باشر المترشح الحر عبد المجيد تبون مساء الأحد الفارط حملته الانتحابية وسط مجموعة من المشاكل داخل مديرية حملته, حيث كانت ولاية أدرار هي الوجهة الأولى بالنسبة له,لكن الجميع تفاجئ في نفس اليوم بغيابه عن المشهد العام من افتتاحية السباق نحو قصر المرادية. سليم.ف وأثار غياب المترشح عبد المجيد تبون في أول يوم من الحملة الانتخابية الكثير من التساؤلات في أوساط المتتبعين للمشهد الانتخابي في الجزائر، خاصة وأن يوم 17 نوفمبر يعد رمزيا باعتباره أهم يوم في الحملة.وكان من المنتظر أن ينشط المترشح عبد المجيد تبون تجمعا بالعاصمة، بعدما أجل سفرية أدرار في أحد الفنادق المغلقة ,لكنه فاجأ الجميع بغيابه وحضور الوزير الأسبق للسياحة في عهد الرئيس المستقيل عبد العزيز بوتفليقة «حسن مرموري» ممثلا عنه كرئيس للجنة الشباب بمديرية الحملة الانتخابية، حيث ركز ممثل عبد المجيد تبون على تسليم المشعل للشباب وهو ما يتناقض كليا مع سن المترشح عبد المجيد تبون الذي أحيا منذ أيام فقط عيد ميلاده الرابع والسبعين.وأوحى هذا الغياب لكثير من المتتبعين للشأن السياسي في الجزائر أن « تبون « بصدد انتهاج نفس خطوات عبد العزيز بوتفليقة بقيادة حملته بالنيابة، وتمنى المتتبعون ألا يصل الحال بالمترشح عبد المجيد تبون إلى غاية تبني خيار «الكادر». وفسر بعض المحللين أن غياب «تبون» عن اليوم الأول من الحملة الانتخابية ما هو إلا الجزء الظاهر من جبل الثلج، لأنه في نفس اليوم أعلنت مديرية حملته الانتخابية عن استقالة الدبلوماسي السابق «عبد الله باعلي» وتعيين مكانه «أحمد مساعيد» الذي شغل سابقا منصب رئيس ديوان كل من عبد المجيد تبون وعبد المالك سلال المتورط في قضايا فساد، والقابع حاليا في سجن الحراش. وما زاد الطين بلة ما كشفته تلك المصادر عن السبب الرئيسي وراء استقالة «باعلي», حيث أكدت أن السبب المباشر يعود أساسا إلى الخطة التي يتبعها تبون من أجل الوصول إلى قصر المرادية. فرسميا لا يزال سبب استقالة باعلي مجهولا إلى حد الأن. لكن الحقيقة لن تكون بعيدة كثيرا عن ما قيل هنا وهناك بين المقربين من المترشح الحر.والتي أكدت بعض منها على أنها مرتبطة بالمشاكل الشخصية التي يواجهها «باعلي» في الآونة الأخيرة. كما تحدث أخرون عن مشاكل صحية لزوجة الدبلوماسي السابق. في وقت عزا فيه آخرون الاستقالة إلى رد فعل من باعلي في أعقاب تدخل ابن تبون في الاستعدادات الخاصة بالحملة الانتخابية. فيما أرجعت مصادر أخرى مغادرة «باعلي» إلى وجود خرق للثقة بين الرجلين.بعدما أقدم عبد المجيد تبون على إعلام مقربين منه أنه قابل مؤخرًا ضباطًا كبارًا في القيادة العسكرية وأن هؤلاء أبلغوه بدعم المؤسسة لترشيحه. كما أكد «تبون» حسب نفس المصادر أن هذا الاجتماع قد تم بحضور مدير حملته الانتخابية «عبد الله باعلي» .وهو الخبر الذي لم يرق ل«باعلي» الذي فضل الانسحاب بعدما تم ربط اسمه باجتماع لم يحدث أصلا. ولتتعقد الأمور أكثر بالنسبة لوزير السكن السابق تم صبيحة أمس توقيف الملياردير «عمر عليلات» النائب السابق في الأرندي المحسوب على المترشح للرئاسيات القادمة «عبد المجيد تبون» المعروف بعلاقته المباشرة بأعلى هرم العصابة «أحمد أويحيى» ,حيث سبق له وان فند الأخبار التي نشرت أو بثّت خبر مرافقة الوزير الأول عبد المجيد تبون خلال رحلته خارج الوطن قبل إقالته من منصبه أنداك كوزير أول ,أين قال النائب البرلماني حينها في تصريحات صحفية أن ما نشر غير صحيح متحججا بوجوده في الجزائر.وأضاف حينها وهو نائب عن بجاية وعضو بارز في الأرندي، بأنه لا علاقة له بالوزير الأول أنداك عبد المجيد تبون. وهو ما اعتبره متابعون للشأن السياسي في الجزائر وللحملة الانتخابية الجارية حاليا إشارة إلى أن الأموال التي انطلق بها أحد ابرز المترشحين إلى الرئاسيات المقبلة ذات مصدر مشبوه.في الوقت الذي وصف فيه متابعون لخطاباته خلال الحملة الانتخابية التي بدأها من أدرار بالجوفاء والغير منطقية خاصة تلك المتعلقة بتطوير الجنوب إلى درجة تعهده باستخراج السكر والزيت من أدرار وعين صالح و توزيعها على كل الولايات ومعرفته بمكان الأموال المنهوبة التي تعهد كذلك باسترجاعها.كل هذه المستجدات جعلت المتابعين للشأن السياسي في الجزائر يطرحون سؤالا في غاية الأهمية يتمثل في ما مدى تأثير هذه المستجدات على المستقبل السياسي للوزير الأول السابق عبد المجيد تبون؟هل سيواصل حملته ويتجاهل ما يقال هنا وهناك أم أنه أصبح مجرد ورقة محروقة ستعجل من نهايته حتى قبل أن تبدأ أصلا؟.