كشف أمس مدير المركز الوطني للمناخ, صالح صاحبي عابد أن شهر جويلية لسنة 2019 شهد «درجات حرارة مرتفعة» ليلا ونهارا وبلغت درجات الحرارة «ارتفاعا قياسيا» في العديد من مناطق البلد حيث تجاوزت +3.3 درجة مئوية لمعدل الحرارة العادية. وأكد صاحبي عابد في تصريح له أن شهر جويلية 2019 كان حارا جدا في أغلب مناطق الوطن، وارتفعت درجات الحرارة ما بين 0.2 و 3.3 درجة مئوية عن معدل الحرارة العادية، وسجلنا بالموازاة مع ذلك درجات حرارة قصوى أكثر من العادية لكنها متغيرة من منطقة لأخرى». وأضاف الخبير أن الفوارق بين معدلات درجات الحرارة القصوى مقارنة بالحرارة العادية لشهر جويلية المحسوبة خلال المرحلة ما بين 1981 و 2010 كانت كبيرة. وعموما تراوحت ما بين +0.2 و 3.7 درجة مئوية. وبهذا، بلغت درجات الحرارة القصوى مستويات قياسية في العديد من ولايات الوطن، وهي أدرار (50.0 درجة مئوية) وأرزيو (44.5 درجة مئوية) وبني صاف (40.9 درجة مئوية) وتنس (44.0 درجة مئوية) و مستغانم (45.9 درجة مئوية) وتيارت (43.0 درجة مئوية) ومشرية (43.5 درجة مئوية). وفيما يتعلق بمعدلات درجات الحرارة الدنيا (ليلا) فقد كانت الفوارق مقارنة بدرجات الحرارة العادية حارة ومعتبرة وتراوحت بين +0.1 إلى 3.6 درجة مئوية ماعدا في منطقة تندوف ,حيث سجل فارق يقدر ب -1.1 درجة مئوية وهذا بسبب تأثير الرياح البحرية المتأتية من المحيط الأطلسي من جهة الغرب. وكانت قد أفادت توقعات الأرصاد الجوية أن درجات الحرارة ستكون خلال شهري جويلية وأوت أحيانا «عادية و أخرى فوق المعدل الشهري» عبر مختلف مناطق البلد. كما أن التوقعات الشهرية التي أعدّتها الأرصاد الجوية «تطابق توقعات المراكز الإقليمية لبلدان المتوسط بحيث تؤكد على فرضية أن تكون درجات الحرارة عادية إلى فوق المعدل الشهري أي شديدة الحرارة خلال كل فصل الصيف بنسبة احتمال تبلغ 80 بالمائة. وذكر مدير المركز الوطني للمناخ التابع للمعهد الوطني للأرصاد الجوية أن التوقعات الشهرية و الفصلية تسمح بالإطلاع على النشاط الموسمي و تسطر الاتجاه العام للمعايير المناخية بالنسبة للقيم العادية المراقبة عادة خلال فترة معروفة. كما أوضح أنه لا يمكن أن تكون التوقعات الشهرية والفصلية عنصرا بديلا لنشرات مناخية أخرى على غرار خريطة اليقظة و النشرية الخاصة». و في هذا الشأن وبالنسبة للتوقعات اليومية أو على المدى المتوسط (1 إلى 3 أيام)، شدد صحابي عابد على ضرورة متابعة نشريات التوقعات المناخية والإنذارات وكذا خريطة اليقظة الصادرة عن مصالح الأرصاد الجوية الجزائرية.كما أن التوقعات الواردة في هذه النشرية يتم تحديدها على أساس الأحوال الجوية و حالة المحيطات لشهر ماي 2019. الوضعية العادية تعني الظرف القريب من المعدل الإحصائي المتخذ كمرجعية مناخية و المعروف بالمعدل المناخي. و أشارت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية أن الحرارة بلغت مستويات قياسية عبر العالم على غرار تلك المسجلة بضاحية متربة في الكويت في 21 جويلية المنصرم حيث بلغت الحرارة 53.9 درجة مئوية موضحة أن هذه الدرجة تعتبر من الآن فصاعدا «أعلى درجة سجلت في القارة الآسيوية». و برأي عمر بدور رئيس قسم البرنامج العالمي للمعطيات الخاصة بالمناخ بالمنظمة العالمية للأرصاد الجوية «يبدو من الجلي أن القارة الآسيوية بدأت تعاني من ارتفاع سريع في درجة الحرارة» مضيفا أن هذه الظاهرة «تعكس توجها نحو ارتفاع عام في درجة الحرارة». و صُنف شهر جويلية 2019 أكثر الأشهر حرارة بمستويات قياسية لم يسبق تسجيلها من قبل عبر العالم بأسره و هو مستوى فاق بقليل ذلك المسجل في جويلية 2016 حسب المصلحة الأوروبية للتغيرات المناخية. وأشارت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية أنه من المرتقب أن تعرف الأرض خلال الفترة الممتدة من 2015 إلى 2019 أكثر خمس سنوات حرارة، مبرزة أن العديد من المناطق في أوروبا «تعرف أولى موجات الحر لهذه السنة بسبب تيارات الهواء الساخن القادمة من إفريقيا مسجلة بذلك درجات حرارة قياسية جديدة نهارا و ليلا بالنسبة لشهر جويلية». وقد سجلت درجات حرارة قياسية في العديد من البلدان الأوروبية خلال موجة الحر الكثيفة ,حيث بلغت ذروة تقدر ب42.6 درجة بباريس ولينغن بألمانيا و 41.8 درجة مئوية في شمال بلجيكا و40.4 درجة مئوية جنوبهولندا. كما سجلت درجات حرارة استثنائية في المملكة المتحدة ,حيث بلغت 38.7 درجة مئوية بحديقة جامعة كمبردج.