والأول من نوعه خارج الديار. وعاد أمس وفد المنتخب الوطني لكرة القدم إلى أرض الوطن رفقة تاج كأس أمم افريقيا، حيث حضوا باستقبال رسمي وجماهيري كبيرين يليق بالانجاز الكبير الذي حققه محاربو الصحراء بإهداء فرحة اللقب الإفريقي الثاني للشعب الجزائري. وحطت طائرة المنتخب الوطني بمطار هواري بومدين الدولي ظهر أمس، حيث تم استقبالهم من طرف السلطات العليا للبلاد بالقاعة الشرفية للمطارحيث تم توفير حافلة مكشوفة لطوافهم بالتاج الإفريقي في شوارع الجزائري العاصمة. واهتز مطار هواري بومدين طوال نهار أمس بأهازيج أنصار المنتخب الوطني سواء العائدين من مصر أو ممن كانوا بالجزائر وتنقلوا لاستقبال رفقاء رياض محرز بالمطار. وخصص الدرك الوطني عدد كبير من عناصره لتأمين تنقل وفد المنتخب الوطني من المطار إلى سيدي موسى والى وسط العاصمة، بالتنسيق مع عناصر الأمن الوطني. وتم تنصيب حاجز على طوال الطريق السريع الرابط بين المطار والجزائر الوسطى، ووضع المئات من عناصر الدرك والشرطة في مختلف المناطق، فضلا عن توفير طوافة لمواكبة تنقل حافلة المنتخب الوطني. فرحة امتدت من العاصمة المصرية إلى الجزائر وولاياتها منح «الخضر» الشعب الجزائري فرحة امتدت من العاصمة المصرية إلى الجزائر وولاياتها، وصولاً إلى مختلف مدن فرنسا، ولوحت مجموعات من الشباب والأسر التي جاء معظمها من كل ولايات «القطر» الى العاصمة خصيصاً لإستقبال الأبطال، بالأعلام الجزائرية وهم يغنون لمجد منتخب بلادهم. حافلة مكشوفة أُعدّت خصيصا لمحاربي الصحراء وأعدّت السلطات العليا للبلاد حافلة خاصة لاستقبال بعثة المنتخب الوطني، هذه الحافلة المكشوفة صعد عليها بلماضي وأبناؤه، من أجل الاحتفال مع الجماهير الجزائرية بالمستوى الرائع الذي قدّمه محرز ورفاقه في أكبر عرس كروي قاري. حشود خيالية في استقبال اللاعبين والحافلة وجدت صعوبة بالغة في المغادرة وكانت الجماهير حاضرة بقوة في المطار، حيث تنقلت أعداد غفيرة من الجماهير الكروية إلى هناك حتى تستقبل الأبطال، وهو الأمر الذي حال دون مغادرة الحافلة المكشوفة للمطار بسهولة، فقد وجد المنظمون ورجال الأمن صعوبة كبيرة في فتح الطريق للخروج إلى المطار، نظرا للأعداد الكبيرة من الجماهير التي تنقّلت من أجل مشاركة اللاعبين الاحتفال بعودة أبطال إفريقيا. تعزيزات أمنية مشدّدة والأنصار بقوة حتى في الطريق السريع وعمدت قوات الأمن المتكونة من الشرطة والدرك الوطني إلى فرض طوق أمن ثابت على مستوى كل الطرقات التي مرّ عليها لاعبو المنتخب الوطني، وأيضا طوق أمني متحرّك قبل وبعد الحافلة، وهذا ضمانا لتنقلها في ظروف جيّدة، والغريب في الأمر والذي لم يتوقعه اللاعبون وكل من كان على متن الحافلة هو وجود أنصار طوال الطريق السيّار الذي يربط المطار بالعاصمة، فإذا كانت الجماهير بقوة في المدن التي مرّت عليها الحافلة، فإن تواجد الجماهير على أعلى الجسور وفي حواف الطريق السيّار يعتبر أمرا مدهشا للاعبين، خاصة المغتربين منهم. الوصول إلى ساحة أول ماي وبعد حوالي ساعة من مغادرة المطار وصلت حافلة المنتخب الوطني إلى ساحة أول ماي وسط استقبال جماهيري كبير، وقد اصطفّت الجماهير على أرصفة الطرقات وأسطح وشرفات العمارات والمنازل التي غصت بالجماهير التي أبت إلا أن تشاهد مبولحي ورفاقه في هذا الاستقبال الكبير، وقد شهدت ساحة أول ماي حضور الشباب والعائلات بقوة، والتي شاركت الجميع فرحة وصول حاملي التاج القاري. شرفات العاصمة تلتهب والعائلات تلقي الورود على اللاعبين وكان وصول الحافلة المكشوفة إلى وسط العاصمة ، حيث تفاجأ اللاعبون بشرفات العمارات التي تطل على الشارع وهي تلتهب بالألعاب النارية، وهو الأمر الذي أدهش اللاعبين كثيرا، كونهم لم يتوقعوا أن يحدث ذلك في شرفات المنازل، وهم الذين تعوّدوا على تلك الأجواء في الملاعب فقط، والشباب الذين اختاروا إحدى الشرفات أشعلوا عشرات الألعاب النارية . اللاعبون اندهشوا من الجموع وصوّروا كل شيء بهواتفهم المحمولة رغم الظروف المناخية بفعل الحرارة المرتفعة في العاصمة، إلا أن أنصار المنتخب الوطني وعشاقه حاضرون بقوة في مختلف الأحياء التي تمرّ منها الحافلة المكشوفة، وهو ما أدهش لاعبي الخضر الذين لم يتوانوا عن إخراج هواتفهم المحمولة من أجل تصوير هذه اللحظات التي ستبقى حتما كأفضل ذكرى بالنسبة لهم،وشاهد الجميع كل اللاعبين وهم يتلقون صورا وفيديوهات الجماهير بواسطة هواتفهم النقالة، حيث أرادوا الاحتفاظ بهذه الصورة والفيديوهات للذكرى، لأنهم ببساطة لن يجدوا لها مثيلا، وقد لا تتاح الفرصة لواحد منهم مستقبلا للحصول على صور مماثلة، خصوصا وأن البعض منهم قد لا يلعب مجددا في صفوف المنتخب الوطني، لذا فالصور ستبقى للذكرى، وما أحلاها من ذكرى. الله أكبر … بلماضي دوّت بين أنصار الخضر كان للناخب الوطني جمال بلماضي نصيب الأسد من هتافات الجماهير الحاضرة بقوة، حيث رددت الجماهير مطولا الله أكبر بلماضي في اعتراف صريح بما قدمه التقني الجزائري بعد اقل من سنة من اشرافه على العارضة الفنية «للخضر».